سأفترض أن العالم يواصل إغلاق عينيه عن مأساة أهلنا أبناء قطاع غزة الذين نكبهم العدوان الإسرائيلي، نكبة لا يدرك عمق فداحتها إلا من هبطت على رأسه ورؤوس أبنائه وذويه نارًا وهولًا ودمارًا.
مع احترامي للذين هم تحت الأغطية الثقيلة الدافئة، يستمعون إلى الأغاني الوطنية النارية، بعد عشاء دسم مرفوق بالفجل والطرشي !!
سأفترض أن اليأس دفع عددًا كبيرًا من إخواننا أبناء قطاع غزة المنكوبين إلى قبول الاقتلاع والتهجير تحت عنوان مخادع هو: «كلها سنة زمان ونعود إلى الديرة»، ودفع عددًا مماثلًا إلى إعلان رفض الاقتلاع والتهجير !!
سأفترض أيضًا أن الأردن فتح لهم أبواب الترحاب والاستقبال، تحت عنوان: سنضع الشروط التي تكفل إيواءهم في مدن او مخيمات بعيدة عن المدن الرئيسية، على ان تكفل أميركا وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا ومجلس التعاون الخليجي والأمم المتحدة عودتهم خلال ثلاثة إلى خمسة أعوام، وان يتعهدوا بكلفة الإيواء والإعالة والطبابة والتعليم والعمل.
وأن لا يثيروا مسائل الحقوق السياسية، والمواطنة الجامعة، والحقوق المنقوصة !!
ثمة بدهيات:
أين سيتم الإيواء؟
سيحتاج الإيواء إلى بناء 3 مخيمات/ مدن على الأقل، تتسع كل واحدة منها لمئات الألوف، وتكلف كل واحدة منها مئات ملايين الدولارات، ويستغرق إنشاؤها عدة سنوات !!
ستحتاج كل مدينة/ مخيم إلى الماء والكهرباء والمستشفيات والشوارع والصرف الصحي والمدارس والجامعات والمراكز الصحية والمراكز الأمنية والقاعات والحدائق العامة والملاعب والمراكز التجارية والمساجد .. !!
هل سيتم في المدن والمخيمات الجديدة، ترخيص تنظيمات حماس وفتح والجهاد الإسلامي وحزب التحرير والديمقراطية والشعبية والنضال الشعبي ونحو 14 فصيلًا فلسطينيًا ؟؟، أم ستعمل تلك التنظيمات سرّا حتى يشتد عودها وتتمكن من المطالبة بإدارة ذاتية، والحق في التنظيم والتدريب والتسليح، ومطالبة البكبات الشعبوية الفلمنجية بفتح الحدود لمقاتلة الكيان الاسرائيلي؟!
علمًا ان الفرحة الكبرى في جنوب لبنان والضفة الأسيرة وقطاع غزة المنكوب، هي لوقف الحرب، الذي هو متطلب أممي لبدء برامج إعادة إعمار القطاع وجنوب لبنان والضاحية التي يماثل دمارها دمار قطاع غزة ؟!! ــ الدستور