الأخبار

كمال زكارنة يكتب : ترمب يكشر عن انيابه.

كمال زكارنة  يكتب : ترمب يكشر عن انيابه.
أخبارنا :  

كمال زكارنة.
خالف الرئيس الامريكي دونالد ترمب ،وتراجع عن اهم ما جاء في خطابه اثناء تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة،اذ ركز حينها على انه يحرص ان يكون موروثه التاريخي صانع السلام،والود والرحمة ،وسيعمل على التسويات واطفاء الحرائق المشتعلة في مختلف انحاء العالم،لكنه نأى بنفسه كثيرا في اليومين الماضيين ،عن الموروث الذي تمناه وادعى انه يعمل لتحقيقه،وغرق في موروث الحلم الصهيوني العدواني التوسعي،والدفاع عنه والعمل على تحقيقه،ويبدو ان سيؤرخ موروثا في ابادة الاطفال والنساء والمدنيين الفلسطينيين والعرب.
حديث الرئيس الامريكي عن خطة تهجير سكان قطاع غزة ،يشبه كثيرا نقاش مجموعة "ختيارية" امام دكان في قريتهم،ومحاولته اقناع مصر والاردن او الضغط عليهما لاستقبال المهجرين الفلسطينيين،يؤكد احد احتمالين او كلاهما معا،الاول انه لا يفهم بالمطلق جذور وتفاصيل وابعاد وجوهر الصراع العربي الاسرائيلي ،والثاني انه صهينوني حتى النخاع ولا يريد ان يفهم شيئا،ويحاول ان يملي على العرب مطالب نتنياهو وزمرته الفاشية المتطرفة،امثال سموتريتش وبن غقير وكوهين وكاتس وغيرهم.
نظرة ترمب للعرب نظرة دونية جدا،ومن اقواله ان العرب اغبياء ،وانه صريح ولا يستطيع المجاملة ،وهو يريد ان يهجر الشعب الفلسطيني ،ويسلب اموال وثروات العرب،ويدعو الى تهجير سكان قطاع غزة ويتبنى هذا المخطط الاسرائيلي،لخدمة الكيان اولا،ثم الاستيلاء على المليارات كلفة اعادة اعمار القطاع.
تصريحات ترمب عن تهجير الفلسطينيين ،تشير الى انه سيقود حرب التهجير وترحيل الشعب الفلسطيني ،اي انه سيقود مشروع التوسع الصهيوني في المنطقة ،كما قاد سلفه بايدن الحرب على غزة ولبنان واليمن.
فهو لا يتعامل مع العرب الا بالضغط والتهديد والابتزاز والتخويف،وقد يكون الرد الامثل على عدائه وعدوانه على الامة العربية،ابرام العرب معاهدات دفاع مشترك مع تركيا وايران والصين وروسيا .
انه يغدق على الكيان بكل ما طلبه ويطلبه من السلاح والدعم الشامل في جميع المجالات،ويتعامل مع العرب على انهم ارقاما من المال يجب ان يستحوذ عليها بالقوة.
للتذكير ،فقد تمكن الاردن وفلسطين من افشال مشروع صفة القرن في دورة ترمب الاولى،وسيفشلون مشروع التهجير والترحيل الحالي،الذي يستهدف فلسطين والاردن ومصر ،كما افشل العرب محاولة ترمب الاولى ،التي استهدفت التهجير الى مصر والاردن والسعودية وقطر والامارات العربية المتحدة.
سوف يستخدم ترمب الضغوط المالية والامنية على الدول العربية ،لكن امام العرب خيارات كثيرة للدفاع عن انفسهم وعن حقوقهم .
عندما تتهدد المخاطر سيادة الاوطان واستقلالها ووجودها ،فان خيار المواجهة يصبح حتميا ،ولن يستطيع الكيان الصمود امام كل الجبهات.
تصريحات ترمب الاخيرة بشأن التهجير،هي التي شجعت نتنياهو على خلق العراقيل في وجه تطبيق الاتفاقات مع لبنان وغزة،وسوف تشجعه لاحقا على استئناف الحرب على الجبهتين الشمالية والجنوبية،وعدم الانسحاب من الاراضي السورية واللبنانية.
الرد المناسب على سياسة ترمب تجاه العرب ،يكون بالوحدة والتضامن العربي،والبحث عن تحالفات دفاعية اقليمية ودولية بعيدا عن الكيان الغاصب لفلسطين، ورفض التطبيع مع الكيان ووقف العمل به سابقا ولاحقا،ووقف الحصار المفروض على غزة ،حتى لا يندم العرب ندما شديدا في المستقبل،واعادة طرح مبادرة السلام العربية بقوة ،كبديل للمشروع الصهيو امركي في المنطقة،والتمسك بالثوابت والمواقف العربية ورفض تهديدات واملاءات ترمب بشجاعة.
الفوضى التي يتحدث عنها ترمب في غزة ،تخلقها اسرائيل وامريكا لايجاد مبرر لخطة الترحيل،وحديثه عن الدمار حجة ضعيفة ،لان خطة اعادة الاعمار جاهزة.
لقد افشل الفلسطينيون كل خطط ومشاريع ومحاولات التهجير،التي عملت على تنفيذها اسرائيل والولايات المتحدة خلال خمسة عشر شهرا من العدوان الاسرائيلي الامريكي الغربي على قطاع غزة في عهد بايدن،وسيفشلونها في عهد ترمب.

مواضيع قد تهمك