اسامة الرنتيسي يكتب : توحيد المواقف لمواجهة المشروعات المشبوهة
قنبلة ترامب الفارغة لا تحتاج كل هذا القلق، فالذي أفشل صفقة القرن في فترة حكم ترامب الأولى يستطيع إفشال قنبلته الفارغة بتهجير أبناء غزة إلى الأردن ومصر، والرد الوحيد هو بتوحيد مواقف الأردنيين والفلسطينيين والمصريين في مواجهة هذا الهذيان الذي يعني تطهير عرقي وضد الشرعية الدولية وفيه بلطجة يمارسها ترامب بمكالمة تلفونية.
المطلوب فقط اليقظة بحقيقة أن عدو الأردن وفلسطين ومصر والأمتين العربية والإسلامية هو الكيان الصهيوني الاستيطاني التوسعي الإحلالي، التي ستفشل مشروعاتهم المشبوهة كلها بتوحيد المواقف.
في 13 /10 / 2024 نشرت مقالا في "الأول نيوز” عنوانه: "مشروعات مشبوهة تلوح في الأفق” أستأذنكم بإعادة نشره….
السؤال الملح في أي حديث بين شخصين أو جلسة حوار أو نقاش عام: ما المتوقع بعد انتهاء الحرب المجنونة في غزة ولبنان؟!
يأتي الجواب مختلفا من شخص لآخر ومن سياسي إلى محلل استراتيجي او محلل عسكري، وما في ذهن الإدارة الأمريكية او النتن ياهو من مشروعات تم طرحها منذ سنوات، ولتحقيق هذه المشروعات يتطلب تحضيرات على الأرض وفي المنطقة.
إذا لا قدر الله نجح ترامب في الانتخابات الأميركية وهو الذي يتقدم على منافسته هاريس في هذه الأيام، فإن مستقبل نجاح هذه المشروعات يكون أعلى درجة، لأن تحولات صفقة القرن التي جاء بها قبل سنوات سيتم إحياؤها من جديد.
النتن ياهو أوصل الأوضاع في غزة إلى مرحلة بات القطاع معها منطقة غير قابلة للحياة، لهذا فإن البحث عن حلول لمستقبل مليونين ونصف المليون فلسطيني في غزة بات أمرا حاسما.
وثانيا؛ بالنظرة الاقتصادية العميقة لخبراء الاقتصاد والنفط، بات غاز غزة في الشمال تحديدا والبحر الأبيض المتوسط تحت يدي النتن ياهو هذه الأيام أكثر من أي فترة سابقة.
أما الضفة الفلسطينية فلا يُخفي النتن ياهو واليمين الصهيوني المتطرف طروحاتهم القديمة الجديدة بتهجير الفلسطينيين إلى الأردن، وأن الأردن هو الوطن البديل للفلسطينيين، فيتخلص هو من قضية الشعب الفلسطيني في الضفة، ويهجر فلسطينيي 48 إلى الضفة تحت سلطة ما يتبقى من السلطة الفلسطينية، لتبقى الدولة اليهودية خالصة لليهود ومن دون فلسطينيين.
أما لبنان؛ فلا أقل من أن يبعد ما سيتبقى من قوة حزب الله إلى نحو 20 كم بعد الليطاني، وإذا أضعف حزب الله أكثر وأكثر فإن الدولة اللبنانية ـ التي بدأت تتحرك لانتخاب رئيس جديد بعد تعطل دام سنوات ـ وجيشها جاهزون ليكونوا بديلا عن حزب الله في الجنوب اللبناني.
هذه مشروعات مشبوهة ليست جديدة، فَلْنتذكر ـ قبل ست سنوات ـ خفايا وتفاصيل كتاب "نار وغضب” لمايكل وولف، الذي كشف فيه عن أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، سيُحْدِث أكبر اختراق في التأريخ على صعيد المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، وسيغير اللعبة بشكل كبير وغير مسبوق.
أبرز ما كشف عنه الكتاب ويخص مستقبل الأردن وفلسطين ما نقل عن مستشار البيت الأبيض السابق ستيف بانون، عما سمي بصفقة القرن، قائلا: "إن ترامب يوافق عليها تماما، وأضاف أن الضفة الغربية ستكون للأردن وقطاع غزة لمصر”.
تماما؛ مثلما نتحدث عنه منذ سنوات، وبتواضع شديد كتبت عنه أكثر من مرة وهو "أن لا حل في العقل الاستراتيجي الأميركي سوى أن توضع الضفة الغربية على أكتاف الأردن وترمى غزة في حضن مصر”.
الدايم الله….
ــ الاول نيوز