حسين الجغبير يكتب : موقف ثابت لن يتغير.. الأردن للأردنيين
حسين الجغبير :
شالأردن للأردنيين، وفلسطين للفلسطينيين، هذا ما أكَّد عليه وزير الخارجية أيمن الصفدي أمس، وهو تأكيدٌ للمؤكد، على الموقف الأردني الثابت من مخططاتِ تهجير الفلسطينيين إلى الأردن ومصر، وهو عنوان الأردن الدائم فيما يتعلق بالملف الفلسطيني. لن يقبلَ الأردن قيادةً وشعبًا أن يكون أي حل للقضية الفلسطينية على حساب المملكة مهما تعاظمت الإغراءات المالية أو زاد حجم الضغط الاقتصادي والسياسي على عمان، وهو الأمر الذي تفهمه جميع الدول في العالم. ولا أعلم لِمَ تتغافل عنه الإدارة الأمريكية الجديدة، غير مدركة لخطورةِ تهجير الفلسطينيين عن أرضهم، وفي حرب الإبادة الصهيونية على غزة خير دليل على أن الشعب الفلسطيني لن يتركَ أرضه مهما عانى من قتلٍ وتدمير وتجويع. ترامب نفسه خاض مع الأردن ذات المعركة في إدارته الأولى عندما أعلن عن صفقةِ القرن، وكانت لاءات الملك الثلاثة حاضرة ومنها أن لا للتوطين، وأن مليارات العالم لن تجعل الأردن أن يكون حلًا على حسابه للقضية الفلسطينية. الموقف الرسمي، والإيمان الحقيقي للسياسة الخارجية الأردنية هو أن المملكة لن تتحملَ أعباءً إضافية للجوء، ولن تستطيع ذلك، وأن حل القضية الفلسطينية لن يكونَ بتهجير شعبها من أرضه المحتلة. وزير الخارجية أكد أمس أن الأردن يعمل مع شركائه في المنطقة للتقدم بخطى واضحة لتحقيق السلام، وأن الأردن يتطلع إلى العمل مع الإدارة الأميركية الجديدة وسندعم مساعي السلام في المنطقة. منذ إعلان ترامب عن مضمون طلبه من الأردن والموقف الشعبي الأردني واضح، وهو الرفض لأي محاولات للضغط على المملكة لأن تكون موطنًا للأشقاء الفلسطينيين بعيدًا عن أرضهم. لا بد من تحرك عربي ودولي واضح وصريح بهذا الاتجاه عبر الضغط على الإدارة الأميركية وتبيان خطورة الانحياز التام لدولة الاحتلال على حساب الفلسطينيين والدول العربية، ليس على المنطقة بحسب، وإنما على العالم أجمع.
ــ الانباط