د. حازم قشوع يكتب :الملك في بروكسل لبيان الرأي ؛
د. حازم قشوع
من المعروف أن هناك حالة شد اوروبيه امريكيه تغلف العلاقات البينية، وان هنالك خلاف حول موضوع الناتو وآليات العمل بداخله، وان هنالك ايضا تباين يرسم هوة انفصال امنى فى بيت القرار المركزي البريطاني الأمريكي، هذا إضافة لاسقاطات سياسة ترامب بالترحيل التى يراد انتهاجها لتصفية القضية الفلسطينية، وهو ما يأتي بالتوازي مع موضوع دعم اسرائيل بالقنابل الثقيلة كورقة ضاغطة عسكريا إضافة لورقة ابتزاز اخرى تتحدث عن وقف المساعدات عن الأردن ومصر، الأمر الذي يجعل حالة من المتناقضات ماثلة للعيان فى مشهد سياسي اصبح ثقيل ومثقل على الأوضاع العالمية مع دخول ترامب للكرسي الرئاسي، الذي بدى مأزوم بدلا ما كان يعول عليه من أحداث انفراجات سياسية في عناوين الأزمات نتيجة سياسته بوقف الحروب.
و لهذه الأسباب الموجبة تأتى زيارة الملك عبدالله الى بروكسل حيث مركز الناتو وعنوان الوحدة الأوروبية، وهذا ما يجعل من هذه الزيارة يعول عليها فى بيان ثلاث اتجاهات كونها تحوي ثلاث عناوين رئيسية سأقوم ببيان خطوطها العامة بما يلي :
حيث يتعلق العنوان الأول في مسألة دور الناتو ومكانته على اعتبار الأردن مركزه فى الشرق الأوسط والشمال الأفريقي، وهو العنوان الذى من المفترض أن يبحث كيفية التعامل مع موجبات سياسات ترامب التي يراد منها فرض رسوم جديدة على أعضاء الناتو تصل الى 5% وهو موضوع خلافي بحاجة الى تجسير هوة بين الطرفين الاوربي والامريكي، والذي دأب الملك عبدالله للقيام به بين واشنطن وبروكسل بالتعاون والتنسيق مع الرئيس الفرنسي ماكرون.
أما العنوان الثاني فإنه يندرج في إطار العلاقات البينية بين الأردن والدول الأوروبية سيما وان هنالك اتفاقية استراتيجية بين الأردن والدول الأوروبية ستدخل حيز التنفيذ في الشهر القادم، والتى ستكون داعمة وليست بديلة بالطبع للاتفاقية الاستراتيجية الامريكية الاردنية، الامر الذي سيجعل من هذا العنوان يحمل العديد من الرسائل ويحتوي على الكثير من الموضوعات.
واما العنوان الثالث والاهم فى هذه الزياره فانه يتعلق ببيان موقف الناتو ازاء تزايد مخاطر التهجير والترحيل التي أخذت تعصف بالفلسطينيين كما قضيتهم بالتصفية، كما تعصف بقرار حل الدولتين الذي يناصره الأوروبيين كما تؤيده الأمم المتحدة بنصوص قراراتها الدولية، وهو الموضوع الذي بحاجة الى بيان موقف واضح بعد المكالمة الهاتفية التى جرت بين الملك عبدالله والرئيس ترامب، وما حملته هذه المكالمة من موضوعات تتعلق بتهجير الفلسطينيين و تصفية قضيتهم وتهجير سكانها وتقليم مناطق سكناهم ومجتمعاتهم فى مدنهم وقراهم، وهو الموضوع المهم الذي يتطلب الوقوف على حيثياته وبيان كيفية التعامل معه ومع تداعياته.
وهي العناوين الثلاث التي تجعل من هذه الزيارة متابعة على الصعيد الإقليمي ومراقبة على المستوى الدولي نظرا لأهميتها السياسية في توقيتها كما في العناوين التى تحملها محطة بروكسل في بيان الرأي.
ان الموقف الاردني والمصري والعربي والأممي بينه الجميع بشكل واضح وعلى لسان الخارجيه الاردنيه والمصريه، وهو الثابت الذي رد عليه الملك عبدالله بشكل مباشر بقول "لا" انا مع الشرعية الدولية في محض بيان "مجس ترامب" الاستعلامي الذي جاء بالمكالمة الهاتفية بين الملك عبدالله والرئيس ترامب، وهو الموقف الذى يقوله العالم أجمع كما تقف عليه أنظمة المنطقة ومجتمعاتها، وان ايه معادلات رغائبية تحاول إسقاط معادله جديده على المنطقه بهدف الاقتلاع والتهجير هي معادلات مفروضة بشكل، وهو ما بينه الملك عبدالله بشكل مباشر كما بينه الأردن بشكل جلي ببيان وزير الخارجيه الاردنيه والمصريه عبر موقف موحد وثابت لا يقبل التأويل سيقوم على بيانه الملك عبدالله في محطة بروكسل.