ابراهيم عبد المجيد القيسي : متى يأتي وقت العمل للدولة؟!

هذر الكلام متاح للجميع، ولم يجاف الحقيقة من اعتبر العرب ونضالاتهم، لا يتعدى «ظاهرة صوتية»، وتؤكد هذا الاستنتاج الأدبيات والنتائج والاخبار والتحليلات التي نتناولها، ويتداولها الصغير والكبير..
نقول هذا الآن، ونحن ندرك بأن شأننا العام كله لا يعجب أحدا مخلصا ومتصالحا مع نفسه، ويريد لدولته وحكوماتها ومؤسساتها ان تلبي الاحتياجات المطلوبة، وتقود البلاد إلى ذرى المجد، وليس فقط تجاوز الازمات، والتخطيط لشؤون واحتياجات «تصبيرية»، يومية.
الأخبار: لا تتوقف، وتطالعنا دوما بحجم المديونية، ولا ننكر بأن الحكومة بل الحكومات، وكل السلطات والمؤسسات، تعمل من أجل تحسين الوضع الاقتصادي وغيره، لكننا وحين نعقد المقارنات بين حجم المديونية قبل عقد او عقدين او ثلاثة عقود مع ما هي عليه الآن، نشعر بأننا لم نقم بالمطلوب، ولا أستثني حتى المواطن العادي من المسؤولية، فهذه ليست مسؤولية الحكومات وحدها، ولا أبالغ أو أتجنّى لو قلت ليست المسألة شاننا محليا خالصا، فنحن نعيش في عالم، وفي منطقة مضطربة، تندلع فيها حروب ضارية، يشتدّ أوارها، كلما تململت الشعوب والبلدان العربية.. إننا حقا في وضع لا نحسد عليه.
والسؤال الموجه للجميع: هل هذه فقط حدود قدرتنا، لوقف ارتفاع المديونيات وتناسخ او تناسل الأزمات؟!.. ما هي حدود الصندوق الذي نضع أنفسنا فيه، وكم نحتاج من شجاعة وجهد لنفكر خارج هذا الصندوق؟
المسألة ليست سياسية حتى يتم اتخاذ قرار سياسي بشأنها، ولا يمكن أيضا ان نظفر بحلول سحرية عابرة للحدود لإطفاء المديونية وتعزيز الموازنات، وتوسيع مساحات التنمية بين عشية وضحاها، فالعقل والمال والجهد، فوق الإرادة الصلبة، وفي ظل احترام القوانين والالتزام بالخطط، ووقف التهويل والتهوين.. يمكن للشعوب أن تغير مصيرها وحالها، لأن الدول الغارقة بالمديونيات، وحين يدب الوهن والسخط في اوصالها، تفقد جميع فرصها بالتغيير والتطوير، بل وتفقد استقرارها وأمنها، وتصبح أكثر ضعفا في مواجهة المؤامرات الخارجية الصغيرة قبل الكبيرة.
نحتاج لحلول وخطط طويلة الأمد من أجل تغييرات جذرية في بنى التفكير وأدوات الإنتاج وتوسيع هوامش التنمية والاستثمار، ونبذ الظاهرة الصوتية التي تسيطر على قليلي الخبرة والمعرفة والهمّة.
لن يتطوع أحد لإنقاذنا من ورطاتنا وازماتنا، ولا علاقة حقيقية للسياسة في الحل.
حقا نريد نهضة فكرية وعلمية وتشريعية قبل حاجتنا لشيء آخر.
أقولها واطلب من الجميع ان «يقعدوا»، فالمطلوب ليس كلاما ولا تشبيرا ولا تبادل اتهامات.. مطلوب نهضة وقبلها إرادة وصدق، ووفاء وولاء للدولة. ــ الدستور