الأخبار

د. طارق سامي خوري يكتب : الأنظمة لا تتجمّل… إنها تُصنع لأدوار محددة

د. طارق سامي خوري يكتب : الأنظمة لا تتجمّل… إنها تُصنع لأدوار محددة
أخبارنا :  

مهما دعمت بعض الدول، وسهّلت، وجمّلت حكم الأمر الواقع في سوريا، وفقًا لمصالح تركية وقطرية وأمريكية وصهيونية، فلن تُغيّر جوهر هذا الكيان، ولا طبيعة الدور الذي أُسند إليه في هذه المرحلة.

هذا الحكم الطارئ، الذي فُرض على سوريا في ظل الحرب والخراب، لم يُنشأ ليبني وطنًا أو يوحّد شعبًا، بل ليقوم بوظيفة مزدوجة: تطويع الداخل بالقمع، وكبح الخارج إن لامس حدود فلسطين أو هدد أمن الكيان الصهيوني.

ومن المفارقات المؤلمة، أن هذا الكيان الذي يُلمَّع اليوم في العواصم، لم يُسمع له صوتٌ في إدانة مجازر غزة، بل سجّل صمتًا مريبًا، وتلميحات بقبول التطبيع مع العدو ذاته الذي يذبح فلسطين.
والأدهى أن مَن مارس القتل في الداخل، لا يمكن أن يُدين المجازر في الخارج.

لكن هذه الحقيقة لن تدوم…
لأن سوريا ليست ما فُرض عليها، ولا من رُسم لها الدور المؤقت.

سوريا هي شعبها العظيم… بنُخبه المؤمنة، المستقلة، العابرة للطوائف والمذاهب، والمتمسّكة بأمّتها.
شعبٌ قاوم الطغيان، ورفض التبعية، وتمسّك بقوميته، وسيستعيد زمام أمره ليبني وطنًا حرًا، لا مكان فيه للطائفية ولا للوظائف الأمنية.

سوريا ستعود قلب المشرق… حرّة، قومية، موحّدة…
وكل قيدٍ فُرض عليها سيسقط، لأن الشعب إذا نهض… لا يُهزم.
وكما قال أنطون سعاده:
"الحياة كلها وقفة عز فقط.”

د. طارق سامي خوري
30/4/2025

مواضيع قد تهمك