الأخبار

في قراءة تحليلية لخطاب الكاتب السياسي حمادة فراعنة امام وفد وجهاء مدينة اللد في زيارة الديوان الملكي

في قراءة تحليلية لخطاب الكاتب السياسي حمادة فراعنة امام وفد وجهاء مدينة اللد في زيارة الديوان الملكي
أخبارنا :  

في قراءة تحليلية لخطاب الكاتب السياسي حمادة فراعنة امام وفد وجهاء مدينة اللد الذي ترأسه في زيارة الديوان الملكي واللقاء مع رئيس الديوان معالي يوسف العيسوي بحضور مستشار جلالة لشؤون العشائر.
يسلط الفراعنة الضوء على صلابة الموقف الأردني من القضية الفلسطينية:
في قلب المشهد السياسي العربي المتشابك، يبرز الأردن كمركز ثباتٍ لا يتزعزع، وهو ما أوضحه الكاتب حمادة فراعنة في كلمته امام رئيس الديوان الملكي الهاشمي، يوسف العيسوي، مع وفد من وجهاء وأبناء مدينة اللد الفلسطينية. يضع الفراعنة هذا الحدث في إطارٍ أوسع وأعمق، حيث يُبرز كيف أن الموقف الأردني تجاه فلسطين ليس مجرد موقفٍ دبلوماسي، بل هو التزامٌ تاريخي واستراتيجي يعكس وحدة المصير بين الشعبين.

العيسوي ورسائل الأردن الثابتة

وكان العيسوي الذي استقبل الوفد الضيف بما يليق به، وجاءت كلمته الترحيبية كرسائل واضحة مفادها أن الأردن لم ولن يتراجع عن دعمه للقضية الفلسطينية، مهما كانت الضغوط والتحديات. فقد أكد العيسوي أن المملكة، بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، ما تزال الصوت العربي الصادق الذي يدافع عن حقوق الفلسطينيين دون مساومة.
وبأسلوبه التحليلي العميق، أشار الصحفي الفراعنة إلى أن هذه التصريحات لم تكن مجرد تأكيد على مواقف سابقة، بل تأتي في سياقٍ سياسيٍ تزداد فيه الضغوط على القضية الفلسطينية، وتتسارع فيه محاولات تصفية حقوق الفلسطينيين من خلال فرض حلولٍ جزئية تتجاهل جوهر الصراع.

وفد اللد.. رسالة وفاء وعرفان

لم يكن اللقاء مجرد اجتماع رسمي، بل حمل بين طياته مشاعر تقدير واعتراف بالدور الأردني الذي لم ينقطع منذ عقود، وهو ما ابرزه الفراعنة في خطابه. فقد جاء الوفد من اهالي اللد برسالة امتنان للملك عبد الله الثاني، تعبيرًا عن تقديرهم لدعم الأردن المستمر في تعزيز صمود الفلسطينيين على أرضهم، ومواجهة المخططات الرامية إلى تهجيرهم أو تقويض حقوقهم.

ويسلط الإعلامي الفراعنة الضوء على كيف ينظر الفلسطينيون إلى الأردن كحاضنٍ لقضيتهم، لا يكتفي بالمواقف السياسية، بل يُترجم ذلك إلى إجراءاتٍ عملية تشمل الدعم الاقتصادي، والمساندة الدبلوماسية، والدفاع عن حقوق اللاجئين في المحافل الدولية.

السياسة الأردنية بين الثوابت والاستراتيجيات

يُحلل الكاتب المخضرم موقف الأردن من القضية الفلسطينية من زاوية أوسع، موضحًا أن السياسة الأردنية لم تكن يومًا مجرد تفاعلٍ مع الأحداث، بل هي جزءٌ من رؤية استراتيجية تستند إلى معادلة دقيقة تجمع بين المبادئ القومية والمصالح الوطنية.

ويشير الفراعنة إلى أن الأردن يرى في القضية الفلسطينية ليس فقط التزامًا أخلاقيًا، بل أيضًا ضمانةً لاستقراره الداخلي، حيث إن أي محاولات لتصفية القضية أو تهجير الفلسطينيين تعني تهديدًا مباشرًا للأمن الوطني الأردني. ومن هنا، يوضح كيف ظل الأردن رأس الحربة في رفض المخططات التي حاولت فرض حلولٍ تتجاوز حقوق الفلسطينيين، مثل صفقة القرن أو محاولات إعادة توطين اللاجئين خارج وطنهم.

الوصاية الهاشمية.. شرعية تاريخية متجددة

من أبرز المحاور التي تناولها الكاتب الصحفي حمادة فراعنة في خطابه باسم الوفد هو أهمية الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، والتي تمثل إحدى ركائز الدور الأردني في حماية هوية المدينة المقدسة.
و يستحضر الفراعنة توقيع الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع الملك عبد الله الثاني في شهر آذار مارس عام 2013 على اتفاقية تجديد الوصاية، موضحًا أن هذا الدور ليس أمرًا رمزيًا، بل هو خط دفاعٍ حقيقي في مواجهة سياسات الاحتلال التي تسعى لطمس هوية القدس العربية والإسلامية.

الأردن في مواجهة التحديات.. مواقف لا تتغير

يلفت الكاتب السياسي إلى أن الأردن لم يكن مجرد داعمٍ للقضية الفلسطينية، بل كان القوة السياسية والدبلوماسية التي تصدت لمشاريع تصفيتها. فقد رفض الأردن، كما يوضح الفراعنة، قرار ترامب عام 2017 باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، كما وقف بقوةٍ ضد صفقة القرن عام 2020، التي كانت تسعى إلى فرض حلولٍ تتجاهل الحقوق التاريخية للفلسطينيين.

تحليل ختامي: أكثر من مجرد كلمات

قد يُعتقد أن المقالة التي كتبها حمادة فراعنة تكرارٌ للمواقف الأردنية المعروفة، لكنها في الواقع تقدم رؤيةً شاملةً تُظهر كيف استطاع الأردن تحقيق التوازن بين الثوابت القومية والضرورات الاستراتيجية.

يؤكد الصحفي الفراعنة أن الأردن لم يكن متفرجًا في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بل كان على الدوام لاعبًا أساسيًا في كل المحطات المفصلية، من تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية عام 1964، إلى الدفاع عن القدس، إلى مواجهة الاستيطان الإسرائيلي.

وقد ختم الفراعنة خطابه في الديوان الملكي الهاشمي يوم الثلاثاء الرابع من اذار 2025، بالتأكيد على أن السياسات التي يقودها الملك عبد الله الثاني جعلت الأردنيين موحدين خلف قيادته، بثقةٍ راسخةٍ في أن القضية الفلسطينية لن تُنسى، ما دام هناك صوتٌ عربيٌ حرٌ يدافع عنها.

لم تكن هذه مجرد كلمات، بل شهادةٌ على مسيرةٍ ممتدةٍ من النضال الدبلوماسي كما السياسي، مؤكدة أن الأردن لم يكن يومًا مجرد مراقب، بل كان دومًا في صدارة المدافعين عن الحق الفلسطيني.

مواضيع قد تهمك