الأخبار

شهرزاد مثقال ابو تايه : من أرض أجدادي نشروا كلمات النور.. في ذكرى تعريب الجيش

شهرزاد مثقال ابو تايه : من أرض أجدادي نشروا كلمات النور.. في ذكرى تعريب الجيش
أخبارنا :  

ما زالت ذاكرتي تفيض باحتفالات الثقافة العسكرية والاهازيج وابيات الشعر التي تتغزل بالأردن.

كبرنا على حب الوطن والانتماء لتراب دفعنا ثمنه أرواحًا وجباهًا يعلوها شعار الجيش العربي. ورثنا انضباطه العالي ونكران الذات والشجاعة. وحملنا شعار «الله، الوطن، الملك»، مؤمنين بدورنا في حماية الأردن والاستعداد للتضحية من أجله.

يُعد الجيش العربي مصدر فخر لكل اردني واردنية، يعكس قوة الدولة والتزامها بالأمن الوطني والإقليمي. لم يكن مجرد مؤسسة عسكرية، بل كان مدرسة تخرج منها الرجال الأوفياء، الذين يحملون في قلوبهم عزيمة الصحراء وصلابة الجبال. كل واحد منهم يسير على درب الأجداد، لا يتردد في بذل الغالي والنفيس كي يبقى الأردن حصنًا منيعًا.

على الحدود، حيث يلتقي الليل بالسكون، هناك رجال لا تغفو عيونهم، يسهرون على أمن الوطن، يرون في نجوم السماء رسائل الأمل، وفي رمال الأرض وصايا الآباء والأجداد. كل خطوة لهم هي عهد جديد بأن الأردن سيبقى حرًا، آمنًا، عصيًا على كل من تسول له نفسه المساس به.

ففي معسكرات الجيش، حيث يصطف الجنود في صفوف منضبطة، يرفعون الأعلام بأيدٍ اعتادت حمل السلاح دفاعًا عن الوطن، تسمع الأهازيج الوطنية تمتزج مع دقات القلوب التي لم تعرف يومًا الخوف. فالخدمة العسكرية شرف لا يدرك معناه إلا من لبس الفوتيك وعاهد الله أن يكون حامي الديار، او تربى على يد اب اعتاد ان يراه صباحا يعلو جبينه شعار الجيش.

وفي صباحات زهران، حيث تلامس الشمس قلعة الكرك، وتنعكس أشعتها على مياه نهر الأردن، يستيقظ النشامى على وقع الأمل، يلبسون الكاكي بكل فخر، ويشدّون على زنودهم سواعد العزيمة، فلا مكان للتراجع، ولا سبيل للتردد. هذا وطن يحمى بالسواعد، ويزدهر بالعزائم، ويمضي للأمام بإرادة لا تلين.

حين يمر الموكب الأحمر، وتصدح الموسيقى بألحان المجد، يزداد النبض في صدورنا، وتتجدد العهود في أعماقنا. فهذا الوطن ليس مجرد حدود على الخريطة، إنه قصة عشق بين الأرض وأبنائها، حكاية لم تكتبها الأقلام، بل نقشتها تضحيات الجيش على جبين التاريخ.

وتحت السارية وبين الأزقة القديمة، نسمع همسات الوفاء لهذا الجيش كل يوم بصدى أصوات البواسل الذين حملوا القسم في وجدانهم ان يكونوا حصنا لكل أردني والاوفياء لترابه ولإرث الأجداد، دَيْنا لدم الشهداء الذي سال على كل بقعة من ترابه، حيث يروي الأردنيون قصص البطولة، من اللطرون إلى الكرامة، من القدس إلى كل شبر صانه الشهداء بدمائهم. هي حكاية لا تنتهي، بل تستمر مع كل جيل يحمل الراية، ينشأ على حب الوطن، ويؤمن أن الأردن ليس مجرد أرض، بل هوية، وكرامة، ومجد لا يزول.

سيظل الأردن صامداً، لأن في عروقه يجري دم الأحرار، وفي سمائه يحلق الأمل، وعلى ترابه يسير أبناؤه رافعي الهامات، مرددين: نحميه بعيوننا، ونفديه بأرواحنا، ونحمله في قلوبنا.

مواضيع قد تهمك