د محمد كامل القرعان : الأردن «السابق الجواد»

يقف العالم بأسره حائرًا أمام بلد متفرد منفرد بامتياز؛ فيما يتخذ من مواقف؛ وفيما يقدم من مكارم وعطايا؛ وفيما يشهده من تطور، فعديد الدول تستلهم التجربة الأردنية، التي لم يسبق لها مثيل؛ وشاهد على ذلك محطات تاريخية فرغم التحديات، يعلو الطموح، وتمضي القافلة، ناشدةً البناء بكل عزيمة وإرادة واقتدار، لا يثنيها المغرضون، ولا المحبطون عن مستقبل استهدفته، ورسمت به ملامح المستقبل باشراق.
في السابق الجواد، قد يعاني المواطن من تحديات، وصعوبات، وأزمات؛ لكنه يعي ماهية الوطن، ويدرك ما يحاك به من مؤامرات، ويفرق ما بين العدو من الصديق؛ ومن ثم تراه يصطف خلف وطنه، وقيادته الهاشمية؛ من أجل حماية مكتسباته وصيانة مقدراته وتعظيم منجزاته، وهذا ما يؤكد أن النسيج الأردني قوي بعقيدته، ومحبته، وولائه، وانتمائه لتراب هذا الوطن، الذي يسكن الأفئدة ويعلو فوق الجباه التي لا تنحني الا لله كما علمنا الهاشميون؛ لذا يتراجع المغرض الشاحب، عندما يقول الأردن كلمته، ويصدر قراره.
"السابق الجواد»، الذي يعيش وسط منطقة ملتهبة، وحروب متقدة، ونزاعات وصراعات لا تنتهي؛ لكنه يواجه الصعاب، ولا يعبأ بالتهديدات، ولا يلتفت لمكائد الحاقدين؛ فهناك الإعمار والبناء والتنمية والأزدهار والمستقبل، على قدم وساق، وهناك عيون ساهرة على أمن الأردن واستقراره، وحماية مقدراته، واستقرار جبهته، وهناك شعار يعلو الجباه؛ فحواه أن الأردن فوق الجميع، وهناك وعي وإدراك؛ رغم شائعات تنهمر بكل مناسبة، من أبواق وكتائب وذباب ممولة.
في «السابق الجواد»، تجد كل أردني وأردنية يحمل هموم الوطن، بل ويشارك بكل ما أوتي من عزيمة، وما امتلك من خبرة في قضايا بلاده؛ فتراه لا يترك الساحة، ولا يغض الطرف، ولا يتراجع، ولا يسلم الراية، ولا يتنازل عن حقوقه، ولا يفرط، ولا يساوم؛ فلديه قيم ومبادئ وثوابت تربى عليها، ولديه فكر ورؤى تجاه مستقبله ولأولاده؛ ومن ثم يضحي بكل غال ونفيس؛ من أجل بقاء هذا الوطن الحر على مر تاريخه.
في «السابق الجواد»، لا يقبل، ولا يتقبل الأردنيون، أي تهديد، أو وعيد، أو ترغيب أو ترهيب؛ فلدى الأردني قيادة سياسية حكيمة،- وشعب واع مدرك وجيش مصطفوي- وقيادة تصنع القرار، وتتخذه، ولا تتراجع فيه؛ لأن شعبها صامد، لديه إصرار وقناعة بقضيته الراسخة في الوجدان؛ فمهما أشاع المغرضون، ومهما زادت الضغوطات، ومهما صوبت تجاه البلاد السهام المسمومة؛ ففي قلوب قاطنيها قضية الأمة قابعة قضيةفلسطين الاولى التي ارتوت ارضها بدماء شهدائنا من الجيش العربي، لا قبول لمزايدات، ولا نقيصة ولا ظلم تشارك فيها الأمة الأردنية العتية.
هذا البلد الذي لا يتوقف فيه العطاء، ولا يرتضي العور، مهما تفاقمت الاثمان؛ فالعزة شعار، والكرامة وسام، والإرادة والعزيمة أداة بلوغ الأماني في أردننا العظيم.
وهنا تجد شعبًا يتحمل المسؤولية طواعية، ولا يضغط على وطنه حالة التحدي، بل ترى شعبًا صبورًا، مرابطًا، محبًا، عاشقًا لتراب وطنه؛ فيخشاه العدو، ولا يتحمل مواجهته المغرض، ويتراجع عن مربعة كل مغرض اثام، هذا الشعب يشارك، ولا يفارق قيادته؛ فهذا دون مواربة جمال العطاء، والانتماء، والولاء لبلاد تستحق أن تحيا أبد الدهر.
سيظل الأردن باذن الله تعالى جبهتها الداخلية قوية متماسكة، والأردنيين خلف قيادته الهاشمية داعمًا مساند، لا يكل، ولا يمل، ولا تفتر عزيمته وإرادته، تجاه نصرة الحق وكسب قضيته.. حفظ الله وطننا الغالي وقيادته الهاشمية الرشيدة أبدَ الدهر.