بلال حسن التل : البوتاس كأنموذج يحتذى

عندما تتعرض الدول والمجتمعات الى أزمات او تحديات او تهديدات، فانها تبدأ بالبحث عن قوارب نجاتها مما تتعرض اليه، واول قوارب النجاة للدولة والمجتمع هو مدى اعتمادها على ذاتها، فتعمل على تنمية عوامل الاعتماد على الذات، وهو ما يجب ان نفعله في الاردن لمواجهة ما نتعرض اليه من ضغوط، من اهم اسلحتها الابتزاز الاقتصادي، الامر الذي يوجب علينا تنمية واستغلال كل إمكانياتنا الاقتصادية وتطويرها وتعظيمها، وهنا تبرز شركة البوتاس العربية كأنموذج يحتذى في التنمية والتطوير، ثم في تعظيم الاعتماد على الذات الوطنية، وبناء الثقة العالمية بالاقتصاد الاردني من خلال الاتفاقيات التي تعقدها شركة البوتاس مع الحكومات والشركات العالمية، مثل الاتفاقية التي وقعتها شركة البوتاس مؤخرا مع (البامارل) الاميركية بحضور الدكتور جعفر حسان رئيس الوزراء، وهو المفكر الاقتصادي، الذي يدل حضوره توقيع الاتفاقية بين شركة البوتاس والبارمال الأميركية على ثقتة بشركة البوتاس، التي هي امتداد لثقة وفخر جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين بشركة البوتاس ودعم جلالته لها، باعتبارها انموذجا للتحديث الاقتصادي والتطوير الاداري، والتنمية الشاملة، ولمساهمتها في تحسين البيئة الاستثمارية الاردنية، وإنموذحا للعمل العربي المشترك الناجح بفضل حسن الادارة الاردنية لهذا العمل.
لن اتحدث في هذا المقال حديث الأرقام عن حجم مساهمة شركة البوتاس في الدخل القومي للاردن، ولا عن دورها في توفير العملات الصعبة للاردن، فقد بات ذلك كله من المسلمات المعروفة للقاصي والداني. ولكنني ساتحدث عن الاسباب الكامنة وراء نجاح شركة البوتاس، وكيف اصبحت قاربا مهما من القوارب على طريقنا لتحقيق الاكتفاء الذاتي، ومن ثم تخفيف آثار الابتزاز الاقتصادي والمالي على بلدنا.
اول ما يجب التوقف عنده هو امتلاك ادارة شركة البوتاس للرؤية المستقبلية، مع اصرار وعزيمة على ترجمة هذه الرؤية على ارض الواقع من خلال تحقيق الانجازات. وحتى تتمكن من ذلك بنت الشركة لنفسها منظومة اقتصادية متكاملة، مع السعي لامتلاك وتطوير ادوات انتاجها، مثل تخطيطها لتحلية مياه البحر الاحمر، وسعيها لتعظيم اعتمادها على الطاقة الشمسية المتجددة، وعملها لانجاز شبكة خطوط حديدية تربط ببن مواقع انتاجها في البحر الميت ومواقع تصديرها في ميناء العقبة. وكل ذلك يساعدها على تعظيم انتاجها ومن ثم في مزيد من التعظيم لتصدير منتجاتها مما يزيد من تعظيم نجحها في سوق المنافسة العالمية، فقد اصبحت من اكبر مصدري البوتاس ومشتقاته في الاسواق العالمية، مستغلة في تحقيق هذه التنافسية الموقع الجيوسياسي للاردن. حيث صارت شركة البوتاس جزءاً من الدبلوماسية الناعمة للاردن، فلا يخفى على احد دور الاقتصاد في الدبلوماسية والتأتير على علاقات الدول وقراراتها ومواقفها.
بالاضافة الى ادورها التي أشرنا البها اعلاه، فلا يكتمل الحديث عن شركة البوتاس، دون الحديث عن دورها الاجتماعي، فشركة البوتاس واحدة من اهم المؤسسات الاقتصادية التي يشار بالبنان الى أداء دورها في المسؤولية الاجتماعية، حيث تساهم في تطوير المجتمعات المحلية، وتساهم في تحديث الكثير من المرافق الصحية والتعليمية وغيرها من المرافق على امتداد الجغرافيا الاردنية. بالاضافة الى دعمها للأندية والجمعيات، ومؤسسات المجتمع المدني.
لم تحقق شركة البوتاس كل ما حققته بالصدفة، بل بحسن التخطيط الذي تتقنه ادارتها التي تعتمد الدراسة والبحث لاعداد خططها ومشروعاتها، لذلك اسست الشركة مركز البحث التطوير والابتكار ليكون ذراعها العلمية. يسيج ذلك كله بعزيمة واصرار وارادة تتصف بذلك كله الادارة العليا للشركة العربية للبوتاس، التي اصبحت نموذجا يصلح الاقتداء به. ــ الراي