فايز الفايز : استهداف قوات الأمن
يبدو أن الأردن غير سعيد بحفنة من المساطيل، ففي كل عام تظهر لنا فئة أو جماعة تدعي أنها هي الغيورة على الوطن، وتتجاوز الوطن إلى القضية الفلسطينية التي يحمل همها الأردن منذ قيام الاحتلال الصهيوني، حيث قام الأردنيون في مطلع النصف الثاني من القرن العشرين بالانخراط في الجيش الأردني وقاتلوا على أرض فلسطين الأبية، و استشهد الكثير من أبناء هذا الشعب و خضبوا بدمائهم الزكيّة تراب فلسطين، غير آبهين بما تركوا من عائلات وأبناء، بل تداعوا إلى الموت الزؤام، ولكن اليوم بات البعض يريد أن يُقتل أي عسكري أردني انتقاماً من هذا الجيش الذي يحمي حدودنا ويذبّ عن حياضه.
القضية التي عايشناها فجر الأحد، لم تكن عبثاً، بل إن هذه سلسلة من الأحداث الانتقامية التي شهدها الأردن عبر سنوات طويلة والمليئة بالكراهية البغيضة، حيث تم تفجير الفنادق التي ذهب ضحيتها عشرات المواطنين والأجانب، كما قامت خلية منظمة بترويع الأهالي و إطلاق النار على الآمنين، أكانوا في الكرك أو إربد أو السلط، وللأسف فإن هناك من يفرح عندما يرى أن دماء الشهداء الأبرياء قد أهرقت، لا لشيء ولكنه البُغض و السفاهة.
إن هذا البلد الذي فتح أبوابه للملايين من اللاجئين، لم يفرق بين مواطن أو نازح، ولكن في المقابل نرى أن ظهور بعض المعاتيه يقومون بعمليات جنائية باستخدام الأسلحة النارية ضد القوات الأمنية وباستهداف مباشر طليعة الفجر، لا يمكن لعاقل أن يستوعب ما حدث.
ونحن جميعا من أصغر أطفالنا إلى أكبر شيوخهم، يوجعنا ما يحدث في غزة و الضفة الغربية المحتلة وفي لبنان، حيث لا ظهر ولا سند يدافع عن أهلنا في غزة وفلسطين أكثر من الأردن وقيادته، وقدم الأردنيون كل ما استطاعوا من أجل إيصال المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ثم يأتي مدمن ليوقع الفتنة و يطلق النار على أفراد الأمن العام متناسيا أن هؤلاء لا تنام أعينهم، فهم جنود مخلصون لوطنهم ولمواطنيهم، أفلم يرى جموع المصلين وبينهم قوات الأمن يصلون معهم صفاً واحداً.
أما فيما يخص القضية الأردنية فلن تجدوا بلداً أمناً ينام الناس فيه ملئ أعينهم، فلا خطف ولا تهديد و سيبقى هذا البلد مشرعا، ضمن الأمن الاجتماعي في حفظ الأنفس والعدالة و الحريات العامة في جميع شؤون الحياة على العدل والمساواة والحرية والقوة والحزم في تطبيق القوانين والعقوبات، فموت المعتدي يجعل الأمن والاستقرار أكثر أماناً لهذا البلد العظيم. ــ الراي
Royal430@hotmail.com