م. فواز الحموري : اقتحام الحرم الإبراهيمي
اقتحم وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير وآلاف المستوطنين يوم الجمعة (22/11/2024) الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة للاحتفال بما يسمى (سبت سارة)، وأدى بن غفير والمستوطنون الإسرائيليون طقوسا تلمودية داخل الحرم، بعد أن أغلق الجيش الإسرائيلي البلدة القديمة في الخليل بالكامل، وفرض حظر تجوال على سكانها.
يتعرض المسجد الإبراهيمي لاعتداءات متكررة من قبل المستوطنين الإسرائيليين وسلطات الاحتلال، كان أحدثها خلال ما يعرف بـ"عيد العُرش اليهودي» في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث جرى إغلاق المسجد ومنع رفع الأذان فيه.
أصبح الاقتحام عادة سنوية، حيث يحتفل اليهود في عيد سارة، بزيارة قبرها داخل الحرم الإبراهيمي ويروج اليهود لفكرة أن المقام مرتبط بمعتقداتهم، ويمنع الجيش دخول المسلمين للحرم ويستمر ذلك حتى مساء السبت، حتى أن المستوطنين نصبوا خياما لغرض الاقامة في الليل.
يشارك عادة وزراء في حكومة الاحتلال في الاقتحام ويتم منع سكان البلدة القديمة في الخليل خلال العيد المزعوم من التجول أو الخروج من منازلهم لساعات طويلة، وتُغلق الحواجز العسكرية بين حارات البلدة القديمة.
يقع الحرم الإبراهيمي في البلدة القديمة من مدينة الخليل الخاضعة لسيطرة إسرائيلية، ويسكنها نحو 400 مستوطن يحرسهم 1500 جندي إسرائيلي، ومنذ عام 1994، قسمت إسرائيل المسجد الإبراهيمي بواقع 63 بالمئة لليهود، و37 بالمئة للمسلمين، عقب مذبحة الحرم الإبراهيمي، وما تزال الاعتداءات والانتهاكات ومخططات التهويد المكاني والزماني قائمة وتتم تحت حماية الجيش الإسرائيلي ويغلق الاحتلال الحرم 10 أيام سنويا بشكل كامل، بحجة الأعياد اليهودية، ويسلب حق المصلين الفلسطينيين في الصلاة فيه.
الحرم الإبراهيمي الشريف مدرج على لائحة التراث العالمي المهدد بالخطر في منظمة اليونسكو بالأمم المتحدة، وقد رفض العالم الحر المساس بالحرم الابراهيمي وبلدة الخليل العتيقة وفرض واقع جديد عليهما من خلال إجراءات الاحتلال المرفوضة وغير القانونية.
تقتضي الضرورة التدخل العاجل لحماية الحرم الإبراهيمي من التهويد والسرقة وتغيير معالمه الإسلامية من قبل الاحتلال الذي يحاصره بحواجز عسكرية وبوابات الكترونية وعرقلة الوصول اليه.
لا بد من التحذير من الهجمة الاسرائيلية الشرسة التي تشنها على الحرم الإبراهيمي والبلدة القديمة خاصة وعلى مدينة الخليل بشكل عام، ومحاولات الطرد والتهجير القسري للسكان من خلال تضييق الخناق على المواطنين وبناء المستوطنات في قلب المدينة واستمرار حصارها بالحواجز العسكرية.
ولا بد أيضا من رفض وإدانة الاجراءات الاحتلالية غير القانونية التي تمارسها وتنفذها بالحرم الإبراهيمي والبلدة القديمة بشكل ممنهج ومستمر وغطرسة واستهتار بمشاعر السكان والتضييق عليهم بالوسائل الممكنة.
الخطر المحدق هو الاستيلاء الكامل على الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل وفرض السيطرة عليه ومسح الهوية الاسلامية للحرم وتهويده بالكامل وسلب حقوق الشعب الفلسطيني منه ومنعهم من اقامة الشعائر الدينية فيه وانتهاك فاضح لدور العبادة وخصوصية المسلمين.
يضاف اقتحام الحرم الإبراهيمي لسلسلة الاعتداءات المتكررة على الحرم الإبراهيمي منذ الاحتلال عام 1967 وحتى اليوم لتنفيذ مخطط شرس على معلم ومدينة ضاربة في التاريخ والصمود والنضال. ــ الراي
fawazyan@hotmail.co.uk