كعادتي كل ليلة ، أنهي عملي في متابعة ونشر الأخبار ، مع بداية ساعات الفجر الاولى وما بين الساعة الثانية والثالثة فجرا…. ، فجر اليوم الأحد ، انهيت العمل حوالي الساعة 2:30 فجرا وأغلقت الأجهزة والبرامج وأطفأت شبكة النت عن الهاتف ، تجنبا للأصوات الكثيرة التي ترد متأخرة ، من خلال تطبيقات وسائل التواصل الإجتماعي المختلفة وخلدت للنوم ، وعادة أصحى نحو العاشرة ونصف صباحا ..وحين ذهبت للنوم لم يكن هناك أي خبر عن وقوع حادث الرابية .

نحو الساعة الثامنة ونصف صباح اليوم الأحد ، رن هاتفي النقال ، وصحيت من نومي لأرى من المتصل ، وكان رقما من خارج الاردن ، وظهر انه من منطقة السلطة الوطنية الفلسطينية ، وحسب ما أذكر ، كان الحديث التالي :

أنا : الو

المتصل: صباح الخير ، معك مالك ، من إذاعة الخليل …، هل معي الاستاذ توفيق المبيضين ؟

أنا : هلا يسعد صباحك أستاذ مالك ، نعم أنا توفيق المبيضين ، كيف بقدر أخدمك ؟

المتصل / مالك : يوجد برنامج إذاعي لنا على الهواء الآن ، وإذا ممكن رح نعاود نرن عليك بعد خمس دقائق مشان نتحدث وبدنا تعليق منك عن حادثة الرابية ..

وحيث أن هذه كانت اللحظات الأولى لصحوتي من النوم …

أنا : عن أي حادث تتحدث ؟ وشو الرابية والحادث ؟

المتصل مالك: حادثة إطلاق النار التي حدثت بمحيط السفارة الإسرائيلية في الرابية ..

أنا : شو ؟؟ متى هذا صار ؟؟

المتصل / مالك : وقعت أمس متأخرة او مع ساعات الفجر اليوم ..

أنا : والله يا أخ مالك أنا ذهبت للنوم متأخرا ، ولم يكن هناك أي حادث حينها ، والآن صحيت على تلفونك ..ولا أعرف شيء عن الحادثة ولا يمكنني أن أعلق ، اعطيني شوية وقت خليني أشيك عالاخبار وما ورد الجهات الرسمية ، حينها قد استطيع ان نتحدث ..

المتصل / مالك ، قال بما معناه : للأسف لا يوجد لدينا وقت وبرنامجنا على الهواء وله وقت محدد .

أنا : إذن ، أنا أعتذر عن الحديث في هذا الموضوع وشكرا لإتصالك .

المتصل / مالك : سيكون لنا اتصالات أخرى قادمة إن شاء الله .. شكرا لك استاذ توفيق .

أنا : حياك الله استاذ مالك .

بعد أن انتهت المكالمة ، هرعت ، وفتحت الأجهزة والبرامج والتلفاز ، لاستطلع الأمر ، ووجدت ان المناوب لدينا كان ومنذ ساعات الصباح الباكر ، نشر حادثة الرابية على "ديرتنا لإخبارية ” ، كما وجدته منشورا على كثير من المواقع الإخبارية..، وبدأت اقرأ الأخبار و التعليقات والمنشورات والتحليلات على مواقع التواصل ، ليُخيّل لي ان معظم المواطنين أصبحوا محللين أمنيين وعسكريين وإعلاميين وصحفيين ، وأعتقد أن كثيرا منهم لا يعلم أكثر من الخبر الرسمي المنشور ، وان تعليقات وتحليلات بعضهم ، هي "كوبي بيست ومنقولة” من صفحات ومواقع أخرى ، وبعضها حلّل وإتهم وتكهّن من تلقاء نفسه ودون التأكد من أي مرجع و مصدر رسمي أو مؤكد وموثوق…

بعدها بساعات ، نشرنا ورجونا من الجميع التريّث وعدم التسرع والنشر وتوجيه الإتهامات لجهات بعينها ، ومن أراد ان يعلق أو يكتب أو ينشر ، عليه الإحاطة بالموضوع أولا وقبل ان يكتب او يتحدث ” أو يهرف بما لا يعرف” ، وان يكون متيقنا مما يقول ، مستندا إلى مصادر رسمية أو موثوقة بدرجة عالية ، فهذه مصلحة وطنية عليا .

ناشر ومدير تحرير ديرتنا الأردنية الإخبارية

info@deeretnanews.com