د. عبد الحكيم القرالة : الجسر الإنساني ضرورة حتمية
تمثل مطالبة جلالة الملك عبدالله الثاني بإطلاق جسر إنساني لضمان إيصال المساعدات الطبية والاغاثية لقطاع غزة بشكل مستدام وكاف يتواءم مع حجم الكارثة الانسانية التي يعانيها الاشقاء الغزيون اولوية قصوى وضرورة حتمية للاشتباك مع هذا الظرف القاهر والتقليل من كلفه الانسانية الباهظة.
نحن اليوم أمام كارثة انسانية غير مسبوقة بكل المقاييس أنتجها العدوان الاسرائيلي الغاشم على قطاع غزة واستهداف الاعيان المدنية، وبالتوازي اعاقة ممنهجة لقطع كل سبل الحياة ومنع وصول المساعدات الانسانية ما يمثل انتهاكا صارخا للقانون الدولي الانساني واتفاقيات جنيف الاربع.
وعلى الدوام ركزت الدبلوماسية الاردنية بقيادة جلالة الملك على ضرورة واهمية ايصال المساعدات وبشكل كاف وصولا لمأسسة الاستجابة الانسانية الطارئة والتقليل من التبعات المعقدة والخطيرة للوضع في قطاع غزة في ظل ما يواجهه الغزيون من جرائم حرب وابادة.
من هنا نبّه جلالة الملك جميع الاطراف لضرورة إنجاز جسر انساني يقوم على التعاون والتكامل بين مختلف الاطراف المعنية يؤسس لمأسسة الاستجابة الانسانية الطارئة للاشتباك مع هذا الظرف القاهر والخطير
وكما العادة يعكس الاردن مواقفه الثابته والواضحة بالافعال عبر البدء وبتوجيه من جلالة الملك عبدالله الثاني بتدشين الجسر الانساني، بتسيير القوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي سرباً من الطائرات العسكرية المحملة بالمواد الإغاثية والطبية والدوائية الضرورية للأهالي بقطاع غزة.
هذه العملية تعد الأولى من نوعها والتي تسير ضمن رحلات "الجسر الإنساني" إلى قطاع غزة الذي أعلن عنه جلالة الملك أخيراً في خطابه بالأمم المتحدة وفي كلمته بالقمة العربية الإسلامية بالرياض ودعا الجميع إلى الانضمام لهذه المبادرة التي تشكل خطوة مهمة في طريق دعم واسناد الاشقاء واعانتهم على التقليل من اكلاف هذه الظروف الصعبة.
الاردن التقط حجم الخطر المحدق بالغزيين في ظل هذا الاستهداف الممنهج لجعل غزة مكاناً غير قابل للعيش عبر ما تنتهجة آلة الحرب الاسرائيلية من عنف وتدمير ووضع العراقيل في وجه وصول المساعدات الانسانية والطبية والغذائية الامر الذي تطلب قيامه وبجهد فردي وضمن الامكانات المتاحة بايصال المساعدات بشتى الطرق والوسائل برا وجوا عبر الانزالات الجوية.
وفي هذا سعى الاردن بقيادة جلالة الملك وعلى الدوام الى حشد جهد دولي يقوم على تنظيم مسألة التعاطي الناجع والفاعل مع هذه الظروف الاستثنائية ورمي الكرة في ملعب جميع الجهات والاطراف في المجتمع الدولي خصوصا المؤسسات الاغاثية الدولية لتقوم بواجباتها القانونية والاخلاقية والانسانية.
ختاماً؛ تدشين الجسر الإنساني وضرورة مأسسته واستدامته بالتشارك بين جميع الاطراف من دول شقيقة وصديقة مبادرة أردنية نوعية ومهمة، وسبيل ناجع لاسناد الاشقاء ورفع الغمة والمعاناة التي يواجهونها منذ اكثر من عام ويجنبنا مزيدا من التبعات الانسانية المعقدة والكارثية والتي لا يمكن تحملها او حتى تخيلها.. ــ الراي