الأخبار

علي البلاونة : الأمن والأمان أولاً وثانياً

علي البلاونة : الأمن والأمان أولاً وثانياً
أخبارنا :  

لا يدرك نعمة الأمن إلا من يعيش شبح الفوضى، لا يدركها قولا وفعلا إلا عندما يجد أن المجتمعات تحولت الى مجتمع آخر يأكل بعضه بعضا، يصبح القتل أرخص شيء، ومن نعم الله أننا في بلد ومجتمع متشابك متعارف ومتعاون رغم كل الظروف.
في ظل الأزمات التي يمر بها الإقليم تتعاظم متطلبات الأمن وصناعته، حيث أصبح الأمن حالة اجتماعية سياسية متكاملة، حيث يصبح المواطن عضيدا لرجال الأمن الساهرين على راحته وأمنه واستقراره.
هؤلاء النشامى الذين نفخر بهم، في كل مكان ونقطة أمنية، كنا مرارا نمازحهم ونطيب خاطرهم وهم مرابطون في أماكنهم ليلا ونهارا صيفا وشتاء، وكنا نراهن على حميتهم الأردنية، على قيمهم العربية الأصيلة، ونكتشف أنهم رغم السهر والتعب طاقة إنسانية هائلة، يعلمون غيرهم دروسا في الكرامة والغيرة والبسالة والانتماء.
حادثة الرابية، فيها إخلال واعتداء على رموز الأمن وعلى بيارقه وعلى شبابه الذين يحرسونه بعيونهم وصدورهم وقلوبهم، وما آلمنا هو أن يتعرض جنود الأمن العام، لرصاصة من غادرة من طائش، آلمتنا جميعا، لأننا ننظر لهؤلاء البواسل بأنهم درعنا وحصننا وآماننا، لأننا نأمن بوجودهم ويقضتهم وأنفاسهم.
إن هذه الطريقة جبانة ورخيصة، عندما قرر استهداف شباب الأمن العام، أحرق قلوبنا، لأنهم نزفوا قطرة دم وطنية عزيزة علينا.
اليوم نرى إجماعا وطنيا كبيرا على أهمية الأمن وأهمية عدم تعريض بلادنا وأمنها للخطر، والوقوف معا صفا واحدا لمواجهة أي خطر، لأنه يستهدفنا جميعا بلا إستثناء، هذا الاجماع يبعث فينا اليقظة والإحساس المشترك بنعمة الأمن وأهمية دوامه.
لا يعلم قيمة الأمن والاستقرار، إلا عندما ترى بأم عينك معنى الفوضى والقتل والاغتصاب وشريعة الغاب، والجوع والعوز وعدم الأمان بسبب غيابه، ترى القتلى دون أن يرف للآخرين جفن، كأنهم جيف مبعثرة على الطرقات، تسمع بها ولا تتمنى أن تراها، وتحمد الله دائما على نعمة الأمن العظيمة والجليلة.
هذا الاستهداف المر، يدفع بنا لأن نكون الخط الثاني للأمن أن نكون ظهيرا ومساندا دائما له أن نرفض على الإطلاق الكيانات المسخة والمسمومة التي تستهدف تخريب الأمن وتقويضه، مهما كانت الذرائع والأسباب، فلا شيء يعلو على الأمن والاستقرار.
نعم لا يمقراطية ولا حرية دون مؤسساتية ولا نظام دون أمن، هذه قاعدة جميع الدول المتحضرة والمدنية، كفانا عبثا بعقول شعوبنا وشبابنا ودفعهم نحو مهاترات سياسية قاصرة لتسجيل مواقف رخصية وفاشلة لا تنبئ عن وعي ومسؤولية. نعم مع تطبيق القوانين والأنظمة لحفظ الأمن والاستقرار، بوجه الجميع بلا استثناء، لا جدال في الأمن والإستقرار، لا رأي فيما يتعلق بالثوابت والمحددات الأمنية لمجتمعنا ودولتنا، ولا مجال للتهاون في مثل هذه الظروف الإقليمية القلقة.
الحاقدون والجاحدون كثر، وكثيرهم يرى الأمن مسألة شخصية وخاصة بهم بمنافعهم ومصالحهم، ليس لديهم أدنى إحساس بالمسؤولية الوطنية، لديهم حقد وكراهية على الآخرين والآمنين، فلقد صنع هذا البلد تاريخا متراكما من صنعة الأمن والاستقرار، بين جوار متلاطم.
غالبية الزائرين لهذا البلد تغبطهم فيه نعمة الأمن والإستقرار، تغبطهم كرم وكرامة الأردنيين ونخوتهم وضيافتهم رغم ضيق ذات اليد، سمعة هذا البلد ومجتمعة عالية وكبيرة في كل مكان، ما أن يعلم أحد بأنك من الأردن، حتى قال حيا الله بالنشامى.
ونقول شلت يمين من أراد سوءا بنشامى الأمن والأمن العام، ونحن كلنا ثقة بأنهم لهذه الفئات بالمرصاد، هذه الفئات الحالمة بأنها تمتلك القدرة على إرباكنا، عن القيام بواجباتنا الوطنية والدينية، في أن نبقى دولة مستقرة عميق الجذور والأركان.
اليد الغادرة التي أمتدت الى شباب الأمن العام لن نسمح لها بالبقاء بيننا سيلفظها الأردنيون جميعا، ليس لهم ملاذ آمن في مجتمعنا ولا بيننا، سيكون لهم هذا اليوم درس في الوطنية والإنتماء.
عاش قادة الأمن وقيادة وشباب الأمن العام، بوركتم، ودماؤكم الطاهرة والزكية ستكون عطرا فواحا ونيشانا على جبين الأردنيين، دماؤكم الغالية تعنينا جميعا لأنها منا ولنا ولا نفرط فيها أبدا، وكلنا ثقة بالاقتصاص العاجلة من السفلة والمجرمين.

ــ الدستور

مواضيع قد تهمك