الأخبار

عبد الكريم سليمان العرجان : الأمن الأردني حماة الوطن الذين لا يلينون

عبد الكريم سليمان العرجان : الأمن الأردني حماة الوطن الذين لا يلينون
أخبارنا :  

في ساعات الفجر الأولى من الأمس الاحد، وتحت سماء العاصمة الهادئة، وقع حادث مؤسف في منطقة الرابية، حيث تعرض رجال الأمن الأردنيون لاعتداء غادر، تمثل في إطلاق العيارات النارية عليهم من قِبل شخص ذي سجل جرمي طويل، يتصدره قضايا المخدرات، لكن هذا الاعتداء، رغم قسوته، لم يكن سوى اختبار جديد لرجال الأمن الأردنيين الذين أثبتوا من جديد أنهم العين الساهرة التي لا تغفل لحظة عن حماية هذا الوطن الطيب وأهله.

ما حدث في الرابية ليس مجرد حادث أمني، بل هو صورة حية لبطولة حقيقية وعزم لا يتزعزع، رجال الأمن الذين تعرضوا لهذا الهجوم الجبان، تعاملوا مع الموقف بشجاعة وبكفاءة عالية، محققين المعادلة الصعبة بين الحفاظ على حياتهم وحماية أرواح المواطنين الأبرياء، فقد طبقوا قواعد الاشتباك بحرفية قل نظيرها، مما أعاد للأذهان صورة الأجهزة الأمنية الأردنية التي لا تتوانى عن أداء واجبها، مهما كانت الظروف.

لقد مرّ الأردن بتحديات كثيرة، وظل ثابتاً أمام كل محنة، وهذه الحادثة لا تمثل سوى حالة استثنائية في وطنٍ اعتاد أن يكون معطاءً وآمناً، حيث يعمل جهاز الأمن العام بتفانٍ لا مثيل له من أجل استقرار كل جزء من هذا الوطن المعطاء، والأكثر من ذلك، هو أن هذا الحادث يبرز جانباً عظيماً في مجتمعنا، ألا وهو أن رجال الأمن في الأردن ليسوا مجرد موظفين، بل هم جزء لا يتجزأ من روح هذا الوطن الذي يبقى دائماً شامخاً.

إصابات رجال الأمن، التي كانت متوسطة، لم تُضعف عزيمتهم ولم تزعزع إيمانهم برسالتهم السامية، هم اليوم في حالة مستقرة، يواصلون أداء واجبهم بحبٍ واعتزاز، مؤمنين أن حياتهم فداءً لحياة كل مواطن، وأن رسالتهم هي درع للوطن، يظل ساطعاً لا ينطفئ مهما كانت الرياح.

الأردن، الذي لا ينفك يثبت يوماً بعد يوم أنه منبع للأمن والاستقرار، هو وطن لا تقتصر فيه الحماية على الجغرافيا وحدها، بل تشمل جميع أبنائه، فالاستقرار هنا ليس مجرد شعور، بل هو حقيقة ثابتة يبنيها رجال الأمن الذين يُقدّمون حياتهم بكل فخر واعتزاز.

إن هذه الحادثة تذكرنا جميعًا بأننا في بلدٍ لا ينهار، وأن الأمن في الأردن ليس مجرد شعارات، بل واقعٌ يعيشه كل فرد، رجال الأمن هم بحق الجنود المجهولون الذين يذوبون في حب الوطن، ويرتفعون بكل فخر في الدفاع عن أرضه، ونحن كمواطنين نحتفل بكل لحظة من الأمان الذي يحيط بنا، لأننا نعلم أن وراءه رجالًا أقوياء، شرفاء، لا يهادنون في الحفاظ على أمن هذا الوطن الغالي.

الأردن، هذا الوطن الذي زرع في قلوبنا حبّاً عميقاً، يظل دائماً آمناً بفضل جهود أبنائه المخلصين، الذين يحمونه بأرواحهم، ويفدونه بكل ما يملكون، هم حماة الوطن، وهم الذين يجعلون من هذا المكان قطعة من الجنة، يسكنها الأمان والسلام.

ــ الراي

مواضيع قد تهمك