الأخبار

عاطف ابو حجر يكتب : "إغماس بلدي"

عاطف ابو حجر يكتب : إغماس بلدي
أخبارنا :  

بقلم :-عاطف أبوحجر
كانت بداية فكرة إغماس على طاولة بالمطعم الرمز طلة القدس، ومن جلسة شبابية دافئة تحيط بها الطموحات أكثر من الكراسي، وُلد حلم صغير... مشروع أراد له مؤسسوه أن يكون مختلفًا منذ اللحظة الأولى: أن يقدم الطعام البلدي كما لم يُقدَّم من قبل، ببساطة طعمه، وكرم نكهته، وأناقة حضوره.
هكذا بدأت حكاية "إغماس بلدي". مطعم أردني الهوية، شبابي الروح، بلدي النكهة، تأسس على فكرة واضحة وصريحة: تقديم الكباب والصواني فقط. لا تكلّف في القائمة، ولا ازدحام في الأصناف. فقط الطعام الذي نشأنا عليه، يُطهى كما يجب، ويُقدَّم كما يليق.
منذ البداية، لم يكن "إغماس بلدي" مطعمًا كباقي المطاعم. كان تجربة. تجربة تبدأ قبل أول لقمة، وتستمر بعد آخر رشفة. ففي الشتاء، يُستقبل الزبائن بشوربة عدس دافئة تبعث الحياة في الأطراف الباردة. وفي الصيف، لا تكتمل الوجبة دون كوب من الشنينة الباردة، المنعشة، التي توازن حرارة الكباب وتُنعش الروح. وبعد الطعام، يُختتم المشهد بشاي مُعطّر بالميرمية، أو سحلب يُقدَّم بابتسامة تُشبه دفء الأمهات.
كل تفصيلة في "إغماس بلدي" مدروسة، وكل طبق حكاية، وكل زائر هو ضيف البيت، وليس زبونًا عابرًا.
مع افتتاح الفرع الثاني للمطعم في عمّان، لم تكتفِ الإدارة بحفل تقليدي أو منشورات ترويجية. بل أطلقت حملة إعلامية نوعية وغير مسبوقة، كان هدفها أن تصل نكهة "إغماس بلدي" إلى الناس قبل أن يصلوا هم إلى أبوابه.
انطلقت سيارات خاصة محمّلة بسندويشات الكباب البلدي من العاصمة إلى كل محافظة أردنية، توزّع النكهة في الأزقة والساحات، من إربد والرمثا، إلى الكرك والعقبة. ولم يقتصر الأمر على الطرق، بل حلّقت طائرة عامودية خصيصًا لإيصال النكهة إلى مناطق لم تعهد مثل هذه المبادرات. كانت تلك الحملة بمثابة "إعلان محبة"، لا مجرد ترويج.
وراء هذا الجهد، يقف فريق إعلامي محترف، وإدارة تُدرك أن التميّز لا يُصنع بالحسابات فقط، بل بالإيمان بالفكرة، والاستعداد لبذل كل ما يلزم لإنجاحها. إدارة لا تهاب التكلفة إذا كانت النتيجة خدمة راقية، وتجربة لا تُنسى.
نجاح الفرع الأول، والإقبال الكبير على الفرع الثاني، لم يكونا نقطة التوقّف. بل بداية لحلم أكبر.
الخطة القادمة تهدف إلى افتتاح عدة فروع في عمّان، ووصول "إغماس بلدي" إلى كل محافظة في المملكة. ليس لأن التوسّع مطلب تجاري، بل لأن الرسالة أعمق من ذلك: أن يُعاد تقديم المطبخ البلدي الأردني، بطريقته الأصيلة، ضمن تجربة معاصرة تُحاكي ذوق الجيل الجديد، دون أن تُفرّط في الجذور.
هذا الطموح يقف خلفه عقل نير، ذكي، متميز، لا يكتفي بما تحقق، بل ينظر أبعد دائمًا. قيادة لا تنظر إلى الأرقام بقدر ما تنظر إلى رضا الزبون، وانطباعه، وولائه. عقل يُدير المشروع بروح شبابية حيوية، لكن بخطى راسخة لا تعرف العشوائية.
في زمن تسارع فيه كل شيء، جاء "إغماس بلدي" ليبطئ الإيقاع، ويعيد تعريف الوجبة الأردنية.
هنا، لا تُقاس الجودة بعدد الأصناف، بل بنظرة الرضا على وجه الضيف. وهنا، لا يُسأل عن مصدر الطعم، لأنه ببساطة... يُشبه البيت.
لقد بدأ كل شيء من حلقة شبابية، لكنه اليوم مشروع وطني الطموح، له نكهة، وله هدف، وله قصة تستحق أن تُروى.
"إغماس بلدي" لم يُخلق ليكون عابرًا، بل ليبقى... بنكهته، وأصالته، وطموحه.

مواضيع قد تهمك