استعدادات في قطر لاستقبال ترامب.. غزة وسوريا وتهدئة أزمات المنطقة على جدول الأعمال

تستعد قطر لاستقبال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضمن جولته الخليجية التي يبدأها من العاصمة السعودية الرياض، قبل أن يحل ضيفاً على الدوحة.
ووفقاً لمصادر مطلعة في العاصمة القطرية، من المنتظر أن يناقش الرئيس الأمريكي خلال زيارته عدداً من الملفات الإقليمية الملحّة، في مقدّمتها الحرب الإسرائيلية على غزة، والجهود المبذولة لوقف القتال عبر وساطات دولية، تشارك فيها الدوحة بدور فاعل.
وتشير المعلومات إلى أن ملف غزة سيحظى بحيّز مهم في النقاشات بين البيت الأبيض والديوان الأميري، نظراً للدور المحوري الذي تلعبه قطر في التوسط بين حركة حماس وإسرائيل. وحتى اللحظة، لم تؤكد أي جهة رسمية ما إذا كان ممثلون عن الوفد الأمريكي سيلتقون بقيادات من حركة حماس، التي تستضيف الدوحة عدداً من أعضاء مكتبها السياسي.
كما ستتناول المحادثات تطورات الوضع في سوريا، بعد سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد، حيث ستُبحث التحديات التي تواجه القيادة السورية الجديدة، ولا سيما العقوبات الأمريكية والغربية التي تعرقل جهود تحسين الأوضاع المعيشية للسوريين.
وتعكس زيارة ترامب اهتماماً متزايداً من البيت الأبيض بالدوحة، التي تُعد حليفاً استراتيجياً للولايات المتحدة في المنطقة، وقد أدت أدواراً بارزة في عدد من القضايا الإقليمية والدولية.
وأعلن السفير الأمريكي في الدوحة، تيمي ديفيس، اليوم الأحد، أن الزيارة ستتوج بالإعلان عن اتفاقيات ثنائية تشمل مجالات الدفاع والأمن، والتعليم، والتجارة، والاستثمار، والصحة. وأوضح أن المباحثات ستتناول أيضاً سبل تطوير التعاون الاقتصادي، والتوقيع على اتفاقيات شراكة رياضية.
وأكد ديفيس أن "زيارة ترامب تمثل ذروة التقدم في العلاقات الأمريكية القطرية، وتُجسد أولويات الإدارة الأمريكية، وقد تسفر عن نتائج مهمة، كما تؤكد على الدور المتصاعد الذي تلعبه قطر في المنطقة والعالم”.
وأضاف أن هذه الزيارة، الأولى لرئيس أمريكي إلى الدوحة منذ زيارة جورج بوش قبل 23 عاماً، ستكون فرصة للاحتفاء بالتقدم الذي حققته العلاقات الثنائية خلال السنوات الماضية.
وتعتبر الولايات المتحدة قطر "شريكاً وصديقاً ورفيق درب في جهود إحلال السلام والاستقرار في المنطقة والعالم”، وفق تعبير السفير، مشدداً على أن زيارة ترامب "لن تقتصر على الصفقات التجارية، بل تشمل ملفات حساسة تتعلق بالسياسة الخارجية، ودور الوساطة القطري في قضايا المنطقة”.
وترتبط قطر باستثمارات ضخمة في الولايات المتحدة، تقدّر بنحو 45 مليار دولار خلال الفترة بين 2015 و2020، كما تستضيف على أراضيها أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في المنطقة، والتي من المقرر أن يزورها الرئيس ترامب خلال زيارته.
وفي سياق متصل، كشفت عائلة الجندي الإسرائيلي الأمريكي إيدان ألكسندر، المُفرج عنه مؤخراً من غزة، أنها ستسافر إلى قطر للقاء الرئيس الأمريكي، عقب صفقة تمت بوساطة بين حركة حماس ومفاوضين أمريكيين خلال الأيام الماضية.
ووصفت الإدارة الأمريكية زيارة ترامب إلى السعودية وقطر والإمارات بأنها "عودة تاريخية إلى الشرق الأوسط”. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، إن الجولة تأتي "لتجديد رؤية الرئيس لشرق أوسط فخور ومزدهر، يقوم على التعاون ومواجهة التطرف، وتحقيق شراكات تجارية وثقافية”.
وأضافت أن الجولة تسلط الضوء على "بداية عصر ذهبي جديد بين الولايات المتحدة والشرق الأوسط، يقوم على الاحترام المتبادل وفرص التنمية والاستقرار”.