النائب الدكتور حكم المعادات يكتب : الأردن: حافظة فلسطين ودرعها الإنساني

النائب الدكتور حكم معادات :
في خضم العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، وقف الأردن، حكومة وشعبًا، كالطود الشامخ، مؤكدًا التزامه الراسخ تجاه القضية الفلسطينية، التي تُعدّ جزءًا لا يتجزأ من ثوابته الوطنية والقومية.
لكن، ورغم هذه الجهود المشهودة، لم يسلم الأردن من سهام التشكيك وحملات الافتراء التي حاولت النيل من دوره الإنساني عبر مزاعم باطلة زعمت أن الأردن يتلقى مقابلاً ماديًا لإيصال المساعدات إلى غزة.
لقد نسي أصحاب هذه الادعاءات أن الأردن هو حافظة فلسطين، وأن غزة جزء لا ينفصل عنها، وأن الشعبين الأردني والفلسطيني هما بمثابة الروح والجسد، تربطهما وحدة مصير وهد، ومنذ اليوم الأول للعدوان على غزة، فتح الأردن جبهة إسناد إغاثية شاملة، حيث عملت جميع أجهزته على تقديم الدعم الإنساني والطبي للأهل في القطاع المحاصر، والمستشفيات الميدانية الأردنية، التي تقف شاهدة على هذا الدور الريادي، تُجسّد التزام الأردن الثابت بمساندة الشعب الفلسطيني الصامد. لم تكن هذه الجهود مشروطة يومًا، بل هي انعكاس لموقف وطني وقومي راسخ، يتجلى في كل خطوة يخطوها الأردن لدعم أهل غزة.
الشعب الأردني، بدوره، كان حاضرًا بقوة في هذا المشهد الإنساني، حيث تدفقت حملات التبرع والمبادرات الشعبية، معبرة عن وحدة الموقف الشعبي والرسمي تجاه فلسطين وقضيتها العادلة، هذه الوحدة ليست وليدة اللحظة، بل هي امتداد لتاريخ طويل من التضامن الأردني مع الشعب الفلسطيني، الذي لن يتخلى عنه الأردن يومًا.
على المستوى الدولي، برز الأردن كقوة تنسيقية فاعلة، حيث عمل مع المنظمات الدولية لضمان إيصال المساعدات إلى غزة رغم التحديات والقيود المفروضة على المعابر. الأردن تكفل بتكاليف القوافل البرية والجسور الجوية، ونظم رحلات إسقاط المساعدات عبر العريش في مصر، قبل أن تنضم دول ومنظمات أخرى إلى هذه الجهود.
هذه المواقف ليست مجرد أفعال عابرة، بل هي شهادة على عمق الالتزام الأردني تجاه فلسطين وأهلها، لكن، وبينما يواصل الأردن دوره الإنساني والوطني، تستمر الأقلام السامة في محاولاتها البائسة لتشويه هذا الدور، عبر نشر الافتراءات التي تهدف إلى خلق شرخ بين الشعبين الأردني والفلسطيني، لكن هؤلاء يغفلون حقيقة أن العلاقة بين الشعبين أقوى من أن تُمس، فهي رابطة الروح بالجسد، ووحدة لا تُكسر.
حمى الله الأردن، وطنًا وملكًا وشعبًا، وحمى فلسطين، حرة عربية، عصية على الظلم والاحتلال، ولتبقَ هذه الوحدة درعًا يحمي القضية الفلسطينية، وصوتًا يعلو فوق كل دعوات التشكيك والافتراء.