الأخبار

فايز الفايز : مخطط إسرائيلي في جنوب سورية والأردن

فايز الفايز : مخطط إسرائيلي في جنوب سورية والأردن
أخبارنا :  

كنا في ما مضى نعول دوما على أشقائنا الدروز كي يبقون حائط صد ودفاع ضد أي مخاطر قد تلحق بمحافظتهم الجميلة فهم من أروع المحاربين وأكرمهم، ولا تزال السويداء حارسة البوابة الجنوبية لسوريا وبالرغم من بعض الحوادث التي عاث البعض على غير هدى، ولكنهم اليوم قد تعلموا درساً يجب أن يحافظوا عليه، فبعد الصراع والحرب السورية السورية ومن جاء من المقاتلين الذين لا يعرفهم أحد، فقد تدخلنا لدعم وإسناد القوى في المحافظة وكان ذلك قبل نهاية الحرب.

لذا فإن علينا واجب نتخذه وموقفا ممانعا ضد أي مخطط يقوم على ابتلاع أراض عربية مجاورة، ولهذا علينا قرع الجرس كي نتنبه في دولتنا الحبيبة، فاليوم بات هناك مخطط إسرائيلي جديد يسعى نتنياهو وجحافله إلى تشكيله عبر واقع جديد في المناطق التي تحتلها في مناطق الجنوب السوري، وعليه فقد زرع الجيش الصهيوني منظومة دفاعية في ثلاث مناطق أو قطاعات جغرافية.

إلى ذلك فقد وقع الرئيس أحمد الشرع اتفاقاً يقوم بموجبه التحاق الأجهزة الأمنية في السويداء الى وزارة الداخلية السورية، وينص الاتفاق على أن تقوم الحكومة بتعيين محافظا ورئيسا للشرطة للمنطقة، في حين سيكون عناصر الشرطة المحلية من سكان جبل الدروز مع مؤسسات الدولة، ووفقا للاتفاق فإن المنطقة ذات الأغلبية الدرزية سيتم دمجها بشكل كامل مع مؤسسات الدولة

الأهم في هذا كله، ما جاء على لسان رئيس دولة الاحتلال، نتنياهو ووزير الأمن، إسرائيل كاتس، أن إسرائيل ستمنع قوات تابعة للإدارة الجديدة في سورية من التواجد في المناطق التي تحتلها إسرائيل، منذ سقوط نظام الأسد، وأنها ستمنع وجود «مسلحين جهاديين سنّة».

وتعتزم إسرائيل إبقاء قواتها لأجل غير مسمى في المنطقة العازلة بموجب اتفاق فض الاشتباك، من العام 1974، وتشمل هذه المنطقة قمة جبل الشيخ التي احتلتها إسرائيل مؤخرا، بادعاء أن هذه القمة تسمح بمراقبة ما يحدث في منطقة دمشق وكذلك في منطقة البقاع اللبناني. وتمتد المنطقة العازلة من قمة جبل الشيخ وحتى مثلث الحدود بين سورية والأردن وإسرائيل في جنوب بحيرة طبرية.

أما المنطقة الثانية ضمن المناطق الثلاث المحتلة، فقد أطلقت إسرائيل عليها تسمية «منطقة الأمن»، ويوجد فيها عدد كبير من القرى السورية، إذ يتوغل الجيش الإسرائيلي فيها بشكل دائم بادعاء وجود ضرورات عملياتية، لمنع مسلحين من الاقتراب إلى المنطقة العازلة وهضبة الجولان المحتلة، لكن إسرائيل تعترف أيضا أن «منطقة الأمن» هذه تمكنها من المراقبة وإطلاق النار إلى مسافات طويلة.

كما ستطلق إسرائيل على المنطقة الثالثة تسمية «منطقة التأثير»، ويحدها من الشرق شارع دمشق - السويداء، حيث يصل عرض هذه المنطقة إلى 65 كم. وتبرر إسرائيل احتلال هذه المنطقة بأنه خلال الحرب الأهلية السورية تحولت هذه المنطقة إلى منطقة حكم ذاتي، تتطلع إسرائيل إلى الحفاظ على هذا الوضع في المستقبل أيضا.

وبناءً على ما سبق من أطماع إسرائيلية ترغب أن تتحول سورية إلى منطقة فدرالية، وهذا ما يعني تقسيم سورية، مستشهدا أن الرئيس ترامب طرح خلال محادثة مع نتنياهو إمكانية أن تسيطر إسرائيل على سورية. وإسرائيل لا تعتزم السيطرة على الدولة.

لكن دعم ترامب يسمح لنتنياهو وكاتس أن يحاولا على الأقل تشكيل واقع جديد ومنزوع السلاح إلى الجنوب من دمشق، حيث أن ترامب يريد سحب القوات الأميركية من سورية، فيما يوجد قلق في إسرائيل بتلك المغامرة، وتسعى إلى إقناع ترامب بإبقاء الجنود الأميركيين في سورية، إلى حين استقرار الوضع على الأقل، كي لا يتحول الأكراد إلى فريسة لتركيا التي تخطط للتوغل إلى منطقة شرق نهر الفرات. وقد نجحت إسرائيل في إقناع ترامب بذلك خلال ولايته الأولى، وليس مؤكدا أن تنجح بذلك خلال ولايته الحالية. ــ الراي

Royal430@hotmail.com

مواضيع قد تهمك