الأخبار

حمادة فراعنة : نجاح المقاومة مع استمرار التفاوض

حمادة فراعنة : نجاح المقاومة مع استمرار التفاوض
أخبارنا :  

حتى ولو أخطأت حماس في نقل وتغيير جثة شيري بيباس المرأة الإسرائيلية بجثمان امرأة فلسطينية، لا يملك نتنياهو فرصة التراجع وإيقاف صفقة التهدئة وقرار وقف إطلاق النار، مع أن التراجع هي رغبته المعلنة، وهو يفعل ذلك ليس رأفة بالفلسطينيين، وتخفيف الوجع عنهم، بل بسبب الضغوط الداخلية من قبل الاحتجاجات الإسرائيلية التي تضع أولوياتها بإطلاق سراح ما تبقى من الأسرى الإسرائيليين، ولأن الجيش وأجهزة المخابرات الثلاثة: الشباك والموساد وأمان، لا يرون فائدة من استمرار الحرب، وعدم وجود أهداف إستراتيجية في قطاع غزة تستوجب الاهتمام لمواصلة الحرب، بعد الدمار والخراب والقتل والاغتيالات التي قارفها جيش المستعمرة بحق الفلسطينيين.

نتنياهو وفريقه المتطرف من الحلفاء، لا مصلحة لهم بوقف الحرب، ولكن خيارهم بمواصلتها لا تجد القبول والاستجابة من أغلبية الإسرائيليين ومن الجيش والمخابرات.

حركة حماس التي بادرت مع حركة الجهاد بعملية 7 أكتوبر 2023، حققت إنجازاً تراكمياً، في مسار الحركة الوطنية الفلسطينية، وصمدت مع شعبها طوال الهجوم الفاشي العنصري البشع، كما في حرب المفاوضات، وفرضت شروطها على حكومة المستعمرة بعمليات التبادل، وها هي تتفوق بالتنظيم والإدارة في عمليات التسليم الوجاهية للأسرى، وتُثبت حضورها بكفاءة، ستنال ما تستحقه مهما غالى نتنياهو في رفضه لها مع ترامب، مع أنه يُفاوضها وتوصل إلى اتفاق التهدئة معها، وإن كان مُرغماً.

لقد سارت خطوات تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق التهدئة وصفقة التبادل بنجاح، رغم كل المعيقات التي سعى لها نتنياهو، ولكنه بقي أسيراً للتنفيذ، وعدم قدرته على الرفض والتراجع، وهي مقدمات دالة نحو الانتقال إلى المرحلة الثانية، سواء بتلكؤ أو بتردد أو بشروط جديدة، وها هو عمل على تغيير أدوات التفاوض الإسرائيلية، واستبعاد قادة الموساد والشباك الذين يتمسكون بأولوية تنفيذ خطوات الإفراج عن الأسرى.

معركة 7 أكتوبر، ذات الموازين غير المتكافئة، صمدت فيها المقاومة وإن لم تنتنصر بعد، وأخفقت فيها المستعمرة، وإن لم تُهزم بعد، أخفقت: 1- في إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين بدون عملية تبادل، 2- وفي تصفية المقاومة وإنهائها، وعلينا أن نُسلم كمراقبين أن معركة المفاوضات الشرسة هي تعبير وانعكاس لنتائج الحرب الشرسة التي شنها العدو على المقاومة، مثلما هي انعكاس لصمود المقاومة في مواجهة قوات الاحتلال، ومثلما هي المعارك العسكرية كر وفر، وكذلك المعارك السياسية والتفاوضية مثيلة لها وانعكاساً لها، ولهذا ما لم يتمكن نتنياهو من تحقيقه في حربه العسكرية المتطرفة ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، يسعى لتحقيقه في معركته السياسية التفاوضية، ولكنه كما أخفق أمام بسالة المقاومة على أرض المواجهة، ها هو يُخفق في مواجهة التفاوض الذكي الذي تقوده حركة حماس بنجاح.

المعركة سجال وها هو لقاء قمة الرياض يوم الجمعة 21/2/2025، يُقدم رافعة للفلسطينيين، سيتم إثباته في القمة العربية يوم 4 آذار مارس 2025، ليقدم مساراً جديداً مهما بدا متواضعاً، ومهما غاب عن أصحاب الرؤى السلبية، ولكن بالصمود الفلسطيني والإخفاق الإسرائيلي سيتقدم العرب نحو خطوات من الكرامة التي نحتاجها ونستحقها. ــ الدستور

مواضيع قد تهمك