الأخبار

د. فيصل احمد السرحان : الكتابة الإقناعية في أوقات الأزمات

د. فيصل احمد السرحان : الكتابة الإقناعية في أوقات الأزمات
أخبارنا :  

تمارس الكتابة الاقناعية كإحدى أهم أدوات الاتصال والاعلام التي تستخدمها المؤسسات العامة والخاصة والافراد في أوقات الأزمات، للتأثير على الرأي العام وإيصال رسائل ذات دلالة وأهمية للجماهير. في ظل تنوّع الأزمات ما بين الاقتصادية، الصحية، الاجتماعية، السياسية والمعلوماتية وغيرها فإنّ المجتمعات تواجه تحديات كبيرة للحفاظ على التوازن واستعادة الاستقرار، من هنا وفي ظل الأوقات العصيبة التي ترافق هذه التحديات، تكتسب الكتابة الإقناعية أهمية خاصة، لأنها تعمل على بناء الثقة، توجيه الفهم، وتحفيز اتخاذ الإجراءات المناسبة م? قبل المؤسسات والأفراد.

يدرك المتخصصون في علوم الاتصال والاعلام أنّ جوهر الكتابة الإقناعية يهدف الى إحداث التأثير المطلوب في المتلقي لتعديل وتغيير رأيه أو سلوكه بناءً على الرسالة التي يتلقاها، ومن الضروري في أوقات الأزمات بالذات أن تكون الرسالة واضحة ومباشرة، حقيقية، ومدعّمة بالأدلة والحقائق الملموسة لأنّ الناس في أوقات الازمات يبحثون عن الإجابات المطمئنة، التي تقدم حلولًا معقولة وتشرح بوضوح كيف يمكن للأفراد التفاعل مع الأزمة بطريقة فعالة.

تعتبر استمالة العاطفة إحدى أهم ركائز الاقناع في الخطاب الاعلامي وقت الازمات، فعند معالجة أزمة، مثل جائحة صحية أو حدوث كارثة طبيعية، يحتاج الناس إلى أن يشعروا أن هناك من يهتم بمشكلاتهم ويفهم مشاعرهم، والكتابة الاقناعية هي الاكثر نجاعة في خلق اتصالات عاطفية مع الجماهير الامر الذي يعزز إحداث التأثير فيهم وتوجيههم لاتخاذ قرارات حكيمة تساعد في تجاوز الأزمة بشكل آمن وفعّال.

الدقة المعززة بالادلة المنطقية والفعلية تعمل عملها في الكتابة الإقناعية في أوقات حدوث الأزمات، لإنّ الاخبار الزائفة والشائعات تنشط وتنتشر بقوة في أوقات الأزمة مما يسهم بشكل واضح في خلق التوتر والاحباط والتشتت والقلق. لذلك، من المهم أن يتم تقديم المعلومات بطريقة دقيقة ومدعمة بالحقائق لتجنب نشر معلومات غير صحيحة قد ينجم عنها تداعيات غير محسوبة ومحمودة على السواء.

إلى جانب ذلك، لا بد أن تتضمن الكتابة الإقناعية دعوات للتحرك أو اتخاذ إجراءات ملموسة. فمثلاً، في حال حدوث أزمة سياسية مثل دعوة ترامب الى قطع المساعدات الامريكية السنوية عن الاردن، يمكن للكتابة الاقناعية أن تحث الحكومة والمواطنين على اتخاذ التدابير الوقائية مثل تنويع مصادر الدعم المالي، تعزيز الاقتصاد المحلي، استخدام الدبلوماسية الناعمة، إطلاق الحملات الاعلامية الدولية الداعية الى المساعدة في التخفيف من آثار القرار والتركيز على الإصلاحات الداخلية السياسية والاقتصادية لتقوية المؤسسات الوطنية وزيادة الشفافية و?لكفاءة في استخدام الموارد. ــ الراي

أكاديمي وباحث - AOU

مواضيع قد تهمك