ينال البرماوي : اجتماعات دمشق للأمن الغذائي
باتت الدول العربية أكثر إدراكاً للتحديات التي تواجهها على صعيد الأمن الغذائي واحتمال تعرضها في أي وقت لأزمات صعبة للغاية في ضوء الصراعات التي تشهدها أكثر من منطقة حول العالم وتراجع انتاج كثير من المحاصيل الزراعية ما يؤثر مباشرة على سلاسل التوريد ونقص شديد في السلع وارتفاع أسعارها لمستويات قياسية جديدة يقابلها تراجع القدرات الشرائية وانحدار مستويات المعيشة.
الحراك السياسي الذي شهدناه مؤخرا لجهة اعادة سوريا الى الحضن العربي ويتقدم ذلك الجهود الأردنية ضرورة عربية ملحة. بالاضافة الى المكاسب السياسية التي ستتحق عربيا ومحاولة لملمة الجراح العربية فان تحقيق التكامل الاقتصادي والتنموي العربي أمر لا بد منه لمجابهة مختلف الصعوبات وتجنيب البلدان العربية مزيداً من الانتكاسات الاقتصادية واختلال الأمن الغذائي.
يتزامن الحراك مع الاجتماع الرباعي الذي تستضيفه دمشق ويضم وزراء الزراعة في الأردن والعراق وسوريا ولبنان تحت شعار «تحقيق التكامل الاقتصادي الزراعي على المستوى الإقليمي «. والذي يعد أول محاولة عربية اقليمية لتعزيز الأمن الغذائي انطلاقا من المخاطر التي تهدده وتنذر بأزمة على المدى القريب اذا لم يتم بلورة رؤية شمولية داخل البيت العربي وتكاملية الأدوار والامكانات لمواجهة الأزمات.
الاجتماعات كما أعلن ستناقش تعزيز التبادل التجاري والأمن الغذائي وآليات دعم المشاريع الإقليمية ومجابهة التحديات المناخية وتدهور الأراضي وتحسين الإنتاج الزراعي في الدول الأربع.
كما تدعم الاجتماعات انشاء مركز اقليمي للأمن الغذائي في الأردن يقوم على خدمة المنطقة العربية بشكل خاص والبلدان التي تواجه ظروفا طارئة في هذا المجال. ومن المهم أن يتسع نطاق التعاون العربي ليشمل بلدانا أخرى حتى يتم تعظيم الاستفادة من الموارد المتاحة في أرجاء العالم العربي.
بتقديرات متقاربة فان الدول العربية قادرة على تحقيق التكامل في مجال الأمن الغذائي والصناعات الغذائية والمنتجات الزراعية الحيوانية ومضاعفة صادراتها من السلع الغذائية عدة مرات نظرا للموارد المتاحة وخصوبة الأراضي الزراعية وتنوع الطقس والقوى البشرية والخبرات المتعددة.
واردات الدول العربية من المواد الغذائية تبلغ سنويا حوالي 100 مليار دولار وهي في ارتفاع بسبب غلاء الأسعار وارتفاع أجور الشحن ونأمل أن يتم تخفيض هذا الرقم الذي يستنزف جزاء كبيرا من موازناتها من خلال السعي الجاد والحقيقي للتكامل في مجالات الأمن الغذائي.
(الدستور)