أ د. امين مشاقبة : السردية الأردنية

السردية من سرد الكتاب قراءة بالتتابع، وتابعه وولاه، وهي نموذج معرفي ومحاولة البحث عن النسق العام والسياق والتتابع، قصة، رواية، مقالة، والسردية تتعلق بالتاريخ، والدين والهوية، والثقافة، والعادات والتقاليد وجملة الابعاد التاريخية لدولة او مجتمع ما، ناهيك عن كل من تحتويه الثقافة العامة من منتج والرموز، والاحداث، والوقائع الى ما غير ذلك، وعندما تقول بالسردية الأردنية في تقسم الى قسمين، الأول هو التاريخ، والاثار والاحداث، والرموز التي مرت بها البلاد الأردنية في الازمنة الساحقة فعرفت هذه الأرض حضارات قديمة جداً ?عود لاكثر من عشرة ملايين سنة مثلاً التخطيط العمراني في خربة عين غزال، وتراث الانباط وارثهم، والاغريق، والرومان، والفتوحات الاسلامية، والخلفاء الراشدين والدولة الاموية والعباسية وغيرها من الحضارات والثقافات التي مرت بها البلاد الأردنية، والقسم الثاني هو نشأة الدولة الأردنية الحديثة من اواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين وتأسيس امارة شرق الأردن العام ١٩٢١ وفي هذه العجالة فان هناك تاريخ مكتوب وتاريخ شفوي عبر ما يزيد عن مائة عام شكلت ما تُسمى بالسردية الأردنية جزء منها هو التاريخ السياسي لنشأة الأردن، ?تشكيل الحكومات المحلية عندما فرض الانتداب البريطاني عام ١٩٢٠، وطبقت حدود سايكس–بيكو، والحركة العربية بقيادة الشريف حسين الذي جمع كل العرب للتحرر والاستقلال وحفظ الدين ووصول الأمير عبد اللّه المؤسس الى امارة شرق الأردن والحالة التعاقدية (العقد الاجتماعي) التي نشأت بين القيادة والشعب التي ترجمت بالعلائق الاجتماعية والسياسية بين الأمير المؤسس وممثلي الشعب في كل أراضي البلاد، ويضاف الى ذلك الدساتير بدءاً من القانون الاساسي عام ١٩٢٨ الى دستور ١٩٥٢ وتعديلاته، فقد مرت البلاد بحركة تطورية في كافة الجالات وعقد العد?د من المؤتمرات الوطنية منذ مؤتمر «قم» و"أم قيس» والمؤتمر الوطني الأردني الاول وافرزت موقفاً سياسياً من الانتداب، والهجرات اليهودية لفلسطين، وابرزت هوية وطنية أردنية كعقيدة سياسية جمعت ابناء الوطن على الايمان بالدولة الأردنية ورموزها واهمية تطورها. فالدولة الأردنية قد شهدث العديد من الاحداث التاريخية والسياسية ولم تكن مسيرة الدولة بلا دماء وعرق وألم، ورغم كل الأعادي استقر الوطن بمعادلة الانجاز والنجاح والاستقرار فالسردية الأردنية هي مجموع الاحداث، والتطورات والرموز، والمفاصل التاريخية، والهوية الأردنية، وال?قافة الأردنية، والعادات والتقاليد وكل ما تم انتاجه من فكر، وحضارة، وانجازات والقول بتشكيل لجنة وطنية لكتابة السردية امر غير مقبول لأن السردية موجودة ومكتوبة والهدف هو ترسيخ هذه السردية في عقول النشء، وتعزيز التاريخ الأردني العريق في ضمير جيل الشباب من خلال المناهج، والاعلام، والندوات والمؤتمر والمنشورات التي تجذر هذه السردية التاريخية في نفوس وسلوك هذا الجيل الذي لا يعي هذه السردية والتاريخ والثفافة الأردنية المرتكزة لهوية وطنية أردنية ذات مضامين وجذور تاريخية، وقد سبقنا من العظماء الأوائل من درسوا وكتبوا ?اريخ الأردن القديم والحديث ومنهم روكس بن العزيزي سليمان الموسى، وتاريخ الأردن في القرن العشرين، والحركة العربية، والثورة العربية، وممدوح الروسان وابراهيم الشريقي، عبدالله نقرش، وعادل الحياري، محمد خريسات، وهاني خير، ومحمد عدنان البخيت، محمد عبدو حتاملة، ومنيب الماضي، ابراهيم بدران ويوسف هيكل، ويوسف غوانمة والعلّامة علي محافظة، تاريخ الأردن، والفكر السياسي في الأردن، والديمقراطية الأردنية وعشرات المؤلفات، ومنها حداد تأسيس النظام وتشكيل المجتمع وامين مشاقبة في الدولة الأردنية: التاريخ والسياسية ١٩٢١-2021 وال?ظام السياسي الأردني، ومنشورات الثقافة العسكرية، ووزارة الثقافة وغيرها هناك المئات من المنشورات والكتب الرصينة تتحدث عن سردية الوطن الأردني ثقافة، وتاريخياً، وسياسة
واحدات حضارية ورموز وطنية كلها موثقة ومكتوب عنها مجلدات واجزاء. فالمطلوب هو نشر هذه السردية وتعميقها في عقول الاجيال وترسيخها، وبناء جيل عارف بتاريخه وثقافته، لسنا بحاجة الى اعادة كتابة التاريخ للدولة من جديد لأن هذا التاريخ محفور بالعقول والقلوب للعديد من ابناء هذا الوطن. ــ الراي