الأخبار

صالح الراشد يكتب : انها مجرد مباراة كروية..فلماذا هذا الغُلو في نشر الكراهية..؟!!

صالح الراشد يكتب : انها مجرد مباراة كروية..فلماذا هذا الغُلو في نشر الكراهية..؟!!
أخبارنا :  

صالح الراشد

تنافس مستحق للوصول لنهائيات كاس العالم لكرة القدم التي ستقام العام القادم في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، تنافس بين أقدام اللاعبين في الميدان تحول بفعل أشباه الإعلاميين وأشباه شجعان وسائل التواصل الاجتماعي إلى معركة إعلامية دونية، يستخدم فيها الجهلاء أسوأ ما لديهم من مصطلحات بغية الإساءة للطرف الآخر، ولست مجاملاً إن قلت بأن الناجين من هذا الجحيم أصبحوا قلة بفضل قوة وسائل القطيعة، فيما حَمَلَ الجهلاء المباريات القادمة في التصفيات وزر سنوات طوال من التراجع الرياضي في المقام الأول، لنجد أن حُلم الوصول لنهائيات كأس العالم أصبح الهدف الأعلى والأغلى، وفي الطريق لمطاردة الحلم فلا ضير عند أشباه البشر من إسقاط المفاهيم الأخلاقية والتعاليم الدينية للظهور بثوب الغيور على وطن يستحق الغيرة في أماكن تفوق الغيرة على مباراة هزلية لن تكون قادرة على النهوض بقضايا الدول الكُبرى.

واختصر الفنانون المصريون المبدعون هذه المعضلة وأكذوبة المباريات الكارثية بعد سنوات من التراجع الاقتصادي وتوقف التطور ، بالتهكم والسخرية على كرة القدم بقولهم إن إنجازاتنا الكبيرة في السنوات الماضية تمثلت بالفوز ثلاث مرات بكأس أفريقيا، في رسالة واضحة أن كرة القدم وإن كانت متعة وقوة ناعمة في إيصال الرسائل المخفية إلا انها أصبحت عبء على فكر الدولة كونها خرجت عن النص، وأصبح المتسلقون يستغلون الطامعين بالظهور بثوب البطل والغوغاء لإثارة النعرات القومية والدينية على أمل النيل من الآخرين مما يخدم أطراف خارج المعادلة الرياضية، وهي أطراف متعددة تسعى لتحويل الشعوب العربية لمجموعات من القطعان لا تفكر بالنتيجة بل تركز على التبعية المطلقة، وبالتالي يوفر الجهلاء الفرصة لهذه القوى لضرب ما بقي من ضمير عربي حي من خلال العبث بمخرجات الرياضة.

ونبحث عن الحل للفظائع التي تجتاح حاضر ومستقبل الأمة كمن يبحث عن إبرة وسط جبل من القش، ونبحث عن الحكماء للتصدي لمجموعات الفكر السقيم بأبرة نخترق بها جبال صماء، فالأسلحة العربية في المباريات الرياضية يستخدمها أشخاص بلا ثقافة في غالبيتهم العظمى، ويتحاورون بحثاً عن الإثارة وصناعة الفضيحة معتقدين أنهم بهذه الطريقة سيصلون للشهرة ويختزلون السنوات والعمل الحر النبيل في لقاء واحد أو لقاءين، لنجد ان الابرة العربية لن تكون قادرة على إيجاد الحكماء في عصور الدهماء حيث ضاع رجال الفكر وحل مكانهم أشباه الرجال من مدعي الثقافة والمعرفة، ليضيعوا في بحور الوهم وتغرق الشعوب في مشاحنات جانبية لا تزيد الجرح العربي إلا فتقاً وألما ليبقى الأمل برجال السياسة والاقتصاد في الإبقاء على العلاقات القوية بين الأوطان متجاوزين خيبات الشعوب المنقادة وراء الخيال في البحث عن السراب.

آخر الكلام:

المصيبه أن الجهلاء يسرحون ويمرحون في القنوات الفضائية في ظل حمايتهم من قبل العابثين برأس المال وأقزام السياسة الباحثين عن مجد يخلدهم، فتزل قدم بعد قدم حتى لا يبقى ثبات في العلاقات الإنسانية إلا بين من يملكون الثقافة الراسخة المليئة بمعاني الاحترام والمحبة .. وهؤلاء ما أقلهم ويدركون انها مجرد مباراة كروية..ويتساءلون.. لماذا هذا الغلو في نشر الكراهية ولمصلحة من ..؟!!

مواضيع قد تهمك