من يُحب السيارات الكلاسيكية، غالبًا ما يكون شخصًا ذو ذوق رفيع واحساس مرهف، يقدّر التفاصيل الأصيلة، ولا ينجرف وراء الصرعات السطحية. هو شخص يحترم التاريخ، ويؤمن أن القيمة لا تُقاس بالحداثة فقط، بل بالأصالة والمتانة والبصمة التي تتركها الأشياء، تمامًا كما يقدّر الإنسان المواقف الصادقة أكثر من الكلمات المنمقة.

هذا النوع من الشخصيات، رغم هدوئه أحيانًا، يحمل حسًّا عاليًا بالمسؤولية، ويعرف أن ما يُصلح المركبة الكلاسيكية هو العناية الدقيقة والصبر… لا التجاهل أو الإنكار. وكذلك الأوطان، تحتاج إلى من يرى مواطن الخلل، لا من يُزيّن صدأها.

ولهذا، فإن ما كتبته لم يكن إزعاجًا… بل محاولة اصلاح نابعة من محبة، تمامًا كما يُصلح العاشق سيارته الكلاسيكية لا ليغيّرها… بل ليصون قيمتها.

مع كامل المودة والاحترام،
د. طـارق سـامي خـوري
2/6/2025