علاء القرالة : الوظيفة لن تأتي إليك !

في حال كنت من الشباب العاطلين عن العمل لأسباب منها تكدس التخصص الذي قمت بدراسته، أو لأسباب تتعلق برفضك العمل من أساسه، أو لأسباب تتعلق بثقافة العيب، فما عليك إلا أن تتبع التقدم التكنولوجي في العالم، وأن تصنع لنفسك فرصة لا أن تنتظرها ، فهل أنت جاهز؟
للأسف،الكثير من شبابنا العاطلين عن العمل اليوم باتوا"ينتظرون الفرصة"ولا يريدون أن يصنعوها فالفرص كثيرة وتنتظرك ، ولا تحتاج منك إلا أن تتحدى حالة "الكسل والاتكالية والاعتماد على الغير"، فكم من شبابنا الذين كانوا عاطلين عن العمل ، نجدهم اليوم قد استغلوا فرص التغيير والتطور ليصلوا إلى ما كانوا يصبون إليه ، وحققوا نتائج مبهرة يشار لها بالبنان .
حاليا، غالبية الشباب يمتلكون"الهواتف الذكية"ووسائل الاتصال الحديثة، التي تستطيع وبكبسة زر أن تجعلك تتواصل مع العالم كله خلال ثوان ، فـ"تبيع وتشتري ، وتسوق وتفكر، وتقدم الاستشارات والاقتراحات" في مجال تخصصك ،أو في أي مجال تتقنه وتستطيع القيام به بمهارة او بمهنه نوعية تتمتلكها ، فالعالم ومستقبل الوظائف يتغير ويتجه نحو كل جديد ، وما عليك إلا أن تستغل الفرصة وتبدأ ، وتفكر، وتجتهد .
للتغلب على البطالة بشكل أكثر جدية وفاعلية ، علينا أن نتجه فورا نحو أحد الأمرين : أولا ، إعادة النظر في السياسة التعليمية ومن الصفر، بدءا من"المراحل الأساسية"حتى الثانوية ، للوصول إلى جيل لديه من التفكير والوعي ما يجعله يلتقط الفرص ويتبعها ،وثانيا، من خلال التوعية بضرورة إعادة التفكير في مفهوم "الوظيفة الكلاسيكية"والانتقال للوظائف الجديدة،ما ظهر منها وما لم يظهر بعد.
كافة التقارير الدولية تؤكد أن التطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي، سيعملان في السنوات الخمس المقبلة على إنتاج ما يقارب 160مليون وظيفة جديدة ، وفي المقابل، ستُلغى ما يقارب 95مليون وظيفة تقليدية يعمل فيها الان مئات الملايين من الأفراد وسيفقدونها خلال السنوات المقبلة ،لهذا عليك التقاط الفرص التي ظهرت وحتى التي لم تظهر بعد ، حتى لا يفوتنا القطار .
خلاصة القول ،انتظارك للفرص التقليدية لم يعد يجدي نفعا، بل أصبح "مضيعة للوقت" ليس إلا ،ولهذا عليك أن تبدأ باستغلال الفرص التي أتاحتها التكنولوجيا والذكاء الصناعي، وأن تطور نفسك لخلق فرصتك فالدولة بعد اليوم لم يعد بإمكانها أن تخلق فرص عمل تقليدية، وكل ما تستطيع توفيره هو إما من خلال الاستثمارات، التي تتطلب مهارة وحرفية ومهنا نوعية ، أو من خلال دعمها للتطور التكنولوجي لتمكينك من الاستفادة من الفرص الجديدة ومواكبتها . ــ الراي