د. عدنان مساعدة :قراءة في كتاب ملك وشعب

(8) المبادرات الملكية السامية حاضرة أيضاً تجاه الأشقاء والدول الصديقة
يعد كتاب «ملك وشعب» الذي أصدره الديوان الملكي الهاشمي العامر منجزا وطنيا هاما يوثّق المبادرات الملكية السامية الزاخرة بالخير والعطاء والإنسانية ضمن رحلة خيّرة لا ينضب عطاؤها بين ملك إنسان وأبناء شعبه. إن هذا الملف الإنساني والتنموي الذي يوليه جلالة سيدنا كل إهتمام حيث أسند أمر متابعته وتنفيذه إلى لجنة برئاسة معالي الأستاذ يوسف حسن العيسوي رئيس الديوان الملكي الهاشمي ضمن فريق عمل مخلص وجاد ليعكس صورة إرتباط ملك رحيم تجلّت صفات الإنسانية بأجل صورها مع أبناء شعبه الأردني بروح تنم عن إنتماء ومحبة قائد لوطنه ولشعبه، وولاء ومبايعة شعب لقائده بصدق وإخلاص.
وسأتناول هنا في المقال الثامن ضمن سلسلة مقالات قراءة كتاب ملك وشعب «المبادرات الملكية السامية حاضرة أيضا تجاه الأشقاء والدول الصديقة» حيث حرصت المبادرات الملكية السامية وبتوجيه مباشر من جلالة سيدنا لتعكس المساعدات الأردنية تاريخ الأردن المتجذر في خدمة البشرية وإحترام حقوق الإنسان الذي ينطلق منه الأردن العربي الوجه والرسالة حيث يقول جلالة سيدنا « إن انتماءنا إلى أمتنا العربية والتزامنا بالدفاع عن قضاياه العادلة، يتطلب أعلى درجات التشاور والتنسيق مع أشقائنا العرب حول مختلف القضايا التي تهم أمتنا العربية والإسلامية، إننا نضع كامل الدعم وكل الخبرات الأردنية في تصرف الأشقاء، وسظل إنتماؤنا لأمتنا العربية ركيزة رئيسية في سياستنا الخارجية، وسنستمر في تعزيز التعاون مع الدول العربية الشقيقة».
ومن المبادرات الملكية السامية، وبأمر من جلالة سيدنا فقد أرسلت الهيئة الهاشمية الخيرية على متن إحدى الطائرات الملكية الأردنية المساعدات إلى السودان الشقيق عام 2007 التي إشتملت على مساعدات عاجلة محمّلة بالمواد الغذائية والأدوية وكافة مستلزمات الإيواء إلى المتضررين من الفياضانات التي إجتاحت عددا من المدن السودانية.
وكانت عين المبادرات الملكية السامية على أرض العرب التي تتعرض لكوارث طبيعية وبيئية الوقوف إلى جانب الجمهورية اللبنانية الشقيقة، وفي ذلك يقول جلالة سيدنا « أما لبنان، هذا البلد العربي العزيز، والذي يواجه مخاطر تهدّد أمنه وإستقراره، فإن الأردن يؤكد من جديد على ضرورة التزام العرب والمجتمع الدولي بتقديم الدعم والمساعدة للحكومة اللبنانية»، حيث أمر جلالة سيدنا بمساعدة جمهورية لبنان الشقيقة عند تعرضها لحرائق الغابات عام 2007، وإرسال طائرات عمودية أردنية للمساهمة في إطفاء حرائق الغابات التي إكتسحت عددا من المناطق في لبنان ووجه الدفاع المدني الأردني لتقديم المساعدة للحكومة اللبنانية والتعامل مع حرائق الغابات إنطلاقا من حرص جلالته إن الأردن كان على الدوام النصير المخلص للشعب اللبناني في كل الظروف. ولم تتوقف المبادرات الملكية السامية وأياديها البيضاء تجاه النبض العربي، حيث وجه جلالة سيدنا الهئية الخيرية الهاشمية لتسيير طائرات محملة بمساعدات تشمل مواد غذائية وإغاثية وأدوية ومستلزمات طبية كمساعدات طارئة إلى اليمن في عامي 2015 و 2017 تخفيفا من معاناة أبناء الشعب اليمني الشقيق.
وخلال جائحة كورونا، وبأمر من جلالة سيدنا بادر الجيش العربي الأردني في إرسال عدة حملات طبية (2020-2022) إلى العراق الشقيق لدعم جهود مكافحة وباء كورونا من قبل الفرق الطبية العاملة في العراق الشقيق، وقد اشتملت على مواد ومستلزمات طبية ومواد تعقيم تم تصنيعها في المصانع الأردنية. ومن المبادرات الملكية السامية تجاه الأشقاء العرب فقد أوعز جلالة سيدنا في عام 2011 بإرسال مستشفى ميداني عسكري إلى ليبيا مزودا بمختلف الكوادر والأجهزة والمستلزمات الطبية اللازمة للعمليات الجراحية المختلفة تحت إشراف كوادر طبية أردنية بجميع التخصصات من الخدملت الطبية الملكية، لتقديم العون والعلاج الطبي لأبناء الشعب الليبي الشقيق لتجاوز الظروف الصعبة التي عانوا منها، كما سيّرت الهيئة الهاشمية الخيرية في عام 2023 بالتنسيق مع القوات المسلحة الأردنية وتنفيذا للتوجيهات الملكية السامية طائرة عسكرية محملة بمساعدات غذائية وطبية وإغاثية إلى ليبيا بسبب الكارثة الطبيعية الناتج عن إعصار وفيضانات أدت إلى تدمير البنية التحتية وحدوث وفيات وإصابات وتشريد الآف المواطنين هناك.
وبناء على أمر من جلالة سيدنا، أرسلت الهيئة الخيرية الهاشمية في بداية العام الحالي 2025، قوافل مساعدات غذائية وطبية وإغاثية الى الشعب السوري الشقيق بسبب الظروف الصعبة التي تمر بها سوريا وذلك في إطار الوقوف إلى جانب الشعب السوري.
وكما توسع بعد دائرة المبادرات الملكية السامية الأنساني لتشمل عددا من دول قارة اسيا ودول العالم عند تعرضها لمشكلات ضمن منظور امتداد علاقة الأردن مع هذه الدول، وفي هذا الأمر يوجه جلالة سيدنا بقوله: « ليس هناك مشكلات معزولة في عالمنا المعقّد، وليس هناك حلول معزولة، ولهذا نقّر الشرق الأوسط، وفي الأردن بصورة خاصة، علاقاتنا الوثيقة بأصدقائنا الآسويين» حيث أمر جلالة سيدنا في عام 2007 الهيئة الهاشمية الخيرية بإرسال مساعدات عاجلة تشمل المواد الغذائية ومستلزمات الإغاثة الإنسانية إلى بنغلادش للتخفيف من معاناة الشعب البنغالي في المناطق المنكوبة التي كانت تعرضت إلى إعصار عنيف الذي رافقه أمطار ورياح شديدة ألحقت تدميرا كبيرا في البيوت والمنازل وتسبّبت في مقتل الآلاف وتشريد ما يزيد على 650 ألف شخص.
هذا، إضافة إلى إرسال طائرة مساعدات في عام 2011 إلى الصومال محمّلة بمواد طبية وإغاثية للشعب الصومالي لمساعدة المتضررين والمنكوبين جراء الجفاف الذي يعاني منه الصومال في أسوأ موجة جفاف مرت به الصومال حيث بات نصف سكان البلاد عرضة لخطر المجاعة حيث توفي عشرات الالاف من الأشخاص غالبتهم العظمى من الأطفال، كما تم إرسال طائرة لمتطوعين عرب تقطعّت بهم السبل في الصومال حيث لبى الأردن نداء الأخوة الإنسانية لفريق من المتطوعين العرب إستغاثوا للعودة إلى بلادهم.
ولم يتوان الاردن ومن خلال مبادرات الخير في تقديم أقصى إمكانياته للقيام في دوره الإنساني تجاه دول المنطقة ومنها جمهورية تركيا الإسلامية. وفي عام 2011 كانت المبادرات الملكية السامية حاضرة بإرسال مواد إغاثية وغذائية وطبية ومساعدات إنسانية إلى سكان المناطق التركية المتضررة من زلزال شدته 7.2 ضرب مناطق شرق تركيا أدى إلى مقتل وتشريد عشرات الالاف من المواطنين. وإنطلاقا من العلاقات المتينة مع دولة تركيا حيث يقول جلالة سيدنا « أنا راض عن مستوى التعاون التركي- الاردني وتجمعنا علاقات وثيقة ومستوى طيب من التنسيق».
نعم، هذا هو الأردن العربي الهاشمي المفعم بالخير والعطاء الذي يحمل رسالة إنسانية تجاه الأشقاء العرب والوقوف إلى جانبهم في الظروف الصعبة، والذي ما توانى يوما عن نصرة أخ أو شقيق، وكان ملاذا لكل من يطلب العون والمساعدة إذا ما أدلهمت الخطوب. نعم إنه الدعم الملكي الهاشمي اللامحدود للأشقاء العرب الذين احتضنهم الأردن بدفء العروبة ليترجم ذلك إلى واقع كبلد نابض بالخير أردني الوجه وعربي الرسالة ضمن منظومة عمل جادة تعمل بضمير مؤسسي مسؤول الذي أنجزه الديوان الملكي الهاشمي العامر بيت جلالة سيدنا وبيت الأردنيين جميعا ضمن جهود تقوم على الإخلاص والتفاني في العمل في ظل مجتمع متكافل واحد موحّد ومتماسك يزرع بذور الخير والعطاء والإنسانية برعاية وإهتمام جلالة سيدنا الملك الإنسان عبد الله الثاني بن الحسين أعز الله ملكه القدوة لنا جميعا في الإنجاز والعمل وللحديث بقية. ــ الدستور