الأخبار

د. بسام العموش : هل يقرأ المسؤول ؟

د. بسام العموش : هل يقرأ المسؤول ؟
أخبارنا :  

ورد على ذهني هذا السؤال التالي: هل يقرأ المسؤول في بلدي ما نكتب؟ فإن كان الاحتمال واردا ولو بنسبة ضئيلة فالأمور بخير، لكنني وأتحدث عن نفسي أشعر أن المسؤول لا يقرأ!! والسبب عدم وجود رد فعل أو تعليق او إيضاح أو رفض أو قبول وكأن الأمر لا يعنيه، بل شعاره القافلة تسير ولا تبالي بالريح ولا الرياح.

ليتواضع المسؤول وليعتبر الإعلام على رأي بعضهم مرآة تعكس له ما يمكن أن يفيد في عمله، فالعصمة ليست إلا للأنبياء ، وما دمت أيها المسؤول من بني آدم فاعلم أنك خطاء وخير الخطائين التوابون .

كنت يوما أتناول لقمة في بيتي وأنا واقف، وإذ بالهاتف يزغرد وكانت اللقمة بين أسناني حيث انني ظننت صديقا أو قريبا على الهاتف فقلت: ألو؛ وإذ بجلالة الملك الحسين يتحدث معي فأسرعت ألفظ الطعام احتراما؛ ورحبت به محييا، فقال : أحببت أن أشكرك على مقالك اليوم في صحيفة الرأي.

شكرته بدوري حيث أعطاني شحنة قوية بأن ما نكتبه ليس مجرد خبر على ورق بل كلام يطلع عليه المسؤول الأول في الدولة ويتفاعل معه ويدقق كل كلمة.

أسوق هذا المثال الذي تكرر مرة أخرى من جلالته. وبعدها لم يقع مثل هذا، حيث يتجاهل الوزراء والمسؤولون كلام الأقلام الصحفية والتي تتناول الشأن العام ناصحة ناقدة مطالبة، ومن حق الكاتب أن يتفاعل معه المسؤول فنحن لا نكتب لمسؤول في الصين ولا أفريقيا، ولا نكتب لذات الكتابة بل لأننا نأمل أن نساهم في رفعة بلدنا وتجاوز أخطائنا والسير في الأفضل في شتى المجالات.

كتبت شخصيا عن البيئة والسياحة والتعليم المدرسي العام والخاص والتعليم الجامعي و المجالس المحلية وخدمة العلم و المخدرات والزراعة و المديونية والديموقراطية والانتخابات والنقابات والضرائب والإعلام والفن والمرأة والتربية ولم أتلق يوما رد فعل من مسؤول!! ولهذا خطر ببالي هذا السؤال؟ إذا صار المسؤول فوق النقد، أو ليس بحاجة لرأي الناس أو لوصوله لدرجة العصمة، فلن نكتب له بل نكتب لتثقيف الأجيال والتأكيد على أن الصحافة سلطة من السلطات الأربعة. ليتذكر المسؤول قول الفاروق عمر بن الخطاب: رحم الله امرءا أهدى إلي عيبي.

مواضيع قد تهمك