الأخبار

د. عدنان مساعدة : وللاستقلال في القلب مكانة وفي الضمير حضور

د. عدنان مساعدة : وللاستقلال في القلب مكانة وفي الضمير حضور
أخبارنا :  

ماذا يعني الاستقلال؟!

سؤال كبير بحجم محبتنا جميعا للأردن الوطن الأغلى وصدق الانتماء الى ترابه، وهضابه وجباله، وسهوله.. بحجم عمق ولائنا وتجديد بيعتنا التي لا تنطفئ جذوتها لجلالة قائد مسيرتنا الملك عبد الله الثاني بن الحسين حفظه الله وأعز ملكه.. بحجم محبتنا الى الأرض المباركة بقمحها وزيتونها وشيحها وقيصومها وزعترها.. بحجم هيبة وكبرياء المعلم الذي يغرس القيم النبيلة معرفة وعلما وسلوكا ونهجا تم حفره بالقرطاس والقلم.. بحجم رباطة جأش وشدة بأس الجندي المخلص المرابط على حدود الوطن، للدفاع عن أمنه واستقراره ليعيش الانسان كريما عزيزا في وطن حر أردني هاشمي.. بحجم اعتزازنا بالعامل في مصنعه، والمزارع في أرضه أصحاب الزنود والسواعد القوية الذين يعملون بتفان اخلاص حيث أدركوا أن قيمة الحياة، تكون بالعمل الجاد يغمسون لقمة عيشهم بالكرامة وعفة النفس.. بحجم المسؤولية العظيمة والحنث باليمين « وانه لقسم لو تعلمون عظيم» ليكون الحفاظ على ثوابتنا الوطنية ودستورنا أمر مقدّس، وواجب الالتزام بها من كل مسؤول وفرد من المكان الى المكان وفي كل زمان وآن، هو قوة لأردننا وطنا يقف في وجه التحديات بكل صلابة.

نعم، الاستقلال مسيرة عطاء مستمر وانجاز ليس لها حدود.. الاستقلال أن نسهم جميعا في زراعة بذور نقيّة وبراعم خضراء قويّة تنبت كبرياء ومجدا ونهضة، وتؤتي أكلها كل حين ضمن نهج نقي يشرف عليه أوفياء صادقون مخلصون يضعون مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، أصحاب مواقف وبطولة، لا تجار مواقف ومصالح.

الاستقلال أن نتابع المشوار مع جلالة سيدنا وقيادتنا الهاشمية الذي له حضور كبير على المستوى الوطني قائدا مخلصا وفيّا لشعبه، وعلى المستوى الاقليمى عنصر توازن وحكمة لرأب الصدع في كل مكان، وعلى المستوى العالمي صاحب كلمة شجاعة وجريئة ومؤثرة في المنتديات الدولية يحمل الفكر الرصين والبيان البليغ في مخاطبة العالم ليقول للعالم، لا للظلم ولا لغطرسة العدوان الاسرائيلي تجاه أهلنا في فلسطين وغزة وتجاه ما تتعرض له المنطقة في اقليم ملتهب.

في ظلال احتفالاتنا، بمناسبة ذكرى الاستقلال الوطني التاسع والسبعين لمملكتنا الراسخة كرسوخ جبال عمّان ومرتفعات السلط وجبال عجلون وشيحان والشراة، حيث تعيش هذه المناسبة في ذاكرتنا الوطنية على امتداد هذا الثرى المبارك، وتنبري أقلامنا لتكتب بمداد الوفاء والصدق للعناوين الأبرز التي تشكّل مرتكزات وثوابت، نلتقي عليها ونصونها لوحات عز وكبرياء على صفحات سفر هذا الوطن الأشم، لأن الاستقلال قصة كفاح ونضال كتبت بدماء الشهداء دفاعا عن الحمى والأرض والكرامة.

في هذا اليوم الأغلى تزدان مملكتنا بطلتها البهية، وترتدي عباءة المجد والتاريخ والأصالة، وتلبس ثياب النور والصباح المشرق باذن الله، وترتوي بقطرات الندى النقيّة الصافية تتخللها أشعة الشمس تبشر بامل ومستقبل يحقق النهضة والتقدم.. في هذا اليوم، يرفرف علمنا الأردني بألوانه الزاهية الجميلة خافقا في المعالي والمنى عربي الظلال والسنا، كما هي فسيفساء أبناء شعبنا الأردني الواحد الموحّد الذي يجتمع على الخير صفّا متراصّا وقويّا في ظل مملكتنا ودولتنا الراسخة التي تسير بخطى واضحة وواثقة، ضمن ثوابت ومباديء رصينة قوية لم تتلون ولم تتبدّل يوما، ولم تنحن لعاصفة الظروف والتحديات، وكانت تواجه الصعاب بقوة وصلابة لتبقى أردننا حصنا منيعا برعاية الله وحمايته.

سيدي جلالة الملك حامي الاستقلال، ونحن في أردن العزم نتفيأ ظلال خيمتنا الهاشمية الكبيرة معنى ومبنى، نمضي معكم وبكم حاميا لمسيرة الاستقلال عطاء وبناء، وأنتم يا سيدي القائد الشجاع قكرا ورأيا والجندي الملك المقدام في كل المواقف، كما أنتم ياسيدي قلب الأمة النابض بالخير وضميرها اليقظ وصوتها القوي انتماء لرسالتها ومبادئها، يسيرمعكم وبكم الأخيار الأكثر صدقا واخلاصا من حماة الوطن، كوادر أبناء جيشنا العربي المصطفوي، وأجهزتنا الأمنية الأمينة اليقظة تلك الهامات العالية التي لا ولم ولن تنحن الا لله، تدافع دائما ببسالة ورجولة وبطولة عن ثوابت الدولة الاردنية، وهي الحارس الأمين على حياة الناس والمجتمع وصمام أمننا الاجتماعي والتربوي والاقتصادي، كما يحيط بكم ويسير معكم شعب وفيّ أصيل كنتم يا سيدي المعلم لنا والقدوة والقوي الأمين، تمتلكون الرؤية التي تستشرف المستقبل، وتمتلك علو الهمة والتفاني، ضمن نهج وطني شمولي ينهض بالأردن وطنا يستحق منا كل التضحية.

في هذا اليوم المبارك العزيز، نتابع مع جلالة سيدنا مسيرة الاستقلال مترسمّين توجيهاته السامية بأن بناء الوطن لا يكون بالتنظير والأقوال، ولكن بالعمل الجاد المخلص الذي يترك أثره الواضح، لأن الوطن هو المظلة الباسقة والشجرة الكبيرة التي نتفيأ جميعا تحت ظلها، وأن المقياس الحقيقي للانتماء هو مقدار ما نعطي ونقدّم بعيدا عن المصالح الآنية والضيقة، فالوطن هو الأبقى والأغلى ونحن ذاهبون.

سيدي صاحب السمو ولي العهد الأمين، يا فارس الكلمة والموقف، كنتم على الدوام قرة عين الوطن، وموضع اعتزاز وثقة جلالة قائدنا الأعلى، وسندا وظهيرا لأردن العزم والكرامة نحو أردن مزدهر وآمن ومستقر بإذن الله.

أمّا البناة الأوائل منذ عهد جلالة المغفور له الملك عبد الله الأول المؤسس، وجلالة المغفور له الملك طلال بن عبد الله واضع الدستور الأردني، وجلالة راحلنا العظيم المغفور له الحسين بن طلال طيّب الله ثراه، ومن معهم من البناة المخلصين من أبناء الأردن الذين بنوا أساسات وأركان الاستقلال، وتابعوا مسيرة البناء ضمن دائرة الوطن الأكثر رحابة واتساعا، ومنهم من مضى الى رحاب، فمن واجبهم علينا أن نكتب لهم بمداد حروف الصدق وكلمات الوفاء لتمتزج بمداد الدم والتضحية الذي ارتوت به أرض الرسالات والبطولات، ساهموا في بناء مجد وطن سيجوه بأعمدة الاخلاص وصدق الانتماء. وستبقون الشعلة المضيئة في سماء أردننا الغالي حيث سطّرتم بنبض شرايين دمائكم معاني البطولة والفداء على امتداد هذه الأرض، توجهون رسالة لنا وللأجيال القادمة لنواصل مسيرة العمل والبناء في أردن العزم الهاشمي الوجه والعربي الرسالة.

في هذا اليوم، ذكرى الاستقلال الوطني التاسع والسبعين، نبارك للوطن ولجلالة سيدنا حفظه الله وأعز ملكه، ولصاحب السمّو الملكي ولي العهد المخلص الأمين، ولشعبنا الأردني الأصيل كل في موقعه، كما نبارك لكافة منتسبي جيشنا الأردني العربي الباسل وأجهزتنا الأمنية حماة الاستقلال، مدركين عمق مدلولات الاستقلال عطاء وانتماء، لنرفع بنيان أردننا بارادة وعزيمة وايمان لنترجم معاني الاستقلال واقعا نعيشه وتحميه سواعد الرجال الأبيّة، ولنرسم مع جلالة سيدنا وقيادتنا الهاشمية الحكيمة لوحة جميلة عنوانها «الوطن الأغلى والأجمل والأبقى، وهو أكبر منا جميعا».


مواضيع قد تهمك