في سجل الإعلام الأردني، تبرز أسماء حفرت أثرها بحروف من صدق ومهنية، ويأتي في طليعتها الصحفي الكبير شفيق عبيدات، الذي لم يكن يومًا مجرد مدير أو إعلامي، بل كان وما زال مصدر إلهام حقيقي لمسيرة الكثيرين في الميدانين الإعلامي والأكاديمي.
لقد حالفني الحظ أن أزامل هذا الرجل الفاضل عندما كان مديرًا، فوجدت فيه المعلم الحريص، والموجّه الصادق، الذي لا يبخل بتجربته، ولا يتوانى عن تدريبنا وتعليمنا، بكل إخلاص وتواضع. لم يكن المدير المتعالي، بل القائد الذي يحتضن طاقمه، ويمنحهم من خبرته ما يعينهم على المضي بثقة وثبات.
كانت لنا معه جلسات وصُوَلات وجولات، جلسات علمية ومهنية ننهل منها من معين خبرته، وصُوَلات في الميدان الإعلامي، وجولات لا تُنسى بين التغطية والتخطيط والتحرير. كنا نتعلّم منه بصمت أحيانًا، وبالحديث المباشر أحيانًا أخرى، وكان دائمًا حاضرًا، كريمًا بعطائه، لا يتردد في مشاركة كل ما يمكن أن يُفيد.
شفيق عبيدات – ولا يزال – مثالًا في الإخلاص المهني والإنساني. يعطي بلا مقابل، ويوجّه بلا تكلّف، ويقف إلى جانب زملائه وطلابه بكل محبة وحرص. إن حضوره لا يقتصر على قاعات الأخبار، بل يمتد إلى النفوس التي تتعلّم منه العزيمة وتستلهم منه التحفيز والدافعية نحو الأفضل.
وبوصفي أحد الذين نهلوا من علمه وخبرته، فإنني أجد من الواجب أن أرفع له كل آيات الشكر والتقدير، عرفانًا بدوره الكبير في تشكيل وعيي الإعلامي وتوجيهي الأكاديمي. فمثله لا يُنسى، بل يُذكر بكل فخر، ويُدوّن اسمه في صفحات التقدير والامتنان.