علاء القرالة : "الأردن".. تقدم بلا ضجيج

كثيرة هي المؤشرات والأرقام والدلائل التي تؤكد تقدم الأردن في مختلف مناحي الحياة، وتحديدا الاقتصادية، رغم التحديات والظروف والمتغيرات الجيوسياسية والأمنية في المنطقة والعالم ،الا ان الاقتصاد الوطني كان على قدر التحدي ، ونال الإعجاب والإشادة من جهات عدة في العالم ، فكيف استطعنا الصمود؟
الإشادات التي تلقاها ولا يزال يتلقاها اقتصادنا الوطني لم تأت من فراغ أو مجاملة من أي جهة ، بل كانت نتيجة إثبات الاقتصاد الأردني مناعته وقوته وقدرته ومرونته في مواجهة التحديات بالرغم من ضعف الإمكانيات ومحدوديتها ، محافظا بثبات على الاستقرار النقدي والمالي ، ومحققا لنسب نمو ايجابية في مختلف القطاعات الإنتاجية ، وتمكن من السيطرة على معدلات التضخم والبطالة في ذات الوقت .
تقرير البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية (EBRD) عن الاقتصاد الأردني لعام 2024، يسلط الضوء على قدرة الاقتصاد الأردني على تحمل تداعيات الحروب في غزة ولبنان، والوضع الجيوسياسي في المنطقة، ويرسل رسائل مهمة للمستثمرين ، كما يأتي التقرير ليؤكد على إشادات صندوق النقد الدولي ووكالات التصنيف الائتمانية العالمية بالاقتصاد الأردني.
التقرير أشاد بالتزام الحكومة بالانضباط المالي وتنفيذ الإصلاحات الهيكلية، وحرصها على اتخاذ الإجراءات اللازمة للوصول إلى تعافٍ سريع في القطاع السياحي ، وتحفيز النمو، ورفع حجم الصادرات، كما أثنى على التزام الحكومة بتنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي ، والمحافظة على التصنيف الائتماني وسعر صرف الدينار ، وتحقيق احتياطيات تاريخية قاربت على 23 مليار دولار.
الصادرات الوطنية سجلت ارتفاعا بنسبة 8.1% حتى نهاية شهر شباط، كما سجل الدخل السياحي نموا بنسبة 8.9% خلال الربع الأول من العام، وظلت معدلات التضخم منخفضة ومستقرة عند 2%، كما ارتفعت ودائع العملاء لدى البنوك بنسبة 6.8%، لتصل إلى 47.4 مليار دينار ، إضافة إلى ذلك ظهرت مؤشرات أخرى تدل على حالة نمو مميزة وصلت الى 2.5% مع توقعات ايجابية باستمرارية النمو .
ارتفع عدد الشركات المسجلة لدى دائرة مراقبة الشركات خلال الثلث الأول من العام بنسبة 13%، حيث بلغ عدد الشركات المسجلة 2372 شركة حتى نهاية الشهر الماضي ، كما نمت أرباح الشركات المساهمة العامة المدرجة في بورصة عمان خلال الربع الأول بنسبة 7.6%.
خلاصة القول ، الاردن ورغم ما يحيط به من تحديات وظروف جوسياسية وضجيج ، ما زال متمسكا بالتقدم والتطور والازدهار وتحويل التحديات لفرص،رافضا الاستكانة أو الانكسار أمام صعوبة الظروف ومحدودية الامكانيات ، فحافظ على الاستقرار وتمكن من أن ينجي الأردنيين من ويلات المنطقة وحروبها والوقع بفخها وحسراتها . ــ الراي