الأخبار

م. فواز الحموري : لسنا كذلك.. وهم أيضاً

م. فواز الحموري : لسنا كذلك.. وهم أيضاً
أخبارنا :  

ما يتعرض له الأردن وعلى الدوام من هجمات، يحتاج منا جميعاً للتوقف قليلا، ليس للدفاع وحسب ولكن لمراجعة الأداء والتفكير جديا في عدة محاور هامة وعملية لمواجهة ما يحاك ويدبر لنا في الخفاء والعلن ومنها:

أولا: العناية أكثر بالإعلام الخارجي والتركيز على الرسالة بوضوح من الموقف الأردني ولنعترف جميعا بأن ثقل المسؤولية الاعلامية التي يتمتع بها جلالة سيدنا هي الوسيلة المتاحة لمخاطبة العالم وبلغة فصيحة عن الأردن جملة وتفصيلا؛ في حل وترحال جلالة الملك إعلام ملكي يحتاج من جمهور الإعلاميين ملاحقة ومتابعة الجهد الملكي، وجولات سيدنا ليست إلا مثال ذلك.

نحتاج إلى إعلام خارجي أردني مسؤول ومنهجي ومن خلال السفارات والملحقيات في دول العالم وباللغات كافة وشرح الموقف الأردني وبالتفصيل والتوضيح.

ثانيا: مراجعة الإعلام أكثر؛ لسنا بحاجة للدفاع، نستطيع المواجهة والرد بمنهجية واضحة وبيان الحقائق، ولعلنا ومن باب الخجل لم نقم بواجب المديح والشكر والتقدير وبما يكفي تجاه الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية على مدار السنوات السابقة وتحديدا الوقوف مع غزة وتحمل المسؤولية باقتدار وأمانة وعز.

لا بد من عودة سليمة للكتابة بعمق عن رسالة الأردن بشكل يتناسب والهجمات التي نتعرض لها بشراسة وخبث وتدبير ومكر؛ لسنا كذلك من التهم التي توجه للأردن وهم أيضا ليسوا أبرياء للحرص على غزة على سبيل المثال والادعاء والتضليل، ثمة الكثير لعمله وتطبيقه سواء في الإعلام الرسمي والخاص على حد سواء.

ثالثا: الاهتمام بفئة الشباب وتوجيه الخطاب لهم واستخدام وسائلهم ومنابرهم وعلاقاتهم وتعزيز الوعي العام والخاص لديهم وقناعاتهم، لعل من يشاهد ويتابع ويلاحق إطلالة الشباب وظهورهم في مواقع التواصل الاجتماعي يصاب بالدهشة لضعف المستوى وضحالة الطرح وسهولة الانسياق وراء تلك المنابر التي تخطط وتحشد الكثير ضد الأردن.

قناعة الشباب؛ نحتاج من الجميع الوصول إليهم وبالوسائل المقبولة لديهم للتأثير الإيجابي والمساهمة في مساعدتهم للدفاع عن الأردن بطريقتهم الواعية، ثمة برامج شبابية إعلامية لا ترقى للمسؤولية المطلوبة وحجم الأمانة الأخلاقية الأردنية عند تناول القضايا ذات الصلة الوطنية بشكل خاص.

رابعا: الحرية العامة وحق التعبير مسألة في غاية الأهمية؛ ثمة بون شاسع بين مهاجمة الدولة الأردنية والتقليل من إنجازها وبين وصف الحال والتعبير عن محبة الأردن والاعتراض على بعض القرارات وعدم تجاوز الموقف إلى سوء الأدب والتطاول والانغماس في شرك ومصيدة من ينصبون الفخ لأجل ذلك.

من منا لا يحب الأردن ويريده أن يكون دوما بخير ويسير إلى التقدم والتطور والتحديث؟، ثمة أسلوب وطني مخلص مطلوب دون الاختباء وراء المصالح والمنافع والمكاسب والتي غالبا ما تنتهي وتتلاشى مع مرور الوقت وانتهاء الأزمات.

نحتاج وكما أشرت سابقا إلى صراحة أردنية شاملة لايصال صوت المواطن بصراحة وتمكين المسؤول من النزول إلى الميدان، والتخفي وزيارة مواقع المسؤولية دون ترتيب مسبق للاطلاع على الحقيقة ومعالجة العقبات.

خامسا: التراجع عن القرارات سمة إدارية مقبولة ومطلوبة أحيانا ولعلنا هنا نطرح مفهوم وطبيعة عمل المستشار في المواقع كافة والمسؤولية االأخلاقية والوظيفية التي يتمتع بها وتقديم الرأي الدقيق والمرجعي لاتخاذ القرار السليم والمناسب.

سادسا: الدراسات والاستطلاعات واعتقد تماما اننا لسنا بحاجة لها الآن تحديدا (وان كانت ضرورية)؛ الإنجاز يتحدث عن نفسه وإن كان لا بد فلا داعي للمبالغة في ذلك والاضرار بدل المنفعة لشخص دولة الرئيس وأعضاء الحكومة.

لسنا كذلك وهم أيضا؛ علينا الحيطة والحذر!

Fawazalhammouri1963@gmail.com

مواضيع قد تهمك