الأخبار

حسين دعسه يكتب : ترامب في الخليج العربي.. : عن أي "نتنياهو" سيكشف.. السلام أم سفاح الحرب؟!

حسين دعسه يكتب : ترامب في الخليج العربي.. : عن أي نتنياهو سيكشف.. السلام أم سفاح الحرب؟!
أخبارنا :  

*بقلم:حسين دعسة.

ترامب في الخليج العربي.. :
عن أي "نتنياهو" سيكشف.. السلام أم تصعيد الحرب، الرجل السفاح المخادع؟!

.. هناك ترقب مشروع من دول المنطقة والمجتمع الدولي، وبالاخص من دول جوار فلسطين المحتلة، لما ستسفر عليه جولة الرئيس الأمريكي ترامب الخليجية.
هي جولة وهي زيارة وهي اقتصاد وهي قد تكون إعلان حرب، أو محطة لعملية سلام.

المحللة السياسية، مراسلة واشنطن "راغدة درغام" كتبت في "النهار" البيروتية اليوم 11-05-2025، عن
جولة الرئيس الأمريكي ترامب الخليجية، واعتبرها زيارة "المصيرية إلى الخليج" : نقلة استراتيجية مع الشقّ العربي ودعوة إلى إيران للالتحاق بالمركب وإلّا الغرق!

في وقت قالت تقارير وكالة الانباء الفرنسية (أ ف ب):
يبقى مهم جداً أن يكون ترامب مستعداً للضغط على إسرائيل في ملفات سوريا ولبنان وفلسطين .
...

..بالعودة إلى" درغام"، التي اعتبرت جولة ترامب زيارة إلى حيز جيوسياسي، اقتصادي، أمني واحد، لهذا جاء عنوان تقريرها :
زيارة ترامب المصيرية إلى الخليج: نقلة استراتيجية مع الشقّ العربي ودعوة إلى إيران للالتحاق بالمركب وإلّا الغرق!
.. عن أي غرق واي مركب، واي نتيجة؟! .
عمليا، ترامب أغلق شنطة السفر، واطلع على اخر المستجدات، وهو يعلم أن دولة الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني، لم توصل قليل الطعام إلى سكان قطاع غزة الذين ماتوا نتيجة منع المساعدات الإنسانية والأدوية والوقود، من جيش الكابنيت، بأوامر مباشرة من السفاح نتنياهو.
ما تخلص اليه المتابعات والتقارير الإعلامية والسياسية والأمنية، تتوافق مع ما نشرته الصحف السعودية والمصرية واللبنانية والأردنية، وهي من ذات التسريبات الأميركية والغربية، واشتغلت عليها بذكاء اعلامي،بما يستند إلى حقائق حول الأهمية السياسية والاقتصادية والأمنية لأول جولة يقوم بها ترامب، في ولايته الثانية، وهذا يأتي في سياق مفاهيم جيوسياسية تصب في وقائع ومستقبل العلاقات الأميركية الخليجية، والأميركية العربية الإسلامية، يضاف لها متغيرات السياسة الأميركية المتعلقة بالعديد من الملفات السياسية والأمنية والاقتصادية المهمة لدول المنطقة من خارج دول الخليج العربي، الأردن ومصر ولبنان وسوريا والعراق ودول المغرب العربي، وحتى السودان.
.. وبالطبع الملف الجامع لكل ذلك، هو ملف القضية الفلسطينية، والحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة ورفح، ومصير مفاوضات الدول الوسطاء، للتوصل إلى إيقاف الحرب وإعادة إعمار قطاع غزة ورفح، بموجب الخطة المصرية العربية التي تم اعتمادها والموافقة عليها عربيا وإسلاميا ودوليا.

.. سياق المفاهيم الجيوسياسية، الأمنية، الاقتصاديّة محاورها تكمن في :
*المحور الاول:


زيارة الرئيس دونالد ترامب إلى السعودية والإمارات وقطر مؤهلة لأن تكون مصيرية ليس لدول الخليج العربي فحسب، وإنما أيضاً للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وتركيا وللدول العربية والإسلامية ولدولة الاحتلال الإسرائيلي .
فالعلاقات الثنائية، بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية لها بعدٌ إقليمي نظراً لنفوذ الرياض خليجياً وعربياً وإسلاميا بما في ذلك إيران وتركيا.

*المحور الثاني:[جيوسياسية المملكة العربية السعودية.. والعمق الخليجي].


الابعادٌ الدولية، الأممية، بسبب الدور الذي صقلته دول الخليج العربي، والسعودية تحديدا، من خلال التنسيق السعودي الأميركي مع الدول العظمى، روسيا والصين... تنحاز معظم التحليلات السياسية من مراكز الأبحاث الأمنية الأميركية والأوروبية، أن جولة ترامب ، قد تشهد مسارات تتعلق بإيران، بل تؤكد راغدة درغام في النهار اللبنانية إيران، ستكون حاضرة في زيارة الرئيس ترامب مجازياً، ولربما يتطوّر حضورها إلى درجة عقد لقاء قمة بين الرئيس الأميركي والرئيس الإيراني، إذا ما حدث اختراق جديّ في المفاوضات الأميركية- الإيرانية وفي عقليّة وعقيدة أركان النظام في طهران.
.. وهناك تكهنات بأن تركيا ستكون حاضرة مجازياً عبر البوابة السورية بشكل خاص سيّما وأنّ الرئيس السوري أحمد الشرع يلتقط كل الخيوط الإقليمية والدولية ليثبت جدارته في قيادة سوريا بعيداً عن التطرّف باتجاه التأقلم مع دول الجوار السوري، الأردن، وتركيا وفلسطين المحتلة، ولبنان، والعراق.
.. وتجنح التحليلات إلى أن مصر و ملف الحرب على غزة ورفح، والسلطة الفلسطينية ستكون، مثلما، الأردن وربما اليمن ولبنان، وكل من كانت له جبهة مقاومة أو إسناد المعركة حركة حماس في طوفان الأقصى، يوم السابع من تشرين الأول، أكتوبر ٢٠٢٣.. والب اليوم.


*المحور الثاني :
[ملف الدول الوسطاء.. غزة، النووي الإيراني..المقاومة وغيرها] .

ما يتردد، أن الوساطة السعودية الهادئة، تتحرك بعمق وراء الكواليس بين إدارة ترامب والرئاسة الإيرانية، والوساطة العمانية المباشرة والعلنية المتمثلة في دور مسقط بدفع المفاوضات الأميركية- الإيرانية إلى عتبة جديدة. كلا الدورين يسجلان تغييراً أساسياً في دينامية العلاقة الأميركية مع إيران، وليس فقط مع الدول الخليجية العربية. هذا جديد ومميز لأن الإدارات السابقة، بالذات إدارة باراك أوباما، تعمّدت استبعاد الدول العربية عن حديثها مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بل عقدت اتفاقيات مع طهران- كالاتفاقية النووية- بتهميش للدول الخليجية العربية ومصالحها الوجودية.

.. تعمم مراكز الأبحاث الغربية، أن السعودية تتولى أدواراً مختلفة، بعضها: قيادية أساسية للطروحات الأميركية في الشرق الأوسط والخليج، وفق تحليل يركز على رؤية وخريطة لمنطقة الخليج والشرق الأوسط، بما في ذلك دول المنطقة وتحديدا جوار فلسطين المحتلة، وهي تشارك الدول الإقليمية الكبرى في رسمها بهدف تحقيق الأهداف التنموية والسلمية، بدلاً من الاستقطاب والاستنزاف والحروب الدموية. منطقة جاهزة للاستثمارات والمشاريع التي تقرأ المستقبل وترافق احتياجاته لتفرض نفسها برؤيوية.

في هذا المحور:
*أ:
يتضح التكامل بين دول مجلس التعاون الخليجي الست: السعودية، الإمارات، قطر، عمان، الكويت والبحرين.
مؤكد، وهذا ليس نادرا؛ إن هناك تنافساً وتسابقاً وفي بعض الأحيان خلافاً على مناطق النفوذ واختلاف بين الدول الست إفرازاته سيئة حان وقت لجمها. الأبرز هو مستوى التكامل ليس محلياً فحسب وإنما في العلاقات مع الدول الكبرى، في طليعتها الولايات المتحدة والصين وروسيا وأوروبا والهند واليابان وأذربيجان ومختلف الدول الآسيوية.

*ب:
أذربيجان تسعى لصقل دور وساطة لنفسها، وقد اختارت استضافة محادثات بين تركيا وإسرائيل حول سوريا، وذلك للمرة الثالثة. العلاقة التركية- الإسرائيلية مرشحة للتوتر في سوريا بسبب تنافس مصالحهما. هناك من يعتقد أن خطر التصادم التركي- الإسرائيلي في سوريا قائم وبمستوى عال.

*ج:
هناك تنسيقاً خفياً دائماً بين تركيا وإسرائيل ساهم، في الواقع، في إنجاح الجهود التركية لإزالة حكم بشار الأسد وفي تحقيق هدف إسرائيل لإبعاد إيران و"حزب الله" عن الساحة السورية.
*د:


دول مجلس التعاون الخليجي، وضعت كيانها السياسي والأمني والاقتصادي، وأدواراً مختلفة ومتجانسة في عدة بلدان منها سوريا، ولبنان والأردن ومصر والعراق، كل منها على طريقته.
السعودية أدركت ضرورة إبقاء سوريا في الحضن العربي، فاستمالت الشرع بكل الوسائل، بدلاً من تركه في الحضن التركي.

*ه:
غالبا كل الخليج العربي، ومنها السعودية واضحة وثابتة في موقفها بأنها على استعداد لفتح صفحة التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي شرط أن تقبل إسرائيل بدولة فلسطينية.
إنها مجموعة جيوسياسية عربية إسلامية، لها مكانها في الخليج العربي، جاهزة لتنفيذ دورها في "صفقة القرن" التي يريدها ترامب ويصر عليها فقط إذا تمكّن من الضغط الجديّ على السفاح نتنياهو، هتلر الألفية الثالثة؛ ليكف عن إبادة الفلسطينيين وليهبط من أعلى سلم الغرور الذي مكّنه ترامب، ورؤساء الولايات المتحدة الأمريكية من غير ترامب، بالذات بايدن، من صعوده.

*و:
دولة الإمارات العربية المتحدة، تلعب دوراً الآن في التمهيد لتوسيع الحلقة العربية كوسيلة وأداة من أدوات ضغط دونالد ترامب على إسرائيل لتسلّم بالحقوق العربية، إذا شاءت السلام والتطبيع معها.
سوريا في المقدمة، ولذلك سهّلت الإمارات التواصل غير المباشر بين سوريا وإسرائيل، كما أكد الشرع أن التواصل تم عبر وساطة لم يسمِّها من أجل احتواء التصعيد.


*ز:
قد يتاح، بعد نتائج جولة ترامب، أن يدرس وضع سوريا، وهي ستكون حلقة أساسية في تحقيق "صفقة القرن" التي تقوم على فكرة ترامب لبناء شرق أوسط جديد.
دورها مهم في منع عودة التوسع الإيراني في سوريا ولبنان وربما العراق، واستعادة "الحرس الثوري" النفوذ والإملاء في سوريا ولبنان. أساسية لتمكّن السعودية وغيرها من الدول العربية من اتخاذ خطوة نحو التطبيع مع إسرائيل انطلاقاً من ترسيم حدود سورية- إسرائيلية وكذلك لبنانية- إسرائيلية وإنهاء النزاع.
*ح:
تسريبات عديدة أكدت أن الإدارة الأميركية، فهمت لماذا طلب الرئيس السوري ابو محمد الجولاني /احمد الشرع إن يلتقي في اي محطة من محطات زيارة ترامب الخليجية؛ ذلك وفق تحليل درغان في النهار البيروتية، تعد فكرة اللقاء بين الرئيس الأميركي والرئيس السوري أثناء زياراته إلى الدول الخليجية الثلاث، واردة جداً، بالطبع لم تربط الرأي الحافز أو السر الذي قد يجعل ترامب يلتقي الجولاني /الشرع.

*ط:
ترامب يرى في لبنان، محطة قد يتاح له جولة خاصة، مع انتهاء بناء السفارة الأمريكية في بيروت في مبناها العملاق على شواطئ بيروت.
لبنان، وبعد حرب الإسناد والمقاومة مع حركة حماس بعد بدء معركة طوفان الأقصى، وضعت الأجندة الأميركية- الخليجية، مستقبل لبنان، لعودته مفتاحٌا في إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد.
الجهود الأميركية لإنجاح انتقال لبنان إلى دولة طبيعية واضحة، وكذلك الجهود الخليجية المشتركة .

*المحور الثالث:
[ترامب جاهز لتأنيب نتنياهو وتقليم أظافره]

تتسابق وكالات الأنباء والفضائيات والمواقع الإخبارية، عدا عن مراكز الأبحاث السياسية والاقتصادية والأمنية، الاستيعاب التضليل الإعلامي المختلف، بإتجاه إبراز ان دولة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية، هي الحمل الوديع، وأن الرئيس ترامب، قد يجب على سؤال يحير المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي :
هل ترامب، جاهز لتأنيب السفاح نتنياهو، هتلر العصر، وتقليم أظافره أو عاداته؟!.

.. مؤشرات، لا مصداقية لها، اقول ان ترامب غاضب من السفاح نتنياهو لأسباب تتعلق بأسلوب دولة وحكومة اليمين الإسرائيلي المتطرفة، وطرقها النلتوية الإرهابية للضغط على الرئيس الأميركي عبر بوابة الكونغرس وعبر أعضاء في الإدارة الأميركية، واحيانا البنتاغون .
.. هناك من يعمم ان الرئيس الأمريكي جاهز (..) في اي لحظة، واي مكان حتى في وسط تل أبيب، لتأنيب نتنياهو وتقليم أظافره ودفعه إلى التنازلات، اي تنازلات مرحلة أو مستقبلية، بالتأكيد لن تصل حد مقاطعة للكيان الصهيوني.

العملي، أو ما قد يكون من الأفق المستقبلي، استنادا على الراهن :
هل الرئيس الأميركي مستعداً للضغط على حكومة اليمين المتطرف التوراتي الإسرائيلية في ما قد تكون استقرت عليها مشاورات الإدارة الأميركية مع السعودية والإمارات وقطر وكل دول مجلس التعاون الخليجي، اقصد في الملفات الحامية، ملف الحزب العدوانية الإسرائيلية على غزة ورفح والاقتحامات العسكرية اليومة في الضفة الغربية ومحاولات تهويد القدس وتوسيع الاستيطان والتهجير.
.. وفي صورة المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، ودول المنطقة وجوار فلسطين المحتلة، هناك كلام موسع ومحاولات فهم عن إمكانية إعلان الرئيس ترامب عن خطة خاصة بغزة قبيل أو أثناء زيارته لدول الخليج العربي.
.. ليس سرا؛ ما رشح من حراك الديبلوماسية الخليجية الأميركية الأوروبية، أن الواقع، أن ترامب والإدارة الأميركية في مسعى المتغيرات اساسية في الملف الفلسطيني حيث تبذل قطر- ومصر معها- جهوداً كبرى لإقناع حركة "حماس" بأن الوقت حان لدفن مشاريعها في غزة، عبر وضع حلول لإيقاف الحرب وإعادة إعمار قطاع غزة ورفح، وفق الخطة المصرية العربية التي تعتمد الدول الخليجية، والعالم، إيقاف حرب الإبادة الجماعية والتهجير ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية، نقطة اساسية، لكنها حرجة (..) فلسطين حاضرة بامتياز في مشروع "صفقة القرن" التي ستأخذ موقعاً لافتاً أثناء زيارة ترامب إلى المنطقة والتي يريد جميع الدول الخليجية نجاحها، بحسب تحليل درغان في النهار، وهو ذات ما يطلقها الإعلام الإسرائيلي مرحليا .


.. قد يكون من الجيد أن نترك نقاط الاجتهاد، من واقع التفاؤل؛ الشراكة الأميركية- السعودية، أو الأميركية الخليجية، لن تكون الا عبر المفتاح العربي القومي والإسلامي حفاظا عن الأمن الوطني القومي العربي، والإقليمي والعمق الجيوسياسي.. هذا عموما، دلالة ان للولايات المتحدة في المنطقة و الشرق الأوسط، مكانة ونفوذها، لكن ضمن ان جبهات الحرب، جعلت شعوب المنطقة في حالة ترقب وغليان.

.. بداية الجولة الخليجية، تؤشر ان ترامب، يعد بأن السعودية ستكون لها مكانتها التقليدية والمستقبل ية، في لعب دور المسهِّل للحوار والمباحثات الدولية في استضافةٍ دائمة. ستستمر عمان في تيسير المفاوضات الأميركية- الإيرانية. وستستمر قطر في العمل على فك عقدة "حماس" كي يكون في الإمكان الدفع بفلسطين إلى الأمام، وفق بعض التحليلات المتباينة المصادر،التي أشارت إلى مكانة الإمارات وقطر في هذا الوضع الجيوسياسي والأمني والاقتصادي، تحديدا في ملف إيقاف الحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة ورفح، وتحقيق رؤية وخطة إعمار غزة بأيدي اهلها وسكانها، عدا عن حل الدولتين، وفق المبادرة العربية على للسلام، التي تنص ان الدولة الفلسطينية، تكون على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية .
*توماس فريدمان المرشد لترامب!

قال في مقالته العنيدة-عند سياسي أيديولوجية، لكنه ضمن مصالحه-في صحيفة نيويورك تايمز، يرش الرئيس الأمريكي ترامب :
نتنياهو ليس صديقا لأمريكا ويريد تحويل غزة إلى فيتنام على البحر المتوسط.
فريدمان، حدد نشر المقال قبيل ايام من جولة ترامب الخليجية، ونعلم ان فريدمان، صحفي أميركي، يحمل أيضا الجنسية الإسرائيلية، وهو ساهم في تغطية قضايا المنطقة وفي صياغة مبادرة السلام العربية.

فريدمان، قال عبر نيويورك تايمز :"هذه الحكومة الإسرائيلية ليست حليفة لنا”، وجاءت مقالته على شكل رسالة موجهة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بدأها بالقول إنه دعم عددا من المبادرات التي اتخذها ترامب منذ بدء ولايته الثانية باستثناء الشرق الأوسط و”حقيقة أنك مسافر إلى هناك الأسبوع المقبل واجتماعك بقادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر، وأنك لا تخطط لمقابلة - السفاح - نتنياهو في إسرائيل، تشير لي إلى أنك بدأت تفهم حقيقة حيوية: وهي أن هذه الحكومة الإسرائيلية تتصرف بطرق تهدد المصالح الأمريكية الأساسية في المنطقة. نتنياهو ليس صديقنا”.

فقد اعتقد-السفاح - نتنياهو بأنه قادر على التعامل مع ترامب كأحمق و”هذا هو السبب الذي يجعلني معجبا بالطريقة التي أشرت بها إليه من خلال مفاوضاتك المستقلة مع حماس وإيران والحوثيين، بأنك [يا نتنياهو] لا تملك أي سلطة علي، وأنك لن تكون كبش فداء في يده، ومن الواضح أنه في حالة ذعر”. ويعتقد فريدمان أن الشعب الإسرائيلي لا يزال ينظر إلى نفسه بصفة عامة باعتباره حليفا ثابتا للشعب الأمريكي، والعكس صحيح.

ولكن هذه الحكومة الإسرائيلية المتطرفة القومية المسيانية ليست حليفة لأمريكا. لأن هذه هي الحكومة الأولى في تاريخ إسرائيل التي لا تضع في أولوياتها تحقيق السلام مع المزيد من جيرانها العرب والفوائد التي قد يجلبها المزيد من الأمن والتعايش المشترك. فأولويتها هي ضم الضفة الغربية وطرد الفلسطينيين من غزة وإعادة إقامة المستوطنات الإسرائيلية هناك.

ويقول فريدمان إن حقيقة متابعة حكومة نتنياهو هذه الأجندة المتطرفة، تجعلها خطرا على المصالح الأمريكية.

.. وهو اكد:
عدم سماح ترامب لنتنياهو بأن يسيطر عليه ويتلاعب به كما فعل بقية الرؤساء الأمريكيين يعتبر رصيدا له، ولكن من المهم الدفاع عن النظام الأمني الذي بناه وصممه أسلاف الرئيس الحالي بالمنطقة

ومع ذلك، فعدم سماح ترامب لنتنياهو بأن يسيطر عليه ويتلاعب به كما فعل بقية الرؤساء الأمريكيين يعتبر رصيدا له، ولكن من المهم الدفاع عن النظام الأمني الذي بناه وصممه أسلاف الرئيس الحالي بالمنطقة.

وتعود بنية التحالف الأمريكي- العربي إلى إدارة ريتشارد نيكسون ووزير خارجيته هنري كيسنجر واللذين أسسا له بعد حرب تشرين الأول/ أكتوبر عام 1973، بهدف إبعاد روسيا وجعل أمريكا القوة العالمية المهيمنة في المنطقة، وهو ما خدم مصالحها الجيوسياسية والاقتصادية منذ ذلك الحين.

يعود فريدمان هنا، وهذا مهم إلى بعض شواهد التاريخ :
أدت دبلوماسية نيكسون-كيسنجر إلى صياغة اتفاقيات فك الارتباط بين إسرائيل وسوريا ومصر في عام 1974. وأرست هذه المبادئ الأساس لمعاهدة كامب ديفيد للسلام. كما عبدت كامب ديفيد الأساس لاتفاقيات أوسلو للسلام، وكانت النتيجة منطقة تسيطر عليها أمريكا وحلفاؤها العرب وإسرائيل.

إلا أن هذا البنيان الإستراتيجي اعتمد في جزء كبير منه على التزام أمريكي- إسرائيلي بحل الدولتين، بشرط التزام الفلسطينيين الاعتراف بوجود إسرائيل وأن تكون دولتهم منزوعة السلاح.

إلا أن حكومة نتنياهو جعلت ضم الضفة الغربية أولويتها عندما وصلت إلى السلطة في أواخر عام 2022 وقبل وقت من هجوم حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، بدلا من الالتزام بنظام الأمن والسلام الأمريكي للمنطقة.

وقد توسلت إدارة جو بايدن ولعام تقريبا إلى نتنياهو أن يفعل شيئا واحدا لأمريكا ولإسرائيل: الموافقة على فتح حوار مع السلطة الفلسطينية حول حل الدولتين يوما ما مع سلطة مصلحة، مقابل تطبيع السعودية للعلاقات مع إسرائيل. ومن شأن ذلك أن يمهد الطريق أمام إقرار الكونغرس لمعاهدة أمنية بين الولايات المتحدة والسعودية لموازنة تأثير إيران وتجميد الصين.

وقد رفض نتنياهو الطلب لأن دعاة التفوق اليهودي المتطرفين في حكومته قالوا إنه إذا فعل ذلك فإنهم سيسقطون حكومته. ومع محاكمة نتنياهو بتهم متعددة بالفساد، فإنه لا يستطيع أن يتخلى عن حماية كونه رئيسا للوزراء من أجل إطالة أمد محاكمته ومنع إمكانية الحكم عليه بالسجن. ولكل هذا، يقول فريدمان، فإن نتنياهو يضع مصالحه الشخصية فوق مصالح إسرائيل وأمريكا.

ويعتقد الكاتب أن تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية، القوة الإسلامية الأكثر أهمية، والقائم على أساس الجهود الرامية إلى التوصل إلى حل الدولتين مع الفلسطينيين المعتدلين، كما يقول، من شأنه أن يفتح العالم الإسلامي بأكمله أمام السياح والمستثمرين والمبتكرين الإسرائيليين، وأن يخفف التوترات بين اليهود والمسلمين في جميع أنحاء العالم، وأن يعزز المزايا الأمريكية في الشرق الأوسط التي بدأها نيكسون وكيسنجر لعقد آخر أو أكثر.

.. وفي تعميم، قال فريدمان: محاولات السفاح نتنياهو تضليل الجميع على مدى عامين، دفعت الأمريكيين والسعوديين لاتخاذ قرار لاستبعاد إسرائيل من الصفقة، وهي خسارة للإسرائيليين والشعب اليهودي

ويضيف أن محاولات-السفاح- نتنياهو تضليل الجميع وعلى مدى عامين، دفعت الأمريكيين والسعوديين لاتخاذ قرار لاستبعاد إسرائيل من الصفقة، وهي خسارة للإسرائيليين والشعب اليهودي، كما يقول.

وأشار فريدمان إلى ما نشرته وكالة أنباء "رويترز” يوم الخميس الماضي من أن "الولايات المتحدة لم تعد تطالب السعودية بتطبيع العلاقات مع إسرائيل كشرط لإحراز تقدم في محادثات التعاون النووي المدني”.

وفوق كل هذا، تدهور الوضع للأسوأ، حيث يستعد نتنياهو لإعادة غزو غزة من خلال خطة لحصر السكان الفلسطينيين هناك في زاوية صغيرة، على البحر الأبيض المتوسط ​​من جهة والحدود المصرية من جهة أخرى. وفي الوقت نفسه يعمل على ضم الأراضي بحكم الأمر الواقع وبسرعة أكبر ونطاق أوسع في الضفة الغربية.

ومن خلال القيام بذلك، فإن الحملة الجديدة ستؤدي إلى المزيد من اتهامات جرائم الحرب ضد إسرائيل (وخاصة ضد رئيس أركان جيشها الجديد، إيال زامير) حيث يتوقع نتنياهو أن توفر إدارة ترامب الحماية له.

وفي الوقت الذي لا يتعاطف فيه فريدمان مع حماس ويحملها مسؤولية المعاناة في غزة، إلا أنه يقول إن خطة نتنياهو لإعادة غزو غزة لا تهدف إلى تقديم بديل معتدل لحماس بقيادة السلطة الفلسطينية، بل من أجل احتلال عسكري إسرائيلي دائم، وهدفه غير المعلن هو الضغط على جميع الفلسطينيين لحملهم على الرحيل. وهذه وصفة لتمرد دائم، فيتنام على البحر الأبيض المتوسط.

وفي كلمة له في 5 أيار/مايو أمام مؤتمر رعته الصحيفة الصهيونية الدينية "باشيفا”، تحدث بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف، مثل رجل لا يهتم على الإطلاق بما يفكر به ترامب: "نحن نحتل غزة من أجل البقاء”، كما قال، و”لن يكون هناك دخول وخروج بعد الآن”، وسوف يتم حصر السكان في أقل من ربع مساحة قطاع غزة.

وكما أشار الخبير العسكري في صحيفة "هآرتس” عاموس هرئيل: "بما أن الجيش سيحاول تقليل الخسائر، يتوقع المحللون أن يستخدم قوة عدوانية جدا، مما سيؤدي إلى أضرار جسيمة في البنية التحتية المدنية المتبقية في غزة. كما أن نزوح السكان إلى مناطق المخيمات الإنسانية، إلى جانب النقص المستمر في الغذاء والدواء، قد يؤدي إلى المزيد من الوفيات الجماعية بين المدنيين، وقد يواجه المزيد من القادة والضباط الإسرائيليين إجراءات قانونية شخصية ضدهم”.

ويعلق فريدمان أنه لو تم تنفيذ هذه الإستراتيجية، فلن تؤدي فقط إلى إثارة المزيد من اتهامات جرائم الحرب ضد إسرائيل، بل أنها ستهدد حتما استقرار الأردن واستقرار مصر. فهذان البلدان المهمان للتحالف الأمريكي في الشرق الأوسط يخشيان أن يسعى نتنياهو إلى دفع الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية إلى بلديهما، وهو ما من شأنه بالتأكيد أن يؤدي إلى تأجيج عدم الاستقرار الذي قد يمتد عبر حدودهما حتى لو لم يفعل الفلسطينيون أنفسهم ذلك.

وهذا أمر غير مريح، حيث نقل عن هانز ويكسل، المستشار السياسي البارز السابق للقيادة المركزية الأمريكية: "كلما بدت الأمور أكثر يأسا بالنسبة للتطلعات الفلسطينية، قل الاستعداد في المنطقة لتوسيع التكامل الأمني ​​بين الولايات المتحدة والدول العربية وإسرائيل، والذي كان من الممكن أن يضمن مزايا طويلة الأجل على إيران والصين، ودون الحاجة إلى ما يقرب من نفس القدر من الموارد العسكرية الأمريكية في المنطقة للحفاظ عليها”.

وختم فريدمان مقالته بتذكير الرئيس بحدسه المستقل(..) والذي يجب أن يتبعه، وإلا فإن أحفاده اليهود سيكونون من الجيل الأول من أطفال اليهود الذين سينشأون في دوله يهودية منبوذة، في إشارة لزواج ابنته من مقاول عقارات يهودي، أي جارد كوشنر.

وأنهى فريدمان، بإصرار إلى ما ورد في افتتاحية صحيفة "هآرتس” بتاريخ 7 أيار/مايو: "يوم الثلاثاء، قتلت القوات الجوية الإسرائيلية تسعة أطفال، تتراوح أعمارهم بين 3 و14 عاما حيث قال الجيش الإسرائيلي بأن الهدف كان "مركز قيادة وسيطرة لحماس”، وأنه "اتخذت خطوات للحد من خطر إيذاء المدنيين غير المتورطين”. يمكننا الاستمرار في تجاهل عدد الفلسطينيين في القطاع الذين قتلوا، أكثر من 52,000، بينهم حوالي 18,000 طفل، والتشكيك في مصداقية الأرقام واستخدام جميع آليات القمع واللامبالاة والنأي بالنفس والتبرير. لن يغير أي من هذا الحقيقة المرة، هذا ما اقترفته أيدينا، يجب ألا نغض الطرف: أوقفوا الحرب”.

*الإدارة الأميركية تطلق بعض الأفكار المرنة تجاه سلاح حماس.


مصادر وتسريبات إعلانية ودبلماسية، تكلمت خلال الأسبوع الماضي عن جهود مصر، وقطر، والوسيط الأميركي في شأن الوساطة الرامية إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة،.. ويبدو ا إن موقف الإدارة الأميركية، قريب بشكل ما(..) لإنهاء الحرب، ما أظهر تحول جذري خلال الأيام الماضية، لجهة إبداء المرونة في ما يتعلق بحصر سلاح حركة المقاومة الإسلامية حماس وإبعاد قيادات وعناصر المقاومة من القطاع إلى الخارج، لكن في مقابل إطلاق "حماس" لكل الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة.

صحيفة "العربي الجديد"، القطرية قالت إن ممثلي الإدارة الأميركية المعنيين بالمفاوضات، أبدوا خلال الاتصالات المستمرة مع الوسطاء المصريين، على مدار اليومين الماضيين، قبولاً بأفكار إطارية لتأجيل البت بفرض رقابة صارمة على سلاح المقاومة الفلسطينية وتسليمه، وعلى رأسها "حماس"، إلى ما بعد تنفيذ أي اتفاق يتم التوصل إليه لإنهاء الحرب على غزة.
.. وهي لفتت إلى تصريحات المسؤولين الأميركيين، أبدوا أيضاً قناعة بعدم قابلية تنفيذ قرارات إبعاد أو نفي قيادات الأذرع العسكرية للمقاومة أو مقاتلي تلك الأذرع إلى خارج القطاع لاعتبارات عدة، من أبرزها تخوفات الدول التي يُحتمل نقل عناصر المقاومة الفلسطينية إليها، وضخامة الأعداد المطروح إبعادها من غزة وفقاً لمحددات الجانب الإسرائيلي، والتي تراوح ما بين ثلاثة آلاف وخمسة آلاف قائد ومقاوم فلسطيني.

كما أن، المتغيرات التي يبدو أنها تترافق مع قرب بدد وصول الرئيس الأمريكي ترامب إلى الخليج العربي، فقد عمد الجانب الأميركي إلى أبداء في التمسك بإطلاق سراح كل الأسرى الإسرائيليين الذين ما زالوا على قيد الحياة، وتسليم الجثامين الموجودة لدى المقاومة دفعة واحدة وفي وقت واحد
مصادر الصحيفة القطرية، ركزت على أن الدائرة الضيقة القريبة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب والمعنية بملف غزة، باتت مقتنعة بعدم جدوى السياسة التي يتبعها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في خصوص تحرير المحتجزين عبر الضغط العسكري.

*مقتل ثلاثة أسرى بسلاح جيش الاحتلال.

جيش الكابنيت والشاباك، ومنصات الإعلام الإسرائيلي افادت بمقتل 3 أسرى بعدما ظلوا أحياء تحت قبضة المقاومة الفلسطينية، وذلك عقب استئناف جيش الاحتلال الإسرائيلي العمليات العسكرية في القطاع منذ 18 آذار/مارس الماضي، وتعرض حياة المحتجز الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأميركية عيدان ألكسندر للخطر، بعد إصابته أخيراً إثر قصف جيش الاحتلال الموقع الذي يحتجز فيه لدى "كتائب القسام".
.. الحدث الذي طال الأسرى الإسرائيليين في غزة، واجهة الإدارة الأميركية، مع عملهم على تعيين ملفات الجولة الرئاسية، وكذلك انعكس الأمر، وفق ما أشارت الدول الوسطاء، إلى حالة من التفاؤل بين الوسطاء بشأن إمكانية التوصل إلى حل شامل خلال مدى زمني قريب، لا سيما في ظل استعداد "حماس" لإطلاق سراح كل المحتجزين الإسرائيليين في غزة دفعة واحدة، وأيضاً إمكانية صياغة تصور مقبول في شأن ضبط سلاح المقاومة وحركة عناصرها عقب التوصل لاتفاق.
.. لست مع التفاؤل ولا مع الاعتياد على السياسات التقليدية التي تحكم العلاقات الأميركية العربية أو الأميركية الخليجية من فهم سياسي أمني اقتصادي، العلاقة يجب أن تكون متوازنة، أساسها الدرَول المحورية الفاعلة عمليا وتاريخي مع القضية الفلسطينية، ومع أكثر من ١٨ شهرا من الحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، اقصد هنا الجهد السياسي والأمني والاغاثة والتنسيق المشترك بين مصر والأردن، وإنجاز خطة إعمار غزة.
.. قد يكون ترامب اعتمد على طرق الإدارة الأميركية والبنتاغون في إدارة الملفات السياسية من جولته الخليجية، لكن المجتمع الدولي يترقب.. ليس من ترامب وحده، بقدر ما سيكون أيضا من الدرب الخليجية في هذه المرحلة من تاريخ الصراع مع العدو الصهيوني، ومع الغرب ومع ترامب في ولايته الثانية.. الايام قادمة. ــ الدستور
*huss2d@yahoo.com

مواضيع قد تهمك