الأخبار

ابراهيم قبيلات يكتب : رهف عياد

ابراهيم قبيلات يكتب : رهف عياد
أخبارنا :  

هذه رهف عياد. هل رأيتها يوما تلعب مع طفلتك الصغيرة امام بيتك؟ او ربما هي صديقة مقربة لشقيقتك (اخر العنقود) الدلوعة التي حولت بيتك لتاء تأنيث مدهشة؟
في الغالب لم ترها يوما لان رهف طفلةفلسطينية تقيم في غزة.
رهف تبلغ من العمر 12 سنة، ما يعني انها عاشت كل حياتها في الحصار المفروض على غزة منذ نحو العشرين عاما.
لكن العشرين عاما شيء، والعام والنصف الماضي شيء اخر.
حتى لقمة طعام لم تعد متوفرة في القطاع المحاصر بقوة الاسلحة الامريكية والدبلوماسية الاوروبية الامريكية والحلفاء الامريكيين.
حتى الأمم المتحدة تحولت الى ما يشبه هيئة احصائية تعد اعداد القتلى والجوعى ولا تجرؤ على القيام بشيء امام مشغّلها الامريكي والاوروبي.
مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية يقول ان 65% من سكان غزة لم يعودوا قادرين على الحصول على مياه نظيفة للشرب أو الطهي.
والمكتب يقول ايضا‏ 92% من الأطفال الرضع بين عمر 6 أشهر وسنتين – مع أمهاتهم – لا يحصلون على الحد الأدنى من احتياجاتهم الغذائية الأساسية.
وأمينها العام أنطونيو غوتيريش منزعج لان لا نهاية تلوح في الأفق للقتل في غزة ويقلق من التصريحات الإسرائيلية حول استخدام المساعدات الإنسانية كأداة عسكرية.
هذا كل ما يقدر عليه الرجل. وسط منظمة اسست اساسا لحماية مصالح امريكا والدول الاوروبية أولا.
إن حفلة اطلاق نار في فرنسا يسقط فيها شخص واحد قادرة على أن تجلب ادانات الارض وترتيبات امنية عالمية لضمان عدم تكرار ذلك.
في غزة الدم مسلم. لا شيء يستوجب اكثر من القول انهم يقلقون ويدينون. اما اذا كان الحدث فظيع فإنهم سيضيفون جملة (ادين بأشد العبارات).
ماذا كان سيقول محمود درويش لو كان حاضرا وسط مجاعة غزة؟
ذات قلم كتب: وأنت تعد فطورك، فكر بغيرك... (لا تنس قوت الحمام) ماذا سيقول والاطفال في غزة لا يجدون ما يأكله الحمام.
من المستحسن انه ليس حاضرا بيننا. كنا سنقرأ ما كتب عن جزع غزة فنجزع للكلام ونرى ان جزعنا فعل وطني كاف ثم نعود لمنازلنا وقد مسحت عنا القصيدة شعورنا بالعار.
ليبق العار غيمة تظلل جباهنا. ليبق طائف الخزي عباءة نتلحف بها كلما شعر ذكورنا بالرجولة. فرجالنا أحق بتاء التأنيث من رهف.ــ نيسان

مواضيع قد تهمك