الأخبار

م. فواز الحموري : من أجل أطفال غزة

م. فواز الحموري : من أجل أطفال غزة
أخبارنا :  

بمحبة ومودة وترتيبات وإجراءات تليق بتوجيهات جلالة سيدنا الملك عبدالله الثاني -حفظه الله ورعاه – بدأ مركز الحسين للسرطان استقبال المجموعة الأولى من أطفال غزة المصابين بالسرطان لتلقي العلاج والرعاية والاهتمام برفقة أفراد من أهاليهم.

نقل لي قريب وصديق انطباعه لدى زيارة طفلة من براعم غزة ومشاهدته وفخره بما يقدمه الأردن ومؤسساته وشعبه للأهل والأشقاء من غزة وحجم الاهتمام المقدم لهم وفاء وتقديراً لدعم صمودهم ورفع الهمة.

لعل مساهمة الأردن في الوقوف مع الأهل والأشقاء في غزة وفلسطين تحتاج إلى وقفات مطولة لبيان الكثير من المساعدات الإنسانية والطبية والغذائية والمعونة والدعم والذي هو من صميم الخلق الأردني الأصيل تجاه واجب مشرف وحق من حقوق الإخوة والأشقاء والبلسم لتضميد الجراح ورسم البسمة على الوجوه.

ينأى الأردن عن إظهار ما يقدم ويدعم على المستوى الرسمي والشعبي وما يتحمل لقاء مواقفه من جميع ما يحصل في غزة والضفة الغربية وما يطالب به الشعب الفلسطيني من حق مشروع لإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

عودة للأحبة والأعزاء من أطفال غزة، فقد علمت بما تقدمه الدولة الأردنية من استضافة كل طفل وطفلة مع مرافق في فندق من فنادق العاصمة شاملا المنامة والأكل والشرب والمواصلات مؤمنة من وإلى الفندق والمستشفى ذهابا وإيابا وصرف بطاقة هاتف للمريض ومرافقه وترتيب لجولات ترفيهية ورحلات، هذا عدا تكاليف العلاج كاملة.

بالطبع لنتصور حجم التكلفة المترتبة على ذلك ومقدار الرعاية المقدمة والتي سوف تقدم لـ2000 طفل من أحبابنا في مركز الحسين للسرطان من خلال جهاز طبي وإداري نفتخر به ونعتز للمستوى المتقدم الذي وصل إليه على مستوى العالم.

لن نتحدث عن مواقف الأردن تجاه غزة (وذلك حق) ولكن لا بد من الإشارة إلى جملة من المحطات الإنسانية العامة والتي كانت السند والعون لصمود الأهل في غزة خلال الفترة الماضية وما تزال من مدد غذائي ومعنوي وطبي وإغاثي وصل على الفور إلى أرض الواقع من الجو والأرض والمستشفيات الميدانية والتبرعات الشعبية والرسمية ضمن مقومات وأسس سليمة ومناسبة ومقدرة.

لم يدخر الأردن على مستوى الدولة والشعب أي جهد للوقوف إلى جانب الأشقاء في غزة وفلسطين وأعلن موقفه الثابت دون خوف وتردد وعلى المنابر كافة وظل على عهد الوفاء والواجب يعمل ويحاول دون كلل وملل.

لعل ما واجه ويواجه الأهل في غزة عظيم ويحتاج لدعم صمودهم والتصاقهم وبقائهم على ترابهم الوطني الطهور ويتطلب عناية خاصة للاهتمام بالكثير من الأوضاع والظروف القاسية سواء في قطاع الصحة والتعليم والخدمات والتي تحتاج لفعل حقيقي ومساعدة وعلاج وتعهد ورعاية، وهذا ما يقدمه الأردن الأقرب للأشقاء من عون وحماية ومساعدة.

الحديث عن المستشفات الميدانية الأردنية ليس في غزة وفلسطين ولكن حول العالم مفخرة، وأمس شاهدت صورة لطبيب أردني تحدث عن تجربته خلال عملية ولادة قيصرية لسيدة في الخارج من خلال مستشفى ميداني أردني في افغانستان عمرها أكثر من عشرين عاما، ولنتصور حجم العون لتلك السيدة ومولودتها في ظل ظروف قاسية وتحت القصف.

تحية لكل جهد أردني مخلص يقدم من أجل أطفال غزة المصابين بالسرطان على وجه الخصوص وتلقي علاجهم في عمّان ومركز الحسين للسرطان، هذا هو الأردن الذي نفخر به ونعتز بقيادته وشعبه ومؤسساته وأجهزته الوطنية.

وتحية خاصة لأسرة مركز الحسين للسرطان وكافة العاملين فيها، لكم التقدير والأجر والاحترام والامتنان والعرفان، دمتم بالف خير. ــ الراي

fawazyan@hotmail.co.uk

مواضيع قد تهمك