نسيم عنيزات : دوافع لقاء المسؤول الأمريكي مع حماس وتأثيره على المشهد القادم

يبدو ان لقاء المسؤول الامريكي مع وفد من حماس الاسبوع الماضي في الدوحة بحجة التفاوض بشأن الأسرى الإسرائيليين يحمل رسالة قوية للسلطة الفلسطينية ويوجه لها البطاقة الحمراء بانها خارج اي عملية سياسية مستقبلية في غزة والأراضي الفلسطينية.
ورغم ان اللقاء آثار حفيظة المسؤلين الإسرائيليين خاصة رئيسها نتن ياهو وبعض أعضاء حكومته المتطرفين مفرزا حالة من الغضب والغليان غير المعلنين بشكل مباشر من قبل الإسرائيليين، الذين كانو ينظرون إلى الرئيس الامريكي الحالي بأنه الأقرب إلى مخططاتهم، وما يدور باذهانهم، لا بل قد قادهم التفكير وشطح بهم الاعتقاد بأن ترامب سيحارب غزة وحماس نيابة عنهم بعد جملة من التصريحات النارية التي بدأ بها عهده ضد حماس، الا انهم لم يلوحوا بغضبهم بشكل مباشر خشية من غضب الرئيس الامريكي الذي لا يحتمل النقد ولا يقبل النقاش او المجادلة في اي امر يراه يصب في مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية التي أصبح يديرها بعقلية تجارية على مبدأ الربح والخسارة..
كما ان المجاملات وبعض التصريحات المتناقضة والضحكة الإسرائيلية الصفراء الا انها لم تتمكن من إخفاء خوفهم وقلقهم من الخطوة الأمريكية غير المتوقعة التي غيرت المزاج وقلبت الموازين الإسرائيلية، والتي ستفرز معادلاتها الجديدة نتائج مختلفة وغير متوقعة في غزة وفلسطين والمنطقة في ظل المصالح الامريكية.
ومهما كانت النوايا والمساعي الأمريكية نحو ابرام صفقات وعقد اتفاقات وتنفيذ مخططات ليست جديدة كموضوع التطبيع وتنفيذ الممر التجاري الهندي فانه لن يكون ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي او مصالحها، بل سيكون الهدف خدمة الطرفين وتوسيع نفوذهما، وسيكون الخاسر الأكبر السلطة الفلسطينية التي قدمت الكثير من حسن النوايا لنيل الرضى الامريكي الذي بات صعب المنال.
حيث يسابق الامريكان الزمن لإنهاء موضوع غزة باي شكل حتى يتسنى لهم الانتقال إلى المرحلة الثانية لتحقيق الأهداف التي أشرنا إليها سابقا.
فالادارة الأمريكية الحالية ليس لديها صبر كما ان سياستها لا تعتمد على النفس الطويل ولا تتبع أسلوب ما فوق لطاولة ليس كالذي تحتها، بل تتبع سياسة اللعب على المكشوف نحو تحقيق أهدافها وعقد صفقاتها وباسرع وقت، دون اعتبار لأي امور او قضايا أخرى، اي بمعنى «غضب من غضب ورضي من رضي».
وخلال فترة ولايته التي لم تتجاوز الشهرين فان ترامب يحمل أكثر من بطيخة بيد واحدة ويرغب بأن يراه الشعب الامريكي وان يثبت لهم بأنه قادر على ذلك دون ان تسقط واحدة منها. ــ الدستور