الأخبار

خلدون ذيب النعيي : نشميات الوطن وهن يؤكدن في يوم المرأة صدق وجمال عطائهن

خلدون ذيب النعيي : نشميات الوطن وهن يؤكدن في يوم المرأة صدق وجمال عطائهن
أخبارنا :  

رغم الهدف الذي وجد منه يوم المرأة العالمي في الثامن من آذار من عام كمناسبة لتكريم المرأة اعترافاً وعرفاناً من المجتمع ومحيطها العملي والعائلي لعطائها الدائم، فتجد البعض من أرباب العمل يقوم في هذا اليوم بتسليم دفة القيادة بشكل في هذه اليوم لأحدى موظفاته فيما تقيم الأسر احتفالاً تتلقى فيه الأم والزوجة والابنة هدايا من الأب والزوج والأخ كونها ريحانة البيت ودينمو العمل فيه ومتابعة شؤون العائلة واحتياجاتهم، وما أن ينقضي هذا اليوم حتى تعود المرأة لجهادها الوظيفي والمهني والعائلي الأعتيادي كرقم صعب يستحيل تجاوز دوره، وبعض السيدات كان يوم المرأة لهن يوماً لتأكيد العطاء الصادق بعيداً عن أي مجاملات فالعمل لهن رسالة أكثر منه وظيفة لها وقتها الزمني المحدد.
الدكتورة وجدان البدارين مديرة التنمية الاجتماعية في البادية الشمالية الغربية من هولاء السيدات فقد كان يوم المرأة هذا العام بالنسبة لها يوماً يستمر فيه عطائها العملي كرسالة حملتها كإنسانة وامرأة هي الأقدر على تحسس حاجات العائلات والاسر في أتساع البادية الشمالية، ففي هذا اليوم الذي تصادف فيه شهر رمضان المبارك مع الاجواء الشتوية الباردة الماطرة التي عمت بخيرها الوطن وباديته الشمالية فقد كانت هذه السيدة تجول على الأسر البدوية المختلفة في هذا الشهر الكريم في بيوت الشعر ومنازلها وتتفقد احوالها في ضوء المطر والبرد الشديد، فتزود الاسر المحتاجة بحاجاتها الغذائية والاغطية والفرشات التي تحتاجها فهي أبنة البادية وتعي جيداً احتياجات البدو في هذه الظروف سيما أن كثير منهم يعيش في مناطق بعيدة عن المدن والبلدات وتعلم مدى احتياجهم لما يسند قوامهم بما يسد احتياجاتهم المختلفة.
الدكتورة وجدان البدارين هذه السيدة التي تابعتها وتابعها الجميع بأخبار نشاطها وتواصلها العفوي مع الرجال والسيدات كبار السن من ابناء البادية، فقد كان منطلق عملها العفوية الصادقة بالتعامل معهم وسماع مطالبهم وهي تخاطبهم بلسانها البدوي الجميل العفوي بـ «يوما ويوبا ما يصير غير خاطرك»، وهي هنا كان عطائها الأول الطمأنينة والثقة فهي بطبعها الأنثوي ابنة وأم ترى فيهم والديها وترى في ابنائهم ابناء لها تسر بالمساعدة في تلبية احتياجاتهم أكثر من مساعدة أسرتها الخاصة، نعم وبلا شك فهنا تبرز جمالية العطاء وصدقه بعيداً عن غريزة الامومة والبنوة في التعامل مع الأهل، لأجل ذلك كان الثامن من آذار هذا العام بالنسبة لوجدان يوماً تؤكد فيه العطاء وهي تتفقد مضارب البدو منذ الصباح لساعات متأخرة في الليل رغم الصيام والمطر والبرد الشديد.
وجدان البدارين هنا هي مثال حي وصادق للنشميات الاردنيات المعطاءات وهن كثر في مختلف المواقع، فهي بمثابة أيقونة أردنية الذي استطاعت توليف واجب العمل والوظيفة برسالة النفس والذات فكان الناتج هنا عمل صادق برسالته بعيداً عن الحاجة للشكر والدلالة من أي أنسان، فهذا ديدن المرأة في عطائها هل سمعتم يوماً عن أم طالبت أسرتها ثمن لجهودها فيهم أو ابنة طالبت أبويها بثمن لبرها لهم..؟!، فكل 8 آذار ولوجدان ومثيلاتها ولكل مجتمع نون العزم والتضحية والجمال في مختلف مواقعهن دوام الخير والأمل والعطاء والاحترام. ــ الدستور

مواضيع قد تهمك