الأخبار

ابراهيم عبد المجيد القيسي : نار سوريا

ابراهيم عبد المجيد القيسي :  نار سوريا
أخبارنا :  

في كل يوم، ومع كل حدث مؤسف يجري على امتداد مساحة الأراضي العربية، وجوارها، نحمد الله على النعمة التي نرفل بها في الأردن، وفي كل وقت نعبر عن أسفنا عما تؤول إليه حال العرب، في بلدان عربية شقيقة كثيرة، وهذه النعمة من الأمن، والتلاحم الوطني، مقيمة تماما في بلادنا، واستمرارها، يستحوذ على اهتمام المملكة، ملكا وحكومات وأجهزة أمنية ودفاعية، ومهما بلغت درجة التشاؤم من سوء احتمالات تأثير الأحداث الخارجية علينا، إلا أننا كشعب أردني نقي، نلتقط الرسائل المشفرة والدسائس، ونحكّم عقولنا وضمائرنا ونتجاوز مخاوفنا، بمزيد من التلاحم والتوحد، استعدادا لأية مجابهة محتملة، مع الأخطار الخارجية أو الداخلية..
ونقول هذا؛ في ظرف نرى فيه تداعيات الأحداث في سوريا العظيمة، الجارة العربية القومية التي صمدت دهرا في وجه المحاولات العدوانية الكثيرة، وأصبحت اليوم تعيش أسوأ كوابيسها، التي تهدد وجودها كدولة عربية جارة شقيقة، واحدة موحّدة في وجه أعدائها والطامعين الكثر.
جولة جديدة من هدر الدم العربي السوري البريء، حدثت، وما زالت تلقي بظلالها السوداء على مستقبل سوريا ومستقبل المنطقة كلها، ونزف الدم السوري البريء ثانية أو ربما عاشرة، وتكاثر القتل والاغتيال للأبرياء، وما زالت الصور المفزعة تتدفق إلينا، على الشكل الذي ينذر بكوارث متسلسلة، لن تتوقف داخل حدود الشقيقة الجريحة.
نار سوريا؛ التي تشتعل متذ عام 2011، لم تنطفىء، وإن لم تجد من يطفئها، ستضطرم أكثر، وتنتشر إلى خارجها، وهنا تقفز اولوية أردنية، تتعلق بحماية أنفسنا وبلادنا من هذه المحرقة الجديدة، وهنا أيضا، تتجلى ميّزة أخرى للأردن، فهو بلد متجانس، لا عرقيات ولا طائفية، ولا شوائب، ومهما امتدت الأيادي الخفية والنجسة في محاولات العبث بالداخل الاردني، فسوف يجري بترها، وحرقها قبل ان تزرع بذور الفرقة والخلافات بين فئات الشعب الأردني، سيما وأن الأردن مستقرة، ويسهر على أمنها المواطن قبل العسكري، والعسكري قبل الحكومات والمؤسسات، هو أيضا يدرك بأن واجبه حماية بيته، الذي هو بلده ومواطنيه..
نأسف حقا على ما يجري حولنا، ويزيدنا استفحال الخطر، تمسكا باستقرار بلدنا، وتعاضد مواطنيه، وحذرهم من عدم الانزلاق إلى أتون المؤامرات النجسة.
عاش الأردن، ولا عاش الجبناء والعملاء والأغبياء.ــ الدستور

مواضيع قد تهمك