الأخبار

نسيم عنيزات : الحالة الأردنية-الفلسطينية يصعب تفكيكها

نسيم عنيزات : الحالة الأردنيةالفلسطينية يصعب تفكيكها
أخبارنا :  

يعتقد البعض بأن حماس أخطأت في عملية طوفان الأقصى بالسابع من أكتوبر من العام قبل الماضي نظرا لما خلفته الحرب الإسرائيلية الانتقامية من خراب ودمار .
وكان أصحاب هذه النظرية يدعون إلى النأي بالنفس عما يجري في غزة وفلسطين والاهتمام بشؤننا الداخلية حفاظا على استقرارنا ومصالحنا الوطنية وتأكيدا لمبدأ الفصل بين الحالتين وحتى لا نغضب أحدا .
دون ادراك مقصود او بحسن نية بأن حالة التشابك بين الحالتين الأردنية والفلسطينية يصعب تجاوزها او فضها ، لما تتضمنه العلاقة او الخريطة الجيوسياسية والديمغرافيا من جوانب مشتركة وجزئيات يصعب انتزاعها او فصلها من حالة تزاوج بدأت مع نشأة الدولة الأردنية.
فالوصاية الهاشمية على المقدسات تعتبر من الثوابت الأردنية التي قدمت وما زالت الكثير للحفاظ والابقاء عليها لتأكيد الشرعية ، وبوابة للدعم من اجل الصمود.
كما ان الروابط الشعبية وخريطة الديمغرافيا بين الشعبين التي كانت احيانا ترفض تسميتها بهذا الاسم- اي الشعبين - تفرض حضورها كأنها شعب واحد بسبب قوة الروابط وتشابك العلاقة بين اهل الضفة والاردن التي يعيش فيها أكثر من 2 مليون من أصول فلسطينية، أعداد كبيرة منهم تحمل ارقاما وطنية وتسلمت مواقع قيادية في الدولة ورئاسة حكومات وإدارة أجهزة ومؤسسات حساسة ومهمة ولها حضور واسع في البرلمان .
وفي المقابل هناك ما يقارب الـ500 الف فلسطيني في الضفة يحملون ارقاما وطنية.
اما الروابط المجتمعية والأسرية فهي موجودة وتفرض نفسها على الواقع ضمن حالة اجتماعية يصعب تجاوزها ويستحيل تفكيكها بعد حالة من الانصهار والاندماج خلال الـ 100سنة من عمر الدولة .
وما أردت أن أشير له من هذه المقدمة ان تحميل حماس مسؤولية ما يجري هو خطيئة تستوجب الاستغفار ومراجعة النفس، لان حركة المقاومة كانت على يقين بأن الاحتلال يحضّر شيئا وانه سيدخل القطاع لا محالة، فبادرت بعملية استباقية وأسر أكبر عدد ممكن كورقة ضغط على الاحتلال وهذا ما تم.
حيث اثبتت حماس أنها كانت على حق .وبنفس الوقت فان المقاومة ضد الاحتلال حق مشروع أكدته جميع المعاهدات والمواثيق الدولية.
وان ما حرى في غزة كان مخططا إسرائيليا أمريكيا بهدف التهجير والتفريغ نحو توسيع الدولة اليهودية وإعلاناها للاحادية، وما كان السابع من أكتوبر الا عاملا في تحديد وقت التنفيذ فقط.
وكنا قد قلنا مرارا حينها ان دعم المقاومة وعدم التخلي عنها ومساعدتها على الصمود هو بوابة النجاة لنا جمعيا لأنها كانت حتما ستفشل المخطط الذي بدأنا الان نتجرع مراراته.
كما ان مشروع التهجير ومدى عبوره يتوقف على الفلسطينيين أنفسهم في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية وهم وحدهم من يملكون مفتاح العبور. ـ الدستور

مواضيع قد تهمك