الأخبار

أ. د. كميل موسى فرام : الأردن القوي الثابت؛ القيادة والشعب

أ. د. كميل موسى فرام : الأردن القوي الثابت؛ القيادة والشعب
أخبارنا :  

فرضت التغيرات الإقليمية الجديدة التي عصفت بالمنطقة والعالم وما أفرزته من تحالفات مستجدة مراجعة للسياسات والمصالح التي تحكم العلاقات بين الدول مع انحياز مؤسف لمصالح السيطرة على روافد الاقتصاد أو فرض هيمنة الاستعمار بحلته الجديدة أحيانا وبعيدا عن الحقوق التي ترتبط بحياة الشعوب ومستقبلها، فالعدالة أصبحت موضوع شكوك ونسبية، والتبرير للتقصير سيد الموقف، والمصالح على رأس الأولويات مهما كان الثمن؛ اختلطت الحقائق مع الوقائع، أصبح الحاضر مقرر التصرف وعلى المتظلم الشكوى بثوب الحسرى وانتظار عامل الوقت لعلى الفرج يكتب بحروف الزمن، بالتزامن مع سياسة الاختفاء خلف أسوار الحقيقة؛ الأنانية هي الحاضرة بكل أصنافها ومسمياتها، وهي التي تحكم سهولة انتقال الولاءات بين التحافات العالمية، خصوصا بظروف الثورة التكنولوجية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي التي رسمت من سراب الخيال لواقع، لكنها لن تمحو من الوجدان الحقوق حتى لو نُقلت بوصية للورثة بعد أجيال.

الأردن في قلب الحدث ومعني بجميع الحلول في المنطقة، حيث هناك ضغوط تمارس للقبول بحلول غير منصفة يفرضها الأمر الواقع أو الرؤيا الأحادية التي تخدم مصالح الأطراف، والأردن كان قد أعلن على لسان جلالة الملك وأكثر من مرة برفضه التهجير لأصحاب الأرض، ورفضه لاستقبال موجة جديدة من اللاجئين لحلول بعيدة عن المنطق، والأردن ليس وطنا بديلاً كما يروج البعض أو يتبنى نظريات فيها درجة من الاستسلام، حتى لو حاول البعض الضغط أو المساومة، فحقائق الأرض والتاريخ لا تتغير بقناعة أو توقيع ورقي لقرار يراه البعض منطقاً حسب أعرافه، فالأردن هو الأردن: بلد عربي مستقل ذات سيادة، له تاريخ عريق، وقد تأسست دولته الهاشمية الفتية على بقعته التاريخية منذ أكثر من مئة عام، وهو المحافظ على استقراره وقوته بعزيمة أبنائه وتضحياتهم، وتلاحم بالدرجة الكاملة مع القيادة التي تعيش هموم الشعب وتعمل على رخاءه، ملحمة ولا أجمل، وقد أصبحت المرجع ومضرب المثل للإقتداء وللتذكير عن الأردن العظيم أتكلم.

المطلوب في هذه المرحلة الحساسة والمصيرية التي ستفرز رؤيا للحلول المستقبلية التكاتف وتوحيد الكلمة والجهود على مختلف المستويات، بل يجب نبذ الخلافات التي تتقاطع مع التوجهات جانبا، هناك درجة الاجتهادات الخاضعة لمعايير التقييم لأننا بأمس الحاجة لتسجيل المواقف وترجمتها، فالظلم والغبن لن يستثني أحدا من براكينه، بل سيستخدم هؤلاء الذين خدموه كمقدمة لاشعال لهيب نار الدمار لأحلام الشعوب بأرضها وسيكون هؤلاء أوائل الضحايا بعد انتهاء مرحلتهم االخيانية. الأردن قوي جدا بشعبه وقيادته، هناك انسجام وتوافق وايمان مطلق بالمحافظة على حدوده وتضاريسه التي تأسس عليها، وهناك قناعة ذات أبجديات خالدة يصعب القفز عنها، بأن مصير هذا الوطن يقرره أصحابه، ولن نسمح بأن تكون مصالحه ورقة مساومة؛ حقائق التاريخ هي ثوابت لا مكن للعبث بأحرفها ومعانيها، حتى لو تطوع البعض بترجمة تجافي المعنى الحقيقي، والأرض حق جيني وراثي يسري بدماء الشعوبلا يمكن تغييره حتى بظروف الحاضر.

الأردن بحكم موقعه ودوره التاريخي، والقيادة الهاشمية بقيادة عميد آل البيت والحريصة على رخاء واستقرار شعوب المنطقة كاملة بدون استثناء، وهي الأقرب لاستنباط الحلول المنطقيةلمشاكل مزمنة حان الوقت للمصارحة فيها ودفنها، تدرك جيدا أن البداية الصحيحة بمنطق الحلول تبدأ من المحافظة على حقوق الذات، ليشمل هذا التصور أقطار الدائرة المحيطة بأبعادها، فيحقق السلام المنشود لجميع الشعوب؛ معادلة ذات أطراف يسهل التقارب بينها بنية صافية وواقعية، لن تسمح لأي منها بالتمادي أو الاعتداء على حقوق الغير، وهو المطلب الظاهري للشعوب، وبعكس ذلك، ستبقى دائرة الانتقام تلتهم المقدرات وسيبقى عدم الاستقرار بقالب الخوف هو الحاضر لخطوات الشعوب التي نزفت آمالها وثرواتها بحثا عن الحرية والاستقرار.

للأمانة، أرى في الموقف الوطني الحاضر، تماسكا شعبيا ووحدة مصيرية لدعم جهود القيادة بالمحافظة على صلابة الموقف الأردني النابع من رؤية ثاقبة مبنية على حقائق التاريخ وحقوق الشعوب، مواقف تنسجم مع الرؤية التي تجسد بمضامينها خارطة طريق للازدهار والسعادة التي تتطلع اليها الشعوب، فالحروب والصراعات تحاصرنا بشكل مزدوج، ولكننا قادرون على تجاوزها لأن لنا مصلحة في ذلك. نحن ندرك بفطرتنا وتجاربنا بمحاولات البعض لإختراق صفوفنا ومحاولة زرع بذور الشك والريبة، بل وتقمص البعض دور المنقذ، لكننا الأقوياء بتحالفنا مع القيادة التي وفرت الحماية على أرض الواقع؛ انتماء وطني، جيش مدرب وقوي، أجهزة أمنية قادرة على بسط نفوذها بما يتوافق ومصالح الدولة الأردنية، احترام على مستوى الاقليم والمنطقة والعالم، صاحب سياسات ثابتة مبنة على أسس العدالة التي تكفل الحقوق للجميع، القيادة التي تنتصف قطرة دائرة العناية بمسافة واحدة من الجميع، مدرسة للوطنية والاستقرار والنجاح الشامل، فالأردن المستقل الثابتممثلا بالقيادة والشعب حقيقة غير قابلة للمفاوضة أو المساومة ومن لديه سلسلة أوهام، فعليه الانتحار بزريبته، لأن الواقع عبارة عن مقاصة لتقاطع الأفكار الوطنية التي تذرف حرصا وغيرة ومحبة ونحن نقدرها وندركها بل سنكون السيوف لحمايتها لأن الدفاع عن الوطن يحتل أولويات الحياة لكل منا وللحديث بقية.ــ الراي

مواضيع قد تهمك