أ. د. هاني الضمور : الأردن.. الحصن المنيع في وجه المؤامرات وصمام الأمان للقضية الفلسطينية
الأردن لم يكن يومًا وطنًا بديلاً، ولن يكون كذلك أبدًا. هذه الحقيقة الراسخة ليست مجرد موقف سياسي، بل هي عقيدة وطنية ثابتة تتجذر في وجدان القيادة والشعب الأردني على حد سواء. منذ عقود، والأردن يقف سدًا منيعًا في وجه كل محاولات تصفية القضية الفلسطينية، مدافعًا عن حقوق الشعب الفلسطيني، ورافضًا أي مشاريع تهدف إلى تهجيره أو تغيير هويته الوطنية. الأردن، بقيادته الحكيمة، لم يخن القضية الفلسطينية ولن يخونها، بل ظل في الصف الأول للدفاع عنها، رغم كل الضغوط والابتزازات السياسية والاقتصادية.
عبر التاريخ، لم يتوانَ الأردن عن تقديم الدعم لفلسطين، ليس بالكلام والشعارات، بل بالأفعال والمواقف الثابتة. الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس ليست مجرد التزام دبلوماسي، بل هي مسؤولية تاريخية حملها الأردن بإرادة صلبة، مدافعًا عن هوية القدس في مواجهة محاولات التهويد المستمرة. لم يتاجر الأردن بالقضية الفلسطينية، ولم يجعلها ورقة للمساومة، بل كان ولا يزال الصوت العربي الأكثر وضوحًا في التأكيد على حقوق الفلسطينيين، وعلى رأسها حقهم في إقامة دولتهم المستقلة على ترابهم الوطني.
منذ سنوات، حاولت بعض القوى فرض مشاريع تهدف إلى إنهاء القضية الفلسطينية عبر تصفية حق العودة، وفرض ما يسمى بـ»الوطن البديل»، متجاهلة أن الأردن لا يمكن أن يكون شريكًا في أي مخطط يستهدف فلسطين وشعبها. الملك عبدالله الثاني أكد مرارًا أن «لا للوطن البديل، لا للتوطين، لا لتصفية القضية الفلسطينية»، رافضًا كل الضغوط التي حاولت أن تجعل من الأردن طرفًا في مؤامرات تستهدف حقوق الفلسطينيين. هذا الموقف لم يكن مجرد كلام، بل سياسة رسمية ثابتة دفعت الأردن ثمنها في شكل ضغوط اقتصادية وتهديدات سياسية، لكنه لم يساوم ولم يغير مواقفه تحت أي ظرف.
الشعب الأردني، الذي تربطه بفلسطين روابط الدم والتاريخ والمصير المشترك، لم ولن يكون جزءًا من أي مشروع يستهدف هوية فلسطين. الأردنيون والفلسطينيون إخوة في النضال والكرامة، وموقفهم واضح بأن العدو هو الاحتلال الصهيوني، وليس أي طرف آخر. لا أحد يستطيع أن يزايد على الأردن في موقفه من فلسطين، لأنه كان دائمًا الدرع الذي يحميها من محاولات التصفية، رغم كل ما تعرض له من ضغوط سياسية ومحاولات تشويه مواقفه المبدئية.
الأردن لن يكون خائنًا للقضية الفلسطينية، ولن يسمح بأن يُستخدم كأداة لخدمة المشاريع الصهيونية. فلسطين ستبقى للفلسطينيين، والقدس ستبقى عربية، والأردن سيبقى كما كان دائمًا السند الأقوى لفلسطين، والدرع الذي يحمي حقوقها. من يظن أن الأردن قد يبيع مواقفه أو يغير بوصلته، فهو واهم. الأردن كان وسيبقى الحصن الذي لا يُخترق، والشريك الأصيل في الدفاع عن حقوق الأمة، مهما كانت التحديات. ــ الدستور