محمد داودية يكتب : كي لا تصبح الهجرة خَلاصًا !!
دمّر جيشُ "الدفاع" الإسرائيلي، طيلة 470 يومًا قطاعَ غزة، بجعل الحياة فيه شبه مستحيلة، مما دفع 100 ألف من أبناء القطاع، من القادرين على الدفع، إلى مغادرة وطنهم مُكرهين، على أمل عودة تضاف إلى آمال العودة الكبرى !!
وإن متطلبات العيش والصمود والبقاء التي لم تكن متوفرة لهم، ليست متوفرة اليوم للغزيين الممسكين بأرضهم.
تدعم اجتماعات وزراء الخارجية العرب في القاهرة أمس، الحل الإنساني الواقعي الممكن تطبيقه، الذي يثبت الغزيين في أرض وطنهم بإعادة إعمار قطاع غزة، وتقديم المساعدات الإنسانية والإيوائية ومتطلبات التعافي وإعادة التأهيل، ودعم وجود وجهود الأونروا- وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين.
إذ لا يكفي رفض افكار الرئيس ترامب الاقتلاعية، بل يجب دعم الرفض الأردني والمصري والفلسطيني، بموقف عربي وإسلامي وأوروبي وأممي، لمد أيادي الغوث والإنقاذ لقطاع غزة، لتصبح الحياة في القطاع ممكنة.
والنموذج، هو جسر الغوث الابتكاري الضخم، الذي تقدمه بلادنا العربية الأردنية الهاشمية، طبيًا وإنسانيًا وإعلاميًا وسياسيًا ودبلوماسيًا، بتوجيه وإشراف يومي من ملكنا الحكيم وملكتنا الغالية وولي عهدنا الأمين، منذ 470 يومًا، دون انقطاع أو توقف، الذي تتم مضاعفته حاليًا بعدما أصبحت مضاعفته ممكنة.
يجب الآن أن يتم التصدي العاجل لمذبحة الضفة الغربية المحتلة التي هي مقدمة التهجير والتوسع والضم.
والظلم الفادح المفرط الذي يلحق بالشعب العربي الفلسطيني، ويستهدف نزع هويته الوطنية وحقوقه المشروعة التي كرستها القرارات الأممية، هو الذي أدى إلى عدم استتباب الأمن والاستقرار والسلام في الشرق الأوسط على امتداد نحو قرن دامٍ عنيفٍ.
ان طروحات التهجير الأخيرة؛ لا تهدد الهوية الوطنية الفلسطينية فحسب، بل تهدد الهوية الوطنية الأردنية في الصميم !!
ويجدر التوقف مليًا أمام حقيقة ان الظلم الإسرائيلي المئوي الذي يصيب الشعب العربي الفلسطيني، هو الذي استدعى طوفان الأقصى. وان الاقتلاع والتهجير الذي طرحه الرئيس ترامب، ما هو إلا ظلم على ظلم، وهو ما سيفاقم الظلم القائم، ويحضّر تربة خصبة جديدة لمقاومة الاحتلال، تذكيها دماء الشهداء، الذين تمتلئ قلوب أبنائهم وأحفادهم بمشاعر الكراهية والثأر والانتقام. ــ الدستور