الأخبار

حمادة فراعنة : مهما قيل فهو الانتصار

حمادة فراعنة : مهما قيل فهو الانتصار
أخبارنا :  

أهلًا وسهلاً ومرحبتين، بهذا هتف المستقبلون الفلسطينيون للأسرى المحررين، وبشكل خاص لزكريا الزبيدي، قائد مخيم جنين، أحد أبرز رموز حركة فتح الكفاحية في الضفة الفلسطينية بعد مروان البرغوثي.

أبو عبيدة الناطق بلسان كتائب القسام الحمساوية، أعلن عن استشهاد قيادات حركة حماس، خلال وطوال معركة هجوم قوات المستعمرة على قطاع غزة: محمد ضيف قائد هيئة أركان كتائب القسام، ونائبه مروان عيسى، و رافع سلامة قائد لواء خانيونس، وأيمن نوفل قائد لواء الوسطى، وأحمد الغندور قائد لواء الشمال، وغازي أبو طماعة و رائد ثابت من القيادات الادارية المساندة، وقد تزامن الاعلان عن الاستشهاد، مع عملية الافراج عن الاسرى الفلسطينيين ، كي تكون رسالة واضحة، مفادها أن الافراج عن الأسرى، وثمن استعادة حريتهم، لم يكن مكرمة اسرائيلية، ولم يتم برضى إنساني اخلاقي من قيادات المستعمرة، بل بقرار أُرغم عليه نتنياهو وفريقه الائتلافي الأكثر تطرفاً، مصحوباً برضوخ الجيش والمخابرات، حصيلة عملية 7 أكتوبر، وصمود المقاومة، وفشل قوات المستعمرة في تحرير الأسرى الإسرائيليين، بدون عملية تبادل.

ثمن حرية الأسرى الفلسطينيين «الملوثة أياديهم بدماء الاسرائيليين» هو العمل الكفاحي، والتضحيات من قبل قيادات المقاومة وكوادرها وقواعدها، الذين دفعوا أثماناً باهظة، حتى تحقق الإنجاز بـ: 1-وقف إطلاق النار ، 2-الانسحاب الإسرائيلي التدريجي من قطاع غزة، 3- اطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، ولذلك لا يملك أحد الادعاء أن ثمة فشلا أو إخفاقا مس المقاومة.

صحيح أن الخسائر فادحة على الشعب وعلى المدنيين، حادة، قاسية، وهذا يعود لفاشية وعنصرية وتطرف المستعمرة، التي لا تعرف الرحمة، وليس لها حدود في توجيه الأذى وقتل المدنيين وتدمير حياة الفلسطينيين في قطاع غزة، وها هي تفعل نفس الجرائم و الافعال في الضفة الفلسطينيية، لأن قسوة الاحتلال غير عادية، غير إنسانية ، غير أخلاقية، في القتل والتدمير وفي التعامل الوحشي انعكاس لحالة الحقد الكامنة ليس فقط في نفوس قيادات المستعمرة، بل لدى كوادرهم وقواعدهم، الذين تعاملوا مع الأسرى، قبل الإفراج عنهم بحقد، ووحشية وعدوانية انتقامية، بينما أُفرج عن الأسرى الإسرائيليين بكل احترام، وخرجوا مرفوعي الرأس بكرامة نالوها بمعاملة فلسطينية عربية إسلامية تستحق التوقف، لإدراك الفرق في كيفية التعامل بين إنسانية المقاومة الفلسطينية، وفاشية وأحقاد المستعمرة، إلى الحد أن قوات الاحتلال تمنع المحلات المحلية من بيع الحلويات لأهالي الأسرى في مدن الضفة الفلسطينية.

ليس صدفة، ليس عبثاً، ليس نكاية، أن الأوروبيين الذين صنعوا المستعمرة الاسرائيلية، قبل الدعم الأميركي، أعلنوا عن دعمهم للشعب الفلسطيني، ورفضهم لسياسات المستعمرة وإجراءاتها.

النرويج أعلنت دعمها للاونروا بـ 24 مليون دولار، بما يتعارض مع سياسات الولايات المتحدة وأداتها التنفيذية المستعمرة الاسرائيلية، والمانيا أعلنت عن رفضها لفكرة ترامب في تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.

شعب فلسطين يُحقق إنجازات تراكمية، وعلى قيادات فتح مع حماس أن يدركوا أن الحرية والاستقلال له ثمن وعليهم مع باقي الفصائل أن يدفعوا الثمن، وها هو الشعب يحتفي بمناضلي فتح الذين قضوا سنوات عمرهم في الأسر بعد أن اختاروا طريق النضال، وليس طريق المساومة والصمت والركون للمفاوضات المتوقفة منذ 2014 الى الآن. ــ الدستور

مواضيع قد تهمك