حمادة فراعنة : الفلسطينيون يفتقدون عوامل الانتصار
بينما تُعلن بعض مستشفيات غزة: كمال عدوان والإندونيسي، التوقف عن العمل، وعن عدم قدرتها على تلبية احتياجات أهالي غزة العلاجية، لتعرضها للقصف الإسرائيلي بالطيران والمدفعية والصواريخ والمُسيرات الالكترونية، وبسبب تكرار الهجمات العسكرية عليها مستهدفة المنظومة الصحية، وجعلها لا تستجيب لمتطلبات الخدمة.
بهذا الوقت، وفي ظل هذه المعطيات تتقدم إدارة الرئيس بايدن من الكونغرس بمجلسيه النواب والشيوخ، في عرض صفقة بيع سلاح للمستعمرة تتضمن ذخائر طائرات، وقذائف مدفعية، ورؤوساً حربية تُقدر قيمتها بثمانية مليارات دولار.
وبذلك تكون إدارة بايدن قد سجلت دعمها لقدرات المستعمرة قبل أن ترحل يوم 20/1/2025، وحتى لا يُسجل عليها أنها تلكأت في دعم المستعمرة، وأنها لم تتجاوب مع طلباتها، بل كي تُسجل أنها حتى في آخر أيامها قدمت ما يحتاجه جيش الاحتلال من عتاد ودعم وتغطية، ولم ترمِ فرصة الاستجابة إلى مرمى وقرار الرئيس الأميركي المقبل ترامب.
مستشفيات قطاع غزة يتم هدمها وقذفها وحرقها بقوة أسلحة التدمير، مع المدارس والجامعات ودور العبادة من المساجد والكنائس، بقوة قذائف النيران الإسرائيلية المعتمدة بالكامل على السخاء والدعم والتغطية الأميركية، وها هي آخر صفقة تقدمها واشنطن لتل أبيب، بعد صفقة سبقتها في شهر آب أغسطس 2024 والبالغة حوالي 20 مليار دولار، شملت طائرات مقاتلة وقذائف وأدوات عسكرية مختلفة، حتى تبقى المستعمرة متفوقة قادرة على توجيه ضربات موجعة لكل من حولها من الفلسطينيين، واللبنانيين، والسوريين وغيرهم ممن يتمادى في التعاطف والتضامن مع الشعب الفلسطيني وصولاً إلى اليمن وإيران.
الولايات المتحدة تقدم التغطية العسكرية والمالية والغطاءات السياسية والقانونية والدبلوماسية للمستعمرة، وهذا يؤكد أن قدراتها ليست نابعة من أوضاعها الداخلية بل من توفر الدعم الأميركي والأوروبي لها، وستبقى كذلك حتى تتغير المعطيات السياسية السائدة التي تصنع القرارات.
الشعب الفلسطيني يحقق إنجازات تراكمية على المستوى الدولي، وتراجع وانحسار لمكانة المستعمرة على المستوى الدولي .
في التدقيق بتجارب الشعوب، نجد أن الشعوب الفقيرة التي تعرضت للاستعمار، تمكنت من هزيمة مستعمريها المتفوقين اعتماداً على تضحياتها وشجاعتها وتمسكها بحقوقها مهما ظهرت أنها ضعيفة، ولكنها حققت الانتصار وانتزعت الحرية والاستقلال كما تستحق، هذا ما حصل لشعوب الفيتنام ولاوس وكمبوديا، والافريقية جميعها وفي طليعتها الجزائر وجنوب افريقيا، ولكنها حققت ذلك بوحدة أدواتها الكفاحية، وهي ما يفتقده الشعب الفلسطيني، يفتقد للوحدة، للبرنامج السياسي المشترك الموحد، والادوات الكفاحية المتفق عليها. ــ الدستور