توفيق المبيضين يكتب : وزارة التربية والتعليم”ترند” هذا الموسم..!؟

كتب توفيق المبيضين
تصدرت أخبار وزارة التربية والتعليم الاردنية وما حدث في بعض مدارسها هذه الأيام، عناوين الأخبار والمقالات في الصحافة المحلية وغيرها وصفحات مواقع التواصل الإجتماعي، وأصبحت”ترند” هذا الموسم .
كنت أتمنى أن تكون أخبارا إيجابية، مضمونها إنجازات علمية او حتى مجتمعية ومبادرات خير في شهر الخير، لكن وبكل أسف، كانت الأخبار، حرق طالب داخل مدرسة حكومية بالرصيفة، طلاب يعتدون بالضرب والتنمر على زميل لهم داخل مدرسته الحكومية بالزرقاء ويلحقون به الأذى، نسيان 4 طلاب ومحاصرتهم داخل مدرستهم بعد إنتهاء الدوام الرسمي في ماركا ، إنذار مدير مدرسة ومستخدم…، تشكيل لجنة تحقيق ..ومن هكذا أخبار "بتسم البدن”.
الأخبار سيئة وصداها أسوأ ، وكل هذا ينعكس على سمعة وزارة التربية والتعليم ووزيرها وأمينيها العامين ، لا بل وكافة العاملين بها .
تساءلت اليوم وأمس وأنا هنا لا أُعمم ، وبالتأكيد هناك حالات إيجابية ومشجعة وهي كثيرة ، تساءلت، ما هي نتائج جولات كثير من مدراء التربية والتعليم في مناطق المملكة اليومية للمدارس ؟ وهل إنعكست هذه الجولات والزيارات على سلوك وتصرفات الطلبة ومدراء المدارس ومساعديهم والمعلمين، وهل هذه الزيارات تكون مفاجأة أم بترتيب مسبق وعلم مدراء المدارس المستهدفة ، حيث علمت ان الغالبية العظمى من هذه الزيارات، تكون بترتيبات مسبقة، حيث يتم تنظيف وشطف المدارس وتنظيف دورات المياه وكافة المناطق والمسار الذي سيسلكه مدير التربية للمدرسة المستهدفة، وقبل وصوله.
وتسائلت أيضا وتحديدا ، هل مدير تربية الرصيفة سبق وان زار مدرسة الطالب المُحترق الحميدي، وهل تنبه وعلم ان المدرسة مكونة من 3 مباني ، ولها موظف مستخدم واحد، من واجباته اليومية ،ان يكون قبل الساعة 6:45 صباحا وفتح ابواب المباني والساحات والصفوف وتجهيز الصوبات، وهو المراسل والآذن والخادم الملبي لطلبات مدير المدرسة ومساعده والمعلمين، هل يعلم وزير التربية وأمينها العام بهذه التفاصيل ؟؟ أم أنهم تفاجأوا مثلي ومثلكم، فهكذا تفاصيل لا تهمهم أصلا ..؟! هل قام مدير التربية وفي زياراته، بزيارة غرف مطابخ المدارس وتأكد ان مواد المحروقات ليست بمتناول اي طالب، وهي بامكنة آمنة..؟
ما حدث وما سيحدث ، لا شك أن هناك مسؤولية كبيرة على الأهالي أيضا ، وهناك دور كبير للاسرة في المنزل ، بخصوص تربية وتوجيه الابناء، لكن للاسف الشديد، اسرة اليوم، ليست كأسرة أمس، وأعباء اليوم أصبحت كبيرة وثقيلة، فمعظم الآباء منشغلون في أعمالهم منذ الصباح وحتى العصر او المساء، مثلهم مثل آباء زمان ، وكثير من أمهات اليوم ، منشغلة عن تربية أبنائهن وتوجيههم للسلوك السليم، فإما أنها في عملها لوقت طويل من اليوم، او في البيت و منشغلة بأعمال المنزل اليومية أو مع صديقاتها وجاراتها على التلفون بمكالمات أو محادثات، وتتحدث عن طبخة اليوم او عن لبسة” الموضة” الجديدة مثلا او غيرها ، او على الفيسبوك والواتساب والسناب وغيره، في حين ابنائها في الشارع، لا تعلم مع من يتحدثون ولا مع من يختلطون، وما هي مواضيع حديثهم، يعود الأب مساء للمنزل وهو متعب ومجهد، وغاليا لا يوجد لديه الوقت الكافي للجلوس والحديث مع ابنائه.
الأسرة تنزلق، والمجتمع ينزلق، وإنزلاق واضح للتربية والتعليم، ويبدو ان قبطان السفينة، وفي خِضّم الأمواج العاتية، تاه عن الإتجاه الصحيح ، آخذا سفينته إلى المجهول ..!
يجب تعديل إنحراف البوصلة للإتجاه الصحيح ، وإلا سننزلق إلى ما هو أخطر من ذلك بكثير ، ونندم، حين لا ينفع الندم .
ناشر ومدير تحرير ديرتنا الأردنية الإخبارية
info@deeretnanews.com