صالح الراشد يكتب : اللي يعمله نتنياهو يطيب للمعلم ترامب

صالح الراشد :
أمام العالم الصامت عن الجرائم ضد الإنسانية وعن حرب التجويع في غزة وقتل الأطفال بقطع الأوكسجين عن الحاضنات، استمدّ الصهاينة سطوتهم لزيادة عذابات أهل غزة بزيادة إجرامهم بقطع الكهرباء عن غزة فانتشر شبح المجاعة، وبدأ نتنياهو بتنفيذ مخططه بالإبادة الجماعية للفلسطينيين بالقتل البطيء، لتكون النتيجة بتوقف محطات المياة ليفقد أهل غزة الماء النظيف مما يهدد بانتشار الأمراض، فالحصار الصهيوني يشتد من يوم ليوم والعالم يمنح الصهاينة الوقت للقضاء وتدمير غزة بذريعة محاربة حماس، ففي عالم القهر والعهر واللإنسانية فإن لصهاينة يعتبرون كل مواطن في غزة إرهابياً من حماس ودمه مباح، حتى لو كان طفل رضيع بل لو كان جنين في أحشاء والدته أو كهل يتكأ على عكازه.
ومن وراء البحار والمحيطات تصدر التصريحات الأمريكية الداعمة للكيان الصهيوني وإجرامه لا سيما أنه التلميذ النجيب في مدرسة القتل البطيء الأمريكية، وهي المدرسة التي تسببت بقتل مئات الآلاف من أطفال والسودان وسوريا وليبيا وفي العراق خلال الحصار في العقود الماضية، ولا زالت تطارد بقيتهم حين منعت الغاز الإيراني من الدخول للعراق، لتنقطع الكهرباء عن مناطق عديدة في بلاد الرافدين، ليتشابه الموقفين الصهيوني والأمريكي في القتل البطيء للشعوب، وتستغل واشنطن ضعف العالم وتجاذبات دوله وانقسامها وعدم وجود قوى أخرى في العالم توقف الغطرسة الصهيوأمريكية، مما شكل تحدياً كبيراً للإنسانية والأمم المتحدة ومنظماتها والدول الباحثة عن وقف الوحشية الصهيونية في غزة وتطوير العراق وليبيا وسوريا وعودتها كما كانت.
ويُلبي الاجرام الصهيونية الرغبة المتعطشة لدى رئيس الولايات المتحدة بتحويل غزة إلى ريفيرا أمريكية ونهب غازها وخيراتها على طريقة رعاة البقر، ويريد ترامب أن يُثبت للعالم بأن غزة غير قابلة للحياة الإنسانية بسبب حجم الدمار الهائل وعدم وجود أي مقومات للحياة فيها، ليشكل قطع الكهرباء كارثة إنسانية إضافية ستجعل ترامب يتشدد في خطته بترحيل أهل غزة والتصدي للخطة العربية التي لا تتناسب مع طموحاته، ليتولد لدى الجميع شعوراً بأن ما يفعله نتنياهو بقطع الكهرباء ليس قراراً فردياً بل بإتفاق مع ترامب، ولزيادة المصاعب على أهل غزة فقد تم منع دخول المواد الغذائية والأدوية والمشتقات النفطية لقطاع الصمود والإعجاز في القدرة على البقاء على قيد الحياة، رغم صمت المنظمات الدولية ودول العالم التابعة لقرار واشنطن والحرة التي لا تملك القدرة على الفعل وتكتفي بالشجب والاستنكار والقلق.
آخر الكلام:
يقول المثل الشعبي(اللي يطيب للمعلم يمشي عليه الحراث) ، وهذا حال المعلم ترامب والحراث نتنياهو، والغريب أن يقلد المعلم الحراثً ويعتقل طلبة الجامعات بسبب حرية الرأي وتعاطفهم مع القضية الفلسطينية.