الأخبار
الرئيسية / اقتصاد

د. ضرار مفضي بركات يكتب : عيد الاستقلال الأردني: تجسيد لروح التضامن والوحدة الوطنية

د. ضرار مفضي بركات يكتب : عيد الاستقلال الأردني: تجسيد لروح التضامن والوحدة الوطنية
أخبارنا :  

"بسم الله الرحمن الرحيم"
يُعد عيد الاستقلال الأردني مُناسبة وطنية هامة تحتفل بها المملكة الأردنية الهاشمية كل عام في 25 مايو، هذا اليوم يُمثل ذكرى استعادة الأردن لاستقلاله وسيادته الوطنية بعد انتهاء الانتداب البريطاني في عام 1946م، حيثُ يُعتبر عيد الاستقلال رمزاً للحرية والكرامة الوطنية، وتجسيداً لروح الوحدة والتضامن بين أبناء الشعب الأردني، وفي هذا المقال دراسة لبعض المحاور التالية:
أولاً: تاريخ الاستقلال: كانت الأردن جزءًا من الانتداب البريطاني على فلسطين منذ نهاية الحرب العالمية الأولى. ومع مرور السنوات، تصاعدت الحركة الوطنية في الأردن مطالبة بالاستقلال والسيادة. في عام 1946م، وبعد مُفاوضات طويلة مع الحكومة البريطانية، تم التوصل إلى اتفاق يُعرف بـ(مُعاهدة لندن)، والتي بموجبها تم الاعتراف بالأردن كدولة مُستقلة ذات سيادة، في 25 مايو 1946م، تم تتويج جلالة الملك عبد الله الأول ملكاً على الأردن، إيذانًا ببدء عهد جديد من الاستقلال والبناء.
ثانياً: أهمية عيد الاستقلال: عيد الاستقلال الأردني ليسَ مُجرد مُناسبة للاحتفال فقط، بل هو رمز للانجازات التي حققها الشعب الأردني في سبيل استعادة حريته وسيادته. يمثل هذا اليوم تأكيدًا على أهمية الوحدة الوطنية والعمل المشترك؛ لتحقيق الأهداف الوطنية. كما يُعد مناسبة لتجديد العهد والولاء للوطن وقادته، والاحتفاء بالتضحيات التي قدمها الأجداد من أجل بناء الدولة الحديثة؛ وسبيل مهم لتحمل المسؤولية؛ قال عليه الصلاة والسلام: " كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، الإمام راع ومسئول عن رعيته، والرجل راع في أهله ومسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته؛ فكلكم راع ومسئول عن رعيته" (متفق عليه البخاري ومسلم).وسبيلٌ مهم لتقديم الخدمة والنفع العام للناس عامة بكل ودٍ ومحبة وأُلفة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "المؤمن يألف ويُؤلف ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف وخير الناس أنفعهم للناس") رواهالطبرانيفي الأوسط ).
ثالثاً: المظاهر الاحتفالية: تتعدد مظاهر الاحتفال بعيد الاستقلال الأردني، حيث تُقام الفعاليات والأنشطة في مختلف أنحاء المملكة. تشمل هذه الفعاليات العروض العسكرية، والاحتفالات الشعبية، والعروض الفنية، والندوات الثقافية، كما يتم تنظيم مُسابقات وطنية وفعاليات رياضية تعزز روح الانتماء الوطني والولاء للوطن، حيثُ يشارك في هذه الاحتفالات مختلف فئات المُجتمع، من أطفال وشباب وشيوخ، مما يعزز من روح الوحدة والتضامن بين أبناء الشعب الواحد؛ ليكون هذا اليوم عنوناً للعمل بإخلاص والبناء المُستمر بكدٍ وجهد؛ لقوله تعالى: (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) (التوبة: 105) .
وأخيراً إنًّ عيد الاستقلال الأردني يمثل فرصة لاستلهام الدروس من التاريخ الوطني. فمن خلاله نتعلم أهمية الوحدة والتضامن في مُواجهة التحديات، ونُعزز من روح الانتماء الوطني والولاء للوطن. كما يُعد مناسبة للتأمل في الإنجازات التي حققتها الدولة الأردنية منذ الاستقلال، والعمل على بناء مستقبل مشرق للأجيال القادمة، كما يظلُ عيدُ الاستقلال الأردني مُناسبة وطنية غالية، تتجسد روح الحرية والكرامة الوطنية، كما أنها فرصة للاحتفاء بالتاريخ الوطني والعمل على بناء مستقبل أفضل للأردن. نسأل الله أن يحفظ الأردن وقيادته وشعبه، وأن يديم على المملكة الأمان والاستقرار. وكل عام والأردن وشعبها وقائدها بخير وسلامة، اللهم آمين.
كتبهُ،د. ضرار مفضي بركات
يعمل لدى وزارة التربية والتعليم/ المملكة الأردنية الهاشمية/ ومحاضر غير متفرغ/ ج. جدارا
عضو لرابطة الأدباء والمثقفين العرب / وعضو الاتحاد الأكاديميين والعلماء العرب
Drarbrkat03@gmail.com



مواضيع قد تهمك