د . صالح ارشيدات يكتب : عيد الاستقلال الـ79 للأردن: مسيرة إنجازات بقيادة هاشمية ملهمة

بقلم: د. صالح إرشيدات –
في الخامس والعشرين من أيار من كل عام، يحيي الأردنيون ذكرى استقلال المملكة الأردنية الهاشمية، المناسبة التي ترمز إلى نضال الأجداد وتضحياتهم في سبيل الحرية والسيادة، وترسخ مكانة الأردن كدولة مستقلة ذات إرادة حرة. وفي الذكرى الـ79، تتجدد مشاعر الفخر والانتماء، في ظل قيادة هاشمية واثقة، يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني وسمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني.
الاستقلال: بداية البناء الوطني
أُعلن استقلال الأردن عام 1946 بقيادة الملك المؤسس عبدالله الأول، ومنذ ذلك الحين بدأت مسيرة بناء الدولة الحديثة، رغم ما واجهته من تحديات داخلية وإقليمية. وقد تمكنت المملكة من ترسيخ مؤسساتها على أسس من السيادة والعدالة، معتمدة على شرعية تاريخية هاشمية وشعب واعٍ ومحب لوطنه.
الملك عبدالله الثاني: نهج الإصلاح والتحديث
منذ تسلم جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية عام 1999، تبنّى نهج الإصلاح والتحديث، فطرح أوراقًا نقاشية حددت معالم الدولة المدنية، القائمة على التعددية وسيادة القانون. كما تم تطوير التشريعات السياسية كقانوني الأحزاب والانتخاب لتعزيز المشاركة الشعبية والحياة الديمقراطية.
اقتصاديًا، قادت الدولة جهودًا كبيرة لجذب الاستثمارات، وتنويع مصادر الطاقة، وتعزيز التحول الرقمي، لا سيما في قطاعات التكنولوجيا والطاقة المتجددة. كما أُعطيت أولوية للحماية الاجتماعية وتحقيق التوازن الاقتصادي.
في مجال التعليم، ركّزت الدولة على ربط المخرجات بسوق العمل، من خلال تحديث المناهج وتوسيع التعليم المهني، وإطلاق منصات تعليمية مثل "مدرسة” و”إدراك”. أما في القطاع الصحي، فقد شهد تطورًا ملحوظًا في البنية التحتية والكفاءات، وأثبت النظام الصحي الأردني كفاءته خلال جائحة كورونا.
سمو ولي العهد: شريك الشباب والمستقبل
يُمثل سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني نموذجًا للشباب الطموح، بحضوره الفاعل ومبادراته النوعية. وقد أطلق "مؤسسة ولي العهد” التي تدعم ريادة الأعمال، والابتكار، والتعليم، وتمكين الشباب، مع التأكيد على قيم الانتماء والحوار والمشاركة.
القيادة الهاشمية… صمام الأمان
حققت المملكة خلال العقود الماضية إنجازات وطنية تشكّل مصدر فخر واعتزاز. فلطالما كانت القيادة الهاشمية الدرع الحامي في وجه التحديات، والمدافع الثابت عن القضايا العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
كما حافظت الدبلوماسية الأردنية، بقيادة جلالة الملك، على مكانة الأردن الإقليمية والدولية بفضل مواقفها المعتدلة، والتزامها بالسلام واحترام القانون الدولي، خصوصًا ما يتعلق بحماية القدس في إطار الوصاية الهاشمية.
ختامًا: الاستقلال مسؤولية دائمة
الاحتفال بالاستقلال ليس مجرد طقس سنوي، بل مسؤولية وطنية تستوجب من الجميع العمل بإخلاص، وتعزيز الوحدة الوطنية، والإسهام في مسيرة البناء. ومع اقتراب مئوية الاستقلال، يتجدد العهد مع الوطن وقيادته على المضي قدمًا نحو دولة حديثة، عادلة، ومنتجة، تفتح ذراعيها لأبنائها وتستثمر طاقاتهم لبناء مستقبل مزدهر.
الأردن سيبقى واحة أمن واستقرار، بقيادة حكيمة، وجيش قوي، وشعب وفيّ، يعتز بهويته ويؤمن بدوره في صناعة الغد الأفضل